لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"التحول الاستبدادي".. كيف أضرت قرارات أردوغان باستقرار الحياة السياسية في تركيا؟

09:32 م السبت 24 يوليه 2021

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان

كتب - محمد عطايا:

بعد مرور أكثر من عقد على سيطرة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحزبه، على مفاصل الدولة، يبدو أن الحياة السياسية في تركيا، أصبحت تعاني اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ولكن ذلك لا يعني توقع انتفاضة في وجه أردوغان، بل الأمر أقرب إلى توقع احتجاجات واسعة النطاق، وزيادة العنف في البلاد، والصراعات السياسية على قمة المناصب الحكومية، وذلك بحسب ما ذكره الكاتب الأمريكي ستيفين كوك، في مجلة "فورين بوليسي".

وقال كوك، في مقاله بالمجلة الأمريكية، إن أردوغان قدم في الماضي رؤية إيجابية للمستقبل تقوم على المشاركة السياسية الأوسع والازدهار والسلطة الوطنية ما ساعد على استقرار الحياة السياسية التي دعمت بدورها نمو الاقتصاد خلال معظم العقد الأول من هذا القرن.

يشير الكاتب الأمريكي، إلى ما وصفه بـ"التحول الاستبدادي" في مسيرة أردوغان، في العام 2008، عندما اختلق بعض الذرائع لخلق اضطرابات في الدولة، بينها محاولة الجيش منع فتح الله جول من أن يصبح رئيسا، وتنظيم مؤامرة من قبل الجيش للإطاحة بأردوغان، والتي رد عليها بمؤامرة مضادة.
وأضاف أن "استبداد أردوغان في حد ذاته لم يجعل تركيا غير مستقرة، لأنه كان يتمتع بقاعدة اجتماعية قوية ساهمت في استقرار تركيا"، لافتًا إلى أنه من الصعب تحديد لحظة معينة يمكن الانطلاق منها للتحدث عن عدم الاستقرار السياسي في تركيا.

وأوضح أن عدم الاستقرار هو سلسلة متصلة بعد كل شيء، إلا أنه من الممكن اعتبار احتجاجات "جيزي" عام 2013 هي مكان جيد للبدء منه، وتليها فضيحة فساد أثارها أنصار جولن في نهاية العام أدت إلى تطهير واسع النطاق لأتباع رجل الدين من الحكومة والإعلام والتعليم العالي.

وسرد ستيفين كوك، بعض الأحداث التي كان لها أثرا في عدم استقرار الحياة السياسية في تركيا، أبرزها اندلاع الحرب ضد حزب العمال الكردستاني في 2014، وعام 2015، إلى جانب التراجع عن نتيجة الانتخابات في نفس العام، ومحاولة الانقلاب في عام 2016، والتدهور الاقتصادي في تركيا في عامي 2018 و2019، وأخيراً جائحة فيروس كورونا في عام 2020.

وأوضح أنه يمكن اعتبار أن جميع هذه الأحداث، مثلت تصدعات في رؤية حزب العدالة والتنمية، وأنها عكست فشل الحزب في توسيع المشاركة السياسية، وتكوين مجتمع أكثر ازدهارًا، وإدراك إمكانات تركيا كقوة عظمى، وإضفاء الطابع المؤسسي على القيم الدينية التي من شأنها أن تؤدي إلى الحكم الرشيد وتساعد في التغلب على الانقسامات في المجتمع.
وعلى مدى نصف العقد الماضي، حول أردوغان -وفقا لستيفين كوك- الصحافة في بلاده إلى مجرد مزيج من نقاط الحوار الحكومية، وإطراء أردوغان المفرط، والبارانويا القومية، لإقناع الأتراك أنه مهما كانت الأخطاء فإن سببها شخص آخر، على سبيل المثال مصرفيون دوليون، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إسرائيل.

مؤخرا، نشر عضو في المافيا التركية، سيدات بيكر، وهو هارب من البلاد، سلسلة مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب"، تحتوي على مزاعم تربط كبار المسؤولين الحكوميين السابقين، بمن فيهم وزير الداخلية بتهريب المخدرات والقتل والفساد.

بيكر، وهو شخصية في المافيا التركية، لم يوجه أصابع الاتهام إلى أردوغان مباشرة، لكنه ألمح بقوة إلى أن الزعيم التركي متورط.
وأثارت اتهامات بيكر، التي لا تزال في الغالب غير مدعمة بأدلة، شرارة في البلاد، والتقط الصحفيون الأتراك العاملون في المنفى في أوروبا هذه المزاعم وقاموا بتضخيمها من خلال عملهم الاستقصائي.

وأكد الصحفي الأمريكي في مقاله بـ"فورين بوليسي"، أن المسار السياسي لتركيا غير واضح على الإطلاق، وعلى الرغم من كل التحديات التي يواجهها، يظل حزب العدالة والتنمية المنظمة السياسية الأكثر شعبية في البلاد وأردوغان أقوى شخص.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان