إعلان

شجار أعقبه دمار.. لماذا حطم أتراك ممتلكات لاجئين سوريين في أنقرة؟- صور وفيديوهات

04:54 م الخميس 12 أغسطس 2021

كتبت- رنا أسامة:

شن عشرات الأتراك هجومًا عنيفًا وُصِف بـ"العنصري" على ممتلكات يُعتقد أنها تعود للاجئين سوريين في بلدة "ألتينداج" بالعاصمة التركية أنقرة، ما دفع الشرطة للتدخل واعتقال نحو 80 شخصًا مُشتبه في تورّطهم بالهجوم، وسط تصاعد خطاب كراهية الأجانب في تركيا.

واستخدم ما يقرب من 100 تركي العصي والحجارة لتدمير منازل وسيارات ما يُعتقد أنهم لاجئون سوريون بالمنطقة، مساء أمس الأربعاء، فيما تدخلت قوات مكافحة الشغب التركية على الفور لفض الاشتباك، بحسب صحيفة "زمان" التركية المعارضة.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يُتحقق منها، عشرات الرجال الغاضبين وهم يخترقون طوقًا أمنياً فرضته الشرطة، ومن ثم يحطمون ويحرقون سيارات ومحال تجارية.

وبعد فضَ الاشتباك ووصول حاكم المنطقة كومالي أتيلا إلى موقع الحادث، عبر سكان الحي التركي عن مطالب وصفتها صحيفة "زمان" بأنها غير إنسانية، على غرار "إبادة اللاجئين" و"عدم فتح محالهم مرة أخرى".

وأسفر ذلك الهجوم عن إصابة طفل سوري بحجر رشق على المنزل الذي تسكنه عائلته، فيما أسعفته منظمة الهلال الأحمر التركي، بحسب تغريدة لرئيس المنظمة، كرم قنق، عبر تويتر.

وتساءل قنق: "منذ متى أصبح رشق منزل بالحجارة ليلا جزءا من عاداتنا؟ اتصل بنا العديد من اللاجئين. إنهم قلقون على سلامة أطفالهم".

كيف ردّت السلطات التركية؟

بعد بضع ساعات من الهجوم، اعتقلت السلطات التركية نحو 80 شخصًا يُشتبه بأنهم شجعوا أو شاركوا في الهجوم على محال تجارية لسوريين في أنقرة.

وقالت الشرطة التركية في بيان، الخميس: "حددنا واعتقلنا 76 شخصًا نشروا معلومات كاذبة على الشبكات الاجتماعية لغايات استفزاز أو شاركوا" في هذه الهجمات.

ومن بين المشتبه بهم المُعتقلين، 38 شخصًا معروفين لدى الشرطة بارتكاب أعمال سرقة واعتداء وضرب أو تهريب المخدرات، وفق وكالة "فرانس برس".

وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية أن "اثنين من الرعايا الأجانب" أوقفا ووجهت إليهما تهمة "القتل العمد".

وقال مكتب محافظ أنقرة ليل الأربعاء إن التظاهرات والأحداث التي وقعت في حي ألتنداج انتهت نتيجة "سعة صدر مواطنينا والعمل الشاق لقواتنا الأمنية".

وأضاف أن "التحقيق في الحادث المؤسف المعني مستمر. وسيتم الإعلان عن نتائجه للجمهور باحترام"، في إشارة الى الخلاف الذي أدى إلى الاضطرابات.

ما سبب الهجوم؟

وقع الهجوم إثر شجار بين سوريين وتركيين اثنين تتراوح أعمارهما بين 16 و18 عامًا في إحدى الحدائق العامة ببلدة "ألتينداج" مساء يوم الثلاثاء.

وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل التركي أميرهان يالجين (18 عامًا) بعد طعنه بآلة حادة، وإصابة الآخر ويُدعى علي ياسين جولر بجروح خطيرة، بحسب موقع "الدرر الشامية". وأُحيل اللاجئان السوريان بعد توقيفهما إلى النيابة.

يأتي ذلك في يتصاعد فيه خطاب الكراهية ضد السوريين والأفغان في تركيا، على لسان مسؤولين وسياسين معارضين، وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتؤوي تركيا 3,6 مليون لاجئ سوري، بموجب اتفاقية أبرمتها عام 2016 مع الاتحاد الأوروبي لمنع تدفق اللاجئين إلى دوله. ويعمل الطرفان حالياً على تعديل الاتفاق.

وفي أنقرة وحدها، يبلغ عدد السوريين المقيمين 102 ألفًا و52 لاجئًا سوريًا مسجلًا، بنسبة 1.85 بالمائة من سكان الولاية البالغ عددهم 5 ملايين و506 آلاف و786 مواطنًا، بحسب أرقام المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية لعام 2021.

وتلقت أنقرة، مقابل انشائها مخيمات للاجئين في جنوب شرق البلاد تؤوي حالياً بالمجمل أكثر من 4 ملايين شخص، تمويلًا بمليارات الدولارات، وفق "فرانس ربس".

والشهر الفائت، أثار حزب المعارضة التركي الرئيسي جدلا بتعهده إعادة اللاجئين السوريين إلى "الوطن" في حال وصوله إلى السلطة في الانتخابات العامة المقررة عام 2023.

وقبل شهرين، أعرب رئيس بلدية مدينة بولو التركية، تانجو أوزجان، عن نيته رفع تكاليف فواتير المياه بمقدار 10 أضعاف للأجانب في المدينة، في محاولة لإجبار السوريين للعودة الطوعية إلى سوريا، ما دفع المدعي العام في الولاية إلى فتح تحقيق رسمي بحق أوزجان، بتهم "إساءة استخدام المنصب" والكراهية والتمييز".

وبموجب قانون الهجرة الدولي، لا يمكن إرسال اللاجئين إلى بلادهم إلا في حال "ارتكاب جريمة دون مبرر".
وكشفت منصّة "تيت" التركية، المعنيّة بالتحقق من صحة الأخبار والتي تحظى بمتابعة واسعة في تركيا، هذا الأسبوع، عن العديد من التعليقات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن اللاجئين، يتعلّق العديد منها بالأفغان.

وتحظى المسألة باهتمام متزايد على وقع المكاسب السريعة التي يحققها متمردو حركة طالبان في أفغانستان، الأمر الذي قد يؤدي إلى تدفق المهاجرين بمجرد استكمال عملية انسحاب القوات الأجنبية في نهاية الشهر الحالي.

وتشكل تركيا واحدًا من الممرات الرئيسية للمهاجرين الأفغان الباحثين عن مأوى في أوروبا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان