ماذا قالت صحف قطرية عن اجتماع الدوحة حول سد النهضة والعلاقات مع مصر؟

كتبت- رنا أسامة:

احتفت صحف قطرية، الثلاثاء، بالعلاقات "الأخوية" بين القاهرة والدوحة في ظل التطورات الإيجابية بين البلدين، متوقعة أن يُثمر الاجتماع العربي الطارئ الذي تستضيفه اليوم لبحث قضية سد النهضة، بنتائج تؤكد الدعم العربي لموقف مصر والسودان من الأزمة، قد تفضي إلى الخروج من عنق الزجاجة والتوصل لحلول مُرضية ومقبولة تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب.

وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أكد قبل نحو أسبوعين، أن مصر من الدول الكبرى في المنطقة وتلعب دورا قياديا في الملفات الإقليمية، مشددا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمثل الشرعية المنتخبة في مصر. وأشار إلى أنه "بعد طي صفحة الخلاف مع دول الخليج ومصر، تطلعت الدوحة للعمل المشترك مع القاهرة".

وترأس قطر الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، عقب تسلمها من مصر رئاسة الدورة الـ155 للمجلس، على مستوى المندوبين الدائمين، في مارس الماضي.

علاقات أخوية

تحت عنوان "علاقات أخوية"، أثنت صحيفة "الوطن" القطرية على التطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين مصر وقطر، مؤكدة أنها تصب في مصلحة تعزيز أمن واستقرار المنطقة.

وأشارت إلى إشادة قطر بالجهود المصرية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مؤخرًا، والدور الرائد للجالية المصرية في القطاعين الحكومي والخاص، وذلك خلال لقاء سامح شكري وزير الخارجية بنظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال زيارته الحالية للدوحة.

وبدأ شكري زيارته إلى الدوحة حاملًا رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بشأن التطورات التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية في أعقاب التوقيع على بيان "العُلا" في 5 يناير الماضي، والتطلع إلى اتخاذ مزيد من التدابير خلال الفترة المُقبلة لدفع مجالات التعاون الثنائي ذات الأولوية، بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

من جانبه، شكر الوزير شكري دولة قطر لاستجابتها لعقد الحوار التشاوري الطارئ بشأن سد النهضة في الدوحة، مُشيدا بجهودها خلال رئاستها للجنة الوزارية في جامعة الدول العربية.

وتوقعت الصحيفة أن يخرج اجتماع الجامعة العربية الطارئ في الدوحة حول قضة سد النهضة، بنتائج "تؤكد الدعم العربي لموقف دولتي المصب، وإعادة النص على المواقف المصرية - السودانية من القضية، بحيث يتم التوصل إلى حلول مرضية ومقبولة تراعي مصلحة البلدين وحقوقهما، وتسمح بإزالة المخاوف الناجمة عن تطورات هذه القضية".

العلاقات المصرية القطرية تعزز أمن واستقرار المنطقة

وأبرزت "الراية"، في تقرير بعنوان "العلاقات المصرية القطرية تعزز أمن واستقرار المنطقة"، مباحثات وزيري خارجية مصر وقطر بالدوحة التي أُجريت للمرة الأولى منذ صيف عام 2013.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، لا سيما في مجال الاستثمار، وتبادل الدعم بينهما في المحافل الدولية، بالإضافة إلى آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، خاصة مستجدات القضية الفلسطينية والوضع الراهن في ليبيا"، وشدد الجانبان على أهمية تنسيق الجهود الإقليمية للتوصل إلى حلول تضمن أمن واستقرار المنطقة، وتشجع على التعاون المشترك.

وشدّد الجانبان على أهمية تنسيق الجهود الإقليمية للتوصّل إلى حلول تضمن أمن واستقرار المنطقة، وتشجّع على التعاون المُشترك. كما نوّه وزير الخارجية القطري خلال الاجتماع، بالتطوّرات الإيجابية التي تشهدها العلاقات بين البلدين.

وفي 3 مارس الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة، كما تلقى الرئيس السيسي في 12 أبريل اتصالًا هاتفيًا من أمير قطر للتهنئة بحلول شهر رمضان.

كما وصل وزير الخارجية القطري في زيارة ثانية لمصر الشهر الماضي، وقدم دعوة للرئيس السيسي من الأمير تميم لزيارة الدوحة.

رسالة عربية من الدوحة للمجتمع الدولي

أما "الشرق" فعرجت إلى رسالة الاجتماع العربي بالدوحة إلى المجتمع الدولي. وكتبت: "تؤكد دولة قطر مجددًا اهتمامها بتعزيز الأمن القومي العربي وبقضية العرب الأولى... القضية الفلسطينية التي تحتل الصدارة في الاجتماع الوزاري العربي الطارئ الذي تستضيفه الدوحة اليوم لإطلاق رسالة عربية إلى المجتمع الدولي".

وتابعت: "فرغم وقف إطلاق النار الذي أنهى أحد عشر يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن الاحتلال الاسرائيلي لايزال يزايد في سفك المزيد من الدماء الفلسطينية على الاراضي المحتلة دون اعتبار للمجتمع الدولي وللقانون والمواثيق الانسانية".

وأضافت: "وفي هذا الإطار يناقش وزراء الخارجية العرب اليوم نتائج الطلب من المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، بما فيها تهجير الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جرّاح وباقي المناطق والأحياء الفلسطينية المُحتلة".

واستطردت: "لقد حان الوقت ليدرك المجتمع الدولي مخاطر الانتهاكات التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين والتي من شأنها خلق مناخ من عدم الاستقرار في المنطقة عبر الرسائل التي ستصدر عن اجتماع اليوم".

كما أشارت إلى أن "القضايا الاقليمية ستشغل حيزا مهما من الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب"، حيث دعت كل من مصر والسودان إلى عقد اجتماع مواز يناقش تطورات أزمة سد النهضة، ويوحّد الرؤى تجاه دعم مواقف البلدين الشقيقين في حقوقهما التي لا ترتبط فقط بالأمن المائي ولكن بالاستقرار والتنمية.

وذكرت أن الاجتماع حظي باهتمام من جانب قطر التي تتولى رئاسة مجلس جامعة الدول العربية في دورته الحالية منذ أوائل شهر مارس الماضي، "لتثبت مجددا من خلال النشاط الدبلوماسي حرصها على تعزيز العمل العربي المشترك ودعمها الكامل للقضايا والحقوق العربية".