واشنطن بوست: الصين تؤكد أن العلاقات مع الولايات المتحدة وصلت إلى طريق مسدود
واشنطن- (أ ش أ):
سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الإثنين الضوء على تأكيدات الصين أن علاقتها مع الولايات المتحدة أصابها "الجمود"، وذلك خلال اجتماع عقدته نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، في صباح اليوم، مع مسئولين صينيين بمدينة "تيانجين".
مع ذلك، ذكرت الصحيفة (في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني) أن كلا الجانبين الأمريكي والصيني أظهرا مؤشرات على رغبتهما في خفض حدة التوترات بينهما، خاصة وأن الصين حاليا تعاني من فيضانات عارمة. بينما أفادت قراءات بشأن الاجتماع في وسائل إعلام صينية أن كل جانب قدم طلبات للتعاون.
وفي لقائه مع شيرمان، حث نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنج الولايات المتحدة على رفع قيود التأشيرات المفروضة على أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والطلاب الصينيين الذين يسعون للدراسة في الولايات المتحدة، وفقًا لما نشرته وسائل إعلام صينية رسمية، كما طلب من واشنطن وقف مساعيها لتسليم الرئيس المالي لشركة هواوي منج وانزهو من كندا، ومعالجة المشاعر المتزايدة المعادية للصين في الولايات المتحدة.
وقال شيه إن الولايات المتحدة تسعى للتعاون مع الصين في قضايا تغير المناخ وإيران وكوريا الشمالية، غير أن هذه المساعي لن تنجح إذا طلبت الولايات المتحدة التعاون من ناحية ثم تقوم بإضرار مصالح الصين من ناحية أخرى.
وأضاف شيه، وفقًا لبيان صدر عن وزارة الخارجية الصينية، أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين واجهت صعوبات خطيرة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تتعامل مع الصين على أنها "عدو وهمي".
في الوقت نفسه، أبرزت "واشنطن بوست" أن العديد من المسئولين الأمريكيين أبدوا، في إحاطات إعلامية قبيل رحلة شيرمان، ملاحظات تصالحية مقارنة بالخطاب القاسي الذي كان يُدليه دوما الرئيس السابق دونالد ترامب. حتى أن مسئولا بارزاً في إدارة بايدن قال إن زيارة شيرمان لم تكن تهدف إلى التفاوض على قضية محددة ولكن "لإبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع بكين". وقال مسئول ثان إن الإدارة كانت على علم بالفيضانات المميتة في وسط الصين وإن شيرمان ستقدم تعازي واشنطن في الضحايا.
وتأتي زيارة شيرمان في إطار الجهود الدبلوماسية الأمريكية في آسيا. حيث من المقرر في هذا الأسبوع أن يزور وزير الخارجية أنتوني بلينكين الهند، بينما يزور وزير الدفاع لويد أوستن سنغافورة وفيتنام والفلبين. وكانت شيرمان قد التقت الأسبوع الماضي بنظرائها في اليابان وكوريا الجنوبية.
وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين شهدت المزيد من التوترات بشكل مكثف في ظل إدارة ترامب، حيث تصادم البلدان حول قضايا التجارة وحقوق الإنسان، مع تصعيد العقوبات من قبل كلا الجانبين. مع ذلك، سعى بايدن إلى إعادة العلاقة إلى مرحلة أكثر هدوءًا، مع الإبقاء على عقوبات عهد ترامب على شركة هواوي وعدد من الشركات الصينية الأخرى.
ولا تزال واشنطن وبكين على خلافات حادة بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك جهود منظمة الصحة العالمية لتحديد أصل جائحة فيروس كورونا المستجد. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت بكين أنها لن تتعاون مع خطط أبحاث المتابعة لمنظمة الصحة العالمية. في حين أمر بايدن وكالات المخابرات الأمريكية بالبحث عن أدلة حول جذور الوباء.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: