حالة غريبة لمُصابة بـ"الإيدز" وكورونا.. الفيروس تحور بداخلها 32 مرة
%كتبت- رنا أسامة:
سجل باحثون في جنوب أفريقيا حالة غريبة لامرأة تحوّر فيروس كورونا بداخلها عدة مرات بعد إصابتها به، فيما تعاني أصلًا من فيروس نقص المناعة المكتسب "الإيدز".
ووفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانة، طال كوفيد-19 المرأة البالغة من العمر 36 عامًا لأول مرة في سبتمبر الماضي، وظلت اختباراتها "إيجابية" لأكثر من 7 أشهر، حيث تغيّر الفيروس جينيًا داخل جسدها أكثر من 30 مرة طيلة هذه الفترة.
وقال فريق البحث في جامعة "كوازولو ناتال" في ديربان بجنوب أفريقيا، إن هذه الحالة تُقدم أول دليل حقيقي على أن المصابين بـ"الإيدز" غير المُعالج، قد يكون لديهم جهاز مناعي ضعيف يسمح لكورونا بالتجذر والتحول إلى متغيرات قاتلة يمكن أن تنتقل للآخرين.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فهناك 7.5 مليون بالغ وطفل في جنوب أفريقيا مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب.
وبمجرد إصابة الشخص بـ"تقض المناعة المُكتسب"، يبدأ الفيروس في مهاجمة وتدمير الخلايا المناعية التي تحمي الجسم عادة من العدوى، ويمكن أن تؤدي إلى مرض "الإيدز المميت".
في جنوب أفريقيا، غالبًا ما تمر عدوى فيروس نقص المناعة المُكتسب مرور الكرام دون أن تُكتشف، ويُعتقد أن ما يقرب من 10% من المرضى هناك غير مُدركين أنهم مُصابون بالفيروس.
وفقًا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي)، فإن مرضى "الإيدز" الذين يتلقون علاجًا فعالًا ليسوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بكوفيد-19 أو المعاناة من مضاعفات أكثر خطورة.
ومع ذلك، فإن نتائج الدراسة، المنشورة على موقع medRxiv.org الطبي قبل طباعتها، تُعد دليلًا يشير إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة عُرضة لأن يتحور كورونا في أجسامهم عدة مرات، بحسب "ديلي ميل".
وشُخّصت المريضة الجنوب أفريقية على أنها مُصابة بـ"الإيدز" في عام 2006، لكن الأطباء لم يتمكنوا من السيطرة على الفيروس بالعلاج التقليدي المضاد للفيروسات القهقرية.
وفي سبتمبر 2020، توجهت المرأة إلى المستشفى بعد أن ظهرت عليها أعراض مثل السعال والتهاب الحلق وصعوبة في التنفس لمدة 12 يومًا. وثبتت إصابتها بكوفيد-19 ووُضِعت على جهاز تنفس اصطناعي ثم غادرت المستشفى بعد 9 أيام.
لكن ظلت نتائج الاختبارات التي أجرتها المريضة الجنوب أفريقية بعد مغادرتها المستشفى، إيجابية، لمدة 216 يومًا.
ووجد الباحثون أن الفيروس خضع لـ32 تغيرًا جينيًا، 13 منها مرتبطة ببروتين "سبايك"، حيث توغّل الفيروس داخل الخلايا وأصابها. أما الطفرات الأخرى فكانت مماثلة لتلك التي ظهرت في متغيريّ ألفا (من بريطانيا) وبيتا (من جنوب أفريقيا).
ورغم غرابة الأمر، قالت الصحيفة إنه لا يزال من السابق لأوانه القول إن هذه الحالة فريدة. ولكن إذا لم تكن كذلك، فقد يعني ذلك أن المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة غير المنضبط قد ينقلون العدوى بمتغيرات قاتلة محتملة لكورونا.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور توليو ديوليفيرا، عالم الوراثة بجامعة كوازولو ناتال، إن مرضى الإيدز "يُمكن أن يصبحوا مصنعًا متنقلًا للمتغيرات (تحورات كورونا) للعالم بأسره''.
وأضاف أن توسيع اختبار فيروس نقص المناعة وعلاجه "سيقلل إصابات ووفيات (الإيدز)، ويقلل أيضًا من فرص توليد متغيرات جديدة من كوفيد قد تتسبب في موجات جديدة من العدوى به".
فيديو قد يعجبك: