ماذا يحدث في بورما بعد ستة أشهر على الانقلاب؟
نايبيداو- (أ ف ب):
تشهد بورما منذ ستة أشهر اضطرابات بعدما أطاح الجيش حكومة أونغ سان سو تشي وأنهى التجربة الديموقراطية التي استمرت عشر سنوات في البلاد.
عززت المجموعة العسكرية الحاكمة موقفها بعد حملة قمع وحشية ضد الاحتجاجات التي استمرت على الرغم من العنف.
وتلقي وكالة فرانس برس نظرة على الوضع الحالي في بورما:
ماذا حدث منذ الانقلاب؟
قالت مجموعة محلية تراقب الوضع إن الجيش قتل نحو ألف شخص في حملة مستمرة على المعارضة، واعتقل آلافا آخرين.
وتم تسريح عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية وغيرهم من العاملين بسبب انضمامهم إلى الاحتجاجات بينما ما زال آخرون مضربين عن العمل لدعم حملة العصيان المدني على مستوى البلاد.
ومع تفشي فيروس كورونا، أصبح نظام الرعاية الصحية في وضع يفوق قدرته إذ خلت المستشفيات من الطواقم بسبب مقاطعة العمل من قبل الموظفين الصحيين المؤيدين للديموقراطية.
وقالت ماني مونغ من منظمة هيومن رايتس ووتش لفرانس برس إن "البلاد دخلت في حالة من الفوضى وهي على وشك الانهيار التام".
هل ما زال الناس يحتجون؟
نعم لكن ليس بالحجم الذي شوهد في فبراير ومارس عندما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في جميع أنحاء البلاد.
وينظم المتظاهرون الشباب في العاصمة التجارية رانغون تجمعات خاطفة في الصباح، ويمارسون الجري في الشوارع ويرددون الشعارات ويطلقون أسهما نارية أحيانا.
لكن حتى هذه الأمور تزداد خطورة إذ أن مخبري الشرطة في حالة ترقب دائم وتم خطف متظاهرين من قبل عناصر أمن بملابس مدنية.
- هل هناك مقاومة؟ -
عارضت مجموعات عرقية متمردة قوية عدة في بورما الانقلاب وخاضت مواجهات منذ ذلك الحين مع الجيش.
هاجم مقاتلون من الاتحاد الوطني للكارين - الذي قدم ملاذا لمعارضين فارين - قاعدة عسكرية ودمروها في أيار/مايو.
وخاضت مجموعة أخرى بالقرب من الحدود الصينية معارك متقطعة ضد القوات المسلحة.
ورد المجلس العسكري بضربات جوية.
وتشن مجموعات مدنيين حرب عصابات ضد الجيش في أحياء في المدن بأسلحة بدائية أو يدوية الصنع في أغلب الأحيان، وبدون أن يخضعوا لأي تدريب.
ماذا فعل المجتمع الدولي؟
شددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا العقوبات على المجموعة العسكرية والشركات المرتبطة بالجيش.
لكن الجنرالات معتادون على العزلة الدولية بعد خضوعهم لعقوبات خلال الحكم العسكري السابق.
واتهم خبراء الأمم المتحدة المجموعة العسكرية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لكنهم لم يفرضوا حتى الآن سوى قرار غير ملزم "لمنع تدفق الأسلحة" إلى بورما.
ماذا حدث لأونغ سان سو تشي؟
لم تشاهد سو تشي (76 عاما) إلا نادرا منذ أن أطاح الجنرالات بحكومتها ووضعوها قيد الإقامة الجبرية في العاصمة نايبيداو.
بعد ذلك وجهوا إليها سلسلة من الاتهامات من بينها استيراد أجهزة اتصال لاسلكية بشكل غير قانوني وانتهاك القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا.
وقد تواجه السجن لأكثر من عقد إذا أدينت بجميع التهم الموجهة إليها.
ماذا يحمل المستقبل؟
بدعم من حليفتيها روسيا والصين وتفوقها على المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية والمجموعات المتمردة، تعزز المجموعة الحاكمة موقعها على الرغم من استمرار المقاومة ضد الحكم العسكري.
وأعلنت عن خطط لإجراء انتخابات جديدة في وقت غير محدد في المستقبل.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: