قوات تيجراي تشن هجومًا جديدًا لاستعادة كافة المناطق
أديس أبابا - (أ ف ب)
شنت القوات المتمردة هجومًا جديدًا في إقليم تيجراي الإثيوبي الذي يشهد نزاعًا منذ ثمانية أشهر وطالته معارك في مخيم لاجئين، حسبما أكدت مصادر في منظمات إنسانية لوكالة فرانس برس.
شهد النزاع الذي اتسم بارتكاب مجازر وتزايد شبح المجاعة، نقطة تحول في نهاية يونيو عندما استعاد المتمردون السيطرة على جزء كبير من المنطقة، مما دفع الحكومة إلى إعلان وقف إطلاق النار.
قال غيتاشو ريدا في اتصال هاتفي صباح الثلاثاء مع فرانس برس "في الأمس باشرنا هجومًا في منطقة رايا (جنوب تيجراي) وتمكننا من الحاق الهزيمة بوحدات قوات الدفاع الفيدرالية وقوات أمهرة".
وقال "تمكنا من ضمان أمن معظم جنوب تيجراي" وأشار إلى أن المتمردين سيطروا على ألاماتا، كبرى مدن المنطقة، مؤكدا أنه موجود فيها.
وتعذر الاتصال بمتحدث باسم الجيش الفدرالي للتثبت من تأكيدات غيتاشو في ظل انقطاع شبكات الاتصال في المنطقة.
أراض متنازع عليها
وشن رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في نوفمبر عملية عسكرية في المنطقة الواقعة في شمال البلاد، لنزع سلاح عناصر جبهة تحرير شعب تيجراي والقبض على قادتها.
وبعد السيطرة على عاصمة الولاية ميكيلي، أعلنت الحكومة في نهاية نوفمبر النصر، لكن المعارك استمرت ثمانية أشهر.
وفي نهاية يونيو، انسحب الجيش متراجعًا أمام تقدم خاطف للقوات الموالية للجبهة التي استعادت ميكيلي في 28 من الشهر ثم القسم الأكبر من تيجراي في الأيام التالية.
في غضون ذلك، أعلنت أديس أبابا وقف إطلاق النار وسحبت الجيش. ثم اعلن المتمردون قبولهم بوقف اطلاق النار الذي وصفته قوات دفاع تيغراي في البدء بأنه "مزحة"، مشترطين انسحاب القوات الاريترية من الإقليم الإثيوبي الشمالي وكذلك القوات الآتية من إقليم امهرة المجاور بعد انتشارهما فيه دعمًا للجيش الإثيوبي.
وكان هجوم الاثنين موجهًا إلى مناطق في جنوب وغرب تيجراي لا تزال تحت سيطرة قوات أمهرة التي دخلت لمساندة الجيش الفيدرالي في النزاع الذي شهد فظاعات وسط مخاطر متزايدة بحصول مجاعة.
وقال غيتاشو ريدا "وعدنا بأننا سنحرر كل شبر من تيغراي".
وأضاف أن المتمردين ما زالوا "يتعقبون" القوات الموالية للحكومة في الجنوب الثلاثاء، موضحاً "لا نريد أن نمنحهم فرصة لإعادة تجميع صفوفهم".
دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الثلاثاء قوات إريتريا إلى الانسحاب "السريع وبصورة يمكن التثبت منها" من إقليم تيجراي.
صباح الثلاثاء، أوردت مصادر أممية حدوث قصف مدفعي في بلدة غرب تيغراي.
وأكدت مصادر منظمات إنسانية أن معارك دارت في مخيم ماي أيني للاجئين الإريتريين الذي يبعد بضعة كيلومترات عن البلدة بين القوات المتمردة من تيجراي وجنود إثيوبيين وحلفائهم من قوات أمهرة.
ونقلت المصادر عن شهود عيان في المكان "اندلعت اشتباكات داخل المخيم" موضحة ان المعارك بدأت حوالي الساعة الرابعة صباحًا وهدأت بحلول الظهيرة.
وقالت المصادر إن اللاجئين من هذا المخيم ومخيم مجاور يؤوي إريتريين كانوا قد فروا هربًا من النظام في إريتريا، غادروا سيرًا على الأقدام.
مساعدات إنسانية
بدأ الهجوم بعد يومين من الإعلان السبت عن نتائج الانتخابات التشريعيّة التي حقق فيها حزب الرخاء الذي يتزعمه أبيي فوزًا ساحقًا.
وأراد رئيس الوزراء الحائز جائزة نوبل للسلام العام 2019 الحصول على الدعم الشعبي في وقت تشهد فيه البلاد وضعًا حساسًا.
وأثر العنف العرقي في عدة مناطق إثيوبية والمجازر المرتكبة في تيجراي وشبح المجاعة المتزايد على صورته كزعيم إصلاحي شاب.
وقدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 400 ألف شخص "دخلوا في مجاعة" وأن 1,8 مليون آخرين باتوا "على عتبة المجاعة". وتواجه المساعدات الإنسانية صعوبة للوصول إلى المنطقة.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مساء الاثنين في بيان إن قافلة مكونة من 50 شاحنة وصلت إلى ميكيلي.
في بروكسل، دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الدول الأعضاء الاثنين إلى النظر في تبني عقوبات ضد ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، مشيراً إلى أن الوضع "أسوأ من أي وقت مضى" في تيجراي.
وأكدت الولايات المتحدة، الحليفة التقليدية لإثيوبيا، الاثنين أن "تطهيرًا عرقيًا" وقع في تيجراي ودعت جميع الأطراف إلى حماية المدنيين.
وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة نيد برايس "أي قضية تمثل أهمية وطنية مثل قضية الحدود يجب أن يقررها الشعب الإثيوبي في إطار حوار وطني وليس من خلال فوهة المدفع".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: