"أسوشيتد برس" تكذّب التبريرات الإسرائيلية بشأن قصف برج في غزة
كتبت – إيمان محمود
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على القصف الإسرائيلي لبرج الجلاء خلال العدوان على قطاع غزة، خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال ليبرر استهداف البرج، زاعمًا أن حركة حماس كانت تستخدمه لـ"التشويش على نظام القبة الحديدية".
جاءت مزاعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي بعد يوم من اجتماع السفير الإسرائيلي لدى أمريكا والأمم المتحدة جلعاد إردان، مع عدد من أعضاء مجلس إدارة وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، التي كان المبنى مقرا لموظفيها في القطاع.
والتقى السفير الإسرائيلي لدى واشنطن والأمم المتحدة، يوم الاثنين، عددًا من المسؤولين في الوكالة "لشرح الموقف وأسباب الاستهداف والأهمية اللوجستية والعسكرية للمبنى المستهدف بالنسبة لحماس"، على حد قوله.
وضمّ برج الجلاء الذي كان من أكبر وأقدم الأبراج في القطاع، مكاتب للوكالة الأمريكية بالإضافة إلى مقر قناة الجزيرة القطرية وعدد من المؤسسات الإعلامية الأخرى.
واندلع الصراع الأخير في قطاع غزة بعد أسابيع من التوتر المتصاعد في القدس المحتلة إثر محاولة استيلاء الإسرائيليين على منازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
واستمر التصعيد العسكري بين الجانبين 11 يوما، وخلف 256 قتيلا في غزة، بحسب الأمم المتحدة، قبل أن الاتفاق على الهدنة ووقف إطلاق النار في 21 مايو الماضي، بوساطة مصرية.
"أسوشيتد برس" تدحض المزاعم
بعد أن فنّد جلعاد إردان أسباب قصف جيش الاحتلال للبرج أمام مسؤولي الوكالة الأمريكية، قدّم عرضًا للمساعدة في إعادة بناء مكاتبها في غزة، قائلاً: "إسرائيل تؤيد أهمية حرية الصحافة".
ورغم ترحيب الوكالة الأمريكية بالتواصل مع الإسرائيليين، لكنها قالت إنها "لم ترَ حتى الآن أدلة تدعم المزاعم الإسرائيلية حول استخدام البرج للتشويش على القبة الحديدية".
وقالت وكالة أسوشيتد برس لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنها رحبت بالاجتماع مع إردان وعرضه إعادة البناء. لكنها أضافت أن السلطات الإسرائيلية تؤكد أن المبنى الذي يضم مكتبنا قد دمر بسبب وجود حماس الذي شكل تهديدا ملحا. وقال "لم نتلق حتى الآن أدلة لدعم هذه الادعاءات".
وأكدت أسوشيتد برس أنها مازالت تدعو للكشف عن جميع الأدلة لدى الإسرائيليين "حتى تكون الحقائق علنية".
المزاعم الإسرائيلية
نشر أفيخاي أدرعي، الثلاثاء، ما قال إنها "تفاصيل إضافية حول استهداف البرج"، وهي ذات المزاعم التي استخدمها السفير الإسرائيلي خلال اجتماعه مع مسؤولي الوكالة، قائلاً: "حماس استخدمت البرج للبحث والتطوير الاستخباري وتنفيذ أعمال تعرف بالاستخبارات الكهيربية أو ما يعرف باستخبارات الاشارات، والحرب الإلكترونية بما في ذلك تطوير قدرات لتشويش عمل نظام القبة الحديدية".
وأضاف أدرعي قائلا: "جاء استهداف المبنى بهدف تقليص تلك القدرات بما في ذلك تدمير المعدات الخاصة ومنع استخدامها خلال الحملة العسكرية. حسب التقديرات كانت المعدات داخل البرج أثناء عملية الاستهداف حيث تم تدميره لضمان تدمير كافة المعدات الخاصة. وكان برج الجلاء ذي أهمية عسكرية عالية لحماس"، حسب تعبيره.
واستطرد أدرعي: "ونظرًا لطبيعة الهدف، وجه جيش الدفاع تحذيرات للمدنيين المقيمين في المبنى قبل الهجوم، كما بذل جهود كبيرة للسماح للمدنيين بإخلاء المبنى، وكانت عملية الإخلاء دقيقة ونتيجة لذلك لم يصب أي من المدنيين. هذا الحدث يثبت عمل حماس عن عمد من قلب الاحياء السكنية المدنية في غزة"، على حد قوله.
#عاجل تفاصيل إضافية عن استهداف #برج_الجلاء خلال حملة #حارس_الأسوار: #حماس استخدمت البرج للبحث والتطوير الاستخباري وتنفيذ أعمال تعرف بالاستخبارات الكهيربية أو ما يعرف باستخبارات الاشارات، والحرب الإلكترونية بما في ذلك تطوير قدرات لتشويش عمل نظام القبة الحديدية
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 8, 2021
حماس تنفي
من جهتها، نفت حركة حماس الفلسطينية، اليوم الأربعاء، وجود مكاتب لها في البرج واصفة تدميره "بجريمة حرب".
وقال حازم قاسم المتحدث باسم الحركة إن "تكرار جيش الاحتلال أكاذيبه لوجود مكاتب لحركة حماس في برج الجلاء، محاولة فاشلة لتبرير جريمته باستهداف برج مدني يحوي مكاتب صحفية لقنوات ووكالات عالمية".
وأكد في تصريح نقلته وكالة "معا" الفلسطينية، أن تدمير برج الجلاء "جريمة حرب مكتملة الأركان تضاف إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في عدوانه الأخير على قطاع غزة".
فيديو قد يعجبك: