لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انتصار دبلوماسي ضخم.. من المستفيد الأكبر من قمة بايدن- بوتين؟

02:21 م الخميس 17 يونيو 2021

جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف

كتبت- هدى الشيمي:

كانت الآمال المرجوة من لقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ضئيلة حتى قبل انعقاد القمة في جنيف بسويسرا أمس الأربعاء.

قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إنه إلى جانب بعض الالتزامات الأساسية بإعادة الدبلوماسيين والموافقة على فتح حوار بنّاء مع الولايات المتحدة بشأن الأمن السيبراني والسياسية الخارجية، لم يشر بوتين إلى أن الاجتماع الأول بين الزعيمين سيحدث أي تغيير حقيقي في العلاقات بين البلدين.

على ما يبدو- حسب سي إن إن- أنه لا يوجد عدد يكفي من الكلمات الودية لمنع الرئيس الروسي من المُضي قدمًا في تنفيذ بنود أجندته السياسية في الداخل أو الخارج مع الإفلات شبه الكامل من العقاب.

على الرغم من تأكيده خلال المؤتمر الصحفي أنه لا يوجد أي نوع من العداء بينه وبين بايدن، ولكنه صرّح بعدة تصريحات مناهضة للولايات المتحدة لتفادي الانتقادات الموجهة لبلاده.

"الهجوم من أجل الدفاع"

١

عندما سألته (سي إن إن) عن الهجمات السيبرانية التي تعرضت لها المؤسسات الأمريكية القادمة من الأراضي الروسية، تحدث بوتين عن الهجمات الالكترونية التي تعرضت لها بلاده.

وقال: "فيما يتعلق بالأمن السيبراني، لقد اتفقنا على بدء مشاورات بشأن هذه المسألة وأعتقد أنها مهمة للغاية. من الواضح أنه يتعين على كلا الجانبين تحمل بعض الالتزامات".

انتقد بوتين أكثر من مرة استقرار الولايات المتحدة وقيمها الأخلاقية، مُشيرًا إلى أعمال الشغب في الكابيتول في ٦ يناير الماضي وقتل جورج فلويد- مواطن ذو بشرة سوداء- على يد الشرطة، وقال: "بالنسبة للكثير من السود في أمريكا فإنهم إذا فتحوا فمهم سيقتلون بالرصاص".

عندما سُئل عن حملة القمع التي تشنها روسيا على المعارضة السياسية الداخلية- لا سيما اعتقال المعارض الروسي البارز اليكسي نافالني- لفت الرئيس الروسي إلى أن نافالني كان يريد أن يتم القبض عليه.

قال بوتين:"هذا الرجل (نافالني) كان يعلم أنه يخالف القانون الروسي، وأُدين مرتين (.....) لقد أراد مخالفة القانون بكامل وعيه، لقد فعل بالضبط ما أراده، لذلك ما نوع النقاش الذي يجب علينا مناقشته معه؟"؟

٢_1

فيما يتعلق بضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم، زعم بوتين أن نشاط بلاده العسكري في المنطقة يتوافق تمامًا مع القانون الدولي، فيما وصف الأمريكيين بالمعتدين على محاولات روسية لحماية حدودها.

قالت (سي إن إن) إن المراقبين لبوتين عن كثب معتادين على هذا المستوى من الثقة والرفض، ويقولون إنه رجل مؤمن للغاية بسلطته المطلقة في بلاده حتى أنه يستطيع الاجتماع مع أقوى شخص على وجه الأرض دون خسارة أي شيء تقريبًا.

على ماذا حصل بوتين من القمة؟

ترى الشبكة الأمريكية أن القمة كانت مُجهزة لتناسب احتياجات بوتين الداخلية، طلبت الولايات المتحدة عقد الاجتماع ما يؤكد - من وجهة نظر الكرملين- أن بوتين زعيم يحظى بمكانة مماثلة للرئيس الأمريكي.

قال أوليج اجناتوف- كبير محللي الشؤون الروسية في منظمة كرايسز جروب ومقرها موسكو، أن هذا بالضبط ما كان يريده الكرملين، التحدث مع الولايات المتحدة على قدم المساواة، وبهذه الطريقة لم يطالبه الطرف الآخر بتغيير أي شيء من أجل إجراء الحوار.

وأضاف: "لاشك في أن بوتين سيواصل اختبار بايدن في حالة تعثر الحوار أو ذهابه في اتجاه لا يناسب موسكو، هذه ليست بداية لتطبيع العلاقات، ولكنها وقفة في تدهورها المتزايد".

٣

أشار كير جايلز، كبير الزملاء الاستشاريين في برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس، إلى أن مواجهة الولايات المتحدة كان جزءً كبيرًا من نجاح بوتين في الداخل. وأوضح أن إجابته القوية على كل الأسئلة الموجهة إليه من وسائل الاعلام الروسية أو الصحفيين الأجانب ستكسبه نقاطًا في الداخل.

حسب المحللين، فإن القمة الأربعاء ما هي إلا فصل جديدة في رواية طويلة ترسخت على مدار العقد الماضي، وهي أن الغرب غير قادر على كبح جموح بوتين وحلفائه.

بالنسبة لمعارضيه، فلا يوجد عقاب كافي يجب تطبيقه على بوتين بعد تسميم معارضيه السياسيين، والتدخل في انتخابات دول أخرى، ودعم الديكتاتور السوري بشار الأسد في قصف بلاده، وضم بلاد أجنبية.

أما بالنسبة للعديد من مؤيديه، سيبدو لقاء بوتين مع الرئيس الأمريكي دليلاً على أن أفعاله لها ما يبررها، وبإمكانهم التحدث عن موافقة رئيسهم على العمل مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الدولية الكبرى مثل الأمن واستعادة القنوات الدبلوماسية التقليدية.

خلاصة الأمر، ترى (سي إن إن) أن بوتين ذهب إلى جنيف وحصل على ما يريد بالضبط، ثم غادر سويسرا حاملاً بين يديه انتصارًا دبلوماسيًا ضخمًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان