كيف أصبح "رئيسي" أكبر أمل للغرب للعودة للاتفاق النووي مع إيران؟
كتب - محمد عطايا:
تحولت إيران إلى أقصى اليمين، مع فوز الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبرغم تخوف وإدانة بعض الدول لتاريخ رئيسي الذي وصفوه بالدموي لاشتراكه في "لجان الموت"، إلا أن هذا التحول قد يخدم مصالح الغرب فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة "فورين بوليسي".
وقالت المجلة الأمريكية، إنه ما بدا للغرب فرصة جيدة لإبرام اتفاق نووي عندما تم انتخاب حسن روحاني في 2013، تبدو الفرصة مواتية لإبرام اتفاق جديد مع انتخاب رئيس محافظ.
وبرغم انتقاد العديد من المحافظين (الذين ينتمي إليهم رئيسي) لإبرام حسن روحاني اتفاق نووي مع الولايات المتحدة والقوى الغربية، إلا أن الرئيس الجديد نفسه أكد خلال حملته الانتخابية أنه "لا ينبغي أن يقال إنني أعارض الاتفاق النووي". وقال للناخبين إنه "مستعد لقبول الصفقة".
"لعبة المرشد"
ترى المجلة الأمريكية، أن مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي وصل إلى مسار حاسم، وأن جميع الأطراف أقرب في التوصل لتفاهمات، خاصة بعدما أصبحت واشنطن أكثر قابلية لإزالة العقوبات عن طهران، مقابل التزام الأخيرة بالاتفاق.
وأضافت أنه "ما لن توافق عليه الولايات المتحدة هو مطالبة إيران بضمانات بأن الصفقة لن تنقلب مرة أخرى من قبل رئيس أمريكي في المستقبل، مثلما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب".
وأوضحت أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يواجه قرارا صعبا، ويقع على عاتقه إعطاء الضوء الأخضر لاتفاق في فيينا، خاصة وسط ما يعانيه الشعب الإيراني في ظل العقوبات الأمريكية، التي يسعى خامنئي لتخليص بلاده منها.
وفي الوقت نفسه، لا يريد خامنئي - وفقا لفورين بوليسي- أن يُنظر إليه على أنه يرفض صفقة الاتفاق النووي، كما أنه لن يرغب في تفضيل صفقة، مع التسويات المصاحبة لها، مع رئيس معتدل في منصبه.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن أي رئيس معتدل في طهران أو حتى محافظ معتدل، سيواجه رد فعل عنيف وعاصف من المتشددين في بلاده، ولن يرغب حينها خامنئي في أن تُفسر قراراته على أنها تفضل المعتدلين، نظرا لدعمه أغلب الوقت لليمين.
الوضع مع "رئيسي" مختلف
وأشارت إلى أن الوضع سيختلف مع رئيسي، نظرا لقدرته على مواجهة المنتقدين والمعارضة المشددة التي لن تشن هجوما على رئيس ينتمي لها.
وأوضحت أن "رئيسي يحظى بدعم كامل من المرشد الأعلى في إيران، ويدافع عن جميع القيم والمؤسسات القريبة والعزيزة على قلوب المتشددين، وهناك رابطة ثقة ومصالح مشتركة بين رئيسي والمتشددين من شأنها أن تسمح له بالحصول على موافقتهم على الصفقة".
وفي إشارة مبكرة، بعد أقل من أسبوع من انتخابه، شكل رئيسي لجنة للتأكد من أن أي اتفاق جديد في فيينا يتوافق مع الاتفاق النووي لعام 2015، مما سيمهد الطريق لقبول الاتفاقية الجديدة باعتبارها متوافقة مع الصفقة التي وافق عليها المرشد الأعلى بالفعل، وذلك وفقا لما ذكرته "فورين بوليسي".
وأوضحت المجلة الأمريكية أن اللجنة المشكلة من قبل رئيسي "تضم بعضًا من أكثر أعضاء البرلمان تشددًا، ولا سيما أحد أبرز منتقدي الاتفاق النووي، مجتبى زنور، بالإضافة إلى كبير مفاوضي إيران في فيينا، عباس عراقجي، ويقودها وزير الخارجية السابق علي أكبر صالحي، الذي كان عضوًا في فريق المفاوضات النووية لعام 2015".
فيديو قد يعجبك: