الانتخابات في إثيوبيا تتعرض لوابل من الانتقاد في ظل صراع مستمر
كتب - محمد عطايا:
أغلقت مراكز الاقتراع في إثيوبيا، مساء الاثنين، في انتخابات مثيرة للجدل تجري وسط صراع مستمر وأزمة إنسانية مستعرة في منطقة تيجراي شمالي البلاد، وذلك بحسب ما ذكرته شبكة "سي إن إن".
وأوضحت الشبكة الأمريكية، أن "رئيس الوزراء أبي أحمد يواجه أول اختبار حقيقي له في انتخابات متعددة الأحزاب في إثيوبيا منذ 16 عامًا، رغم كون البلاد ممزقة بالصراع، وشخصيات معارضة مسجونة وأجزاء من البلاد غير قادرة على التصويت".
وقال رئيس وزراء البلاد إنه "يتوقع أن تكون الانتخابات سلمية، وغرد قبل التصويت بأنها ستكون "المحاولة الأولى لإثيوبيا في انتخابات حرة ونزيهة"، برغم أن بعض الإثيوبيين والمحللين السياسيين اختلفوا مع رئيس الوزراء.
ووصف محرر "بي بي سي" للشؤون الأفريقية مارتن بلوت انتخابات 21 يونيو بأنها "عملية مشكوك فيها"، قائلا "بعض الإثيوبيين سيدلون بأصواتهم. تم إلغاء الانتخابات في عدة مناطق - بما في ذلك تيجراي. إنها عملية مشكوك فيها لدرجة أن معظم المراقبين الدوليين رفضوا مراقبتها".
وذكرت "سي إن إن"، أن "الأجواء كانت هادئة في أحد مراكز الاقتراع في أديس أبابا زارها مراسل الشبكة، وأن المنتخبين يصوتون على أمل أن يساعد ذلك في تحرير البلاد في اتجاه أكثر ديمقراطية".
وانسحب الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة بعثته لمراقبة الانتخابات إلى إثيوبيا، مشيرا إلى موقف الحكومة غير المتعاون في تلبية "المتطلبات المعيارية" المتعلقة بأمن واستقلال مجموعة المراقبين.
وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص إلى إثيوبيا، وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، يوم الإثنين، إنه يأمل أن تساعد الانتخابات في تسهيل الحوار حول وضع "حقوق الإنسان السيء" في تيجراي.
"مسرح سياسي"
وذكرت شبكة "سي إن إن"، أنه من المتوقع إعادة انتخاب أبي، رئيس الوزراء البالغ من العمر 44 عامًا، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، إذا حصل حزب الرخاء الحاكم الذي ينتمي إليه على أعلى الأصوات في البرلمان الفيدرالي.
وأضافت أن "فرص آبي في الاقتراع أكثر إشراقًا على ما يبدو بعد التحركات الأخيرة من قبل بعض الشخصيات المعارضة البارزة لمقاطعة الانتخابات".
ووصفت ميريرا جودينا، زعيمة مؤتمر أورومو الفيدرالي، وهو حزب يمثل شعب الأورومو، أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، الانتخابات بأنها "مسرح سياسي"، وحثت المراقبين على "عدم أخذ الانتخابات على محمل الجد".
وأضافت ميريرا "لا يمكن أن تحقق أكبر ثلاثة احتياجات للبلاد: السلام الدائم والاستقرار، وضمان ولادة إثيوبيا الديمقراطية حتى بعد ثلاثة آلاف عام، والتنمية الاقتصادية الهادفة".
العديد من شخصيات المعارضة في أورومو محتجزون لدى الحكومة منذ أن تسبب مقتل مغني من قبيلة أورومو الشعبية على أيدي مسلحين مجهولين العام الماضي في اضطرابات واسعة النطاق في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان الأسبوع الماضي إنها "قلقة للغاية بشأن البيئة" التي ستجرى في ظلها الانتخابات الإثيوبية.
وقال البيان إن "اعتقال السياسيين المعارضين ومضايقة وسائل الإعلام المستقلة... والعديد من النزاعات العرقية والطائفية في جميع أنحاء إثيوبيا هي عقبات أمام عملية انتخابية حرة ونزيهة".
ومن بين 47 حزبًا مشاركًا في الانتخابات العامة والإقليمية، يتصدر حزب آبي الرخاء الرسم البياني لعدد المرشحين المسجلين المتنافسين على مقاعد في البرلمان بإجمالي 2432 مرشحًا.
"جرائم حرب"
يُعتقد أن العمل العسكري الذي قام به أبي أحمد في تيجراي قد تسبب في مقتل الآلاف من المدنيين. وقد ساعدت في ذلك قوات من إريتريا، التي ارتكبت العديد من عمليات القتل خارج نطاق القضاء وانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة، وذلك وفقا لـ"سي إن إن".
وقد دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل في انتهاكات حقوق الإنسان في تيجراي التي قد ترقى إلى جرائم حرب.
وقال مكتب أبي إنه "سيواصل تقديم جميع الجناة إلى العدالة بعد إجراء تحقيقات شاملة في الجرائم المزعومة في المنطقة".
فيديو قد يعجبك: