لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رغم تدريبها بملايين الدولارات.. لماذا تفشل القوات الأفغانية في التصدي لمقاتلي طالبان؟

07:51 م الخميس 12 أغسطس 2021

القوات الأفغانية

كتبت - هدى الشيمي:

تتلاشى القوات المقاتلة من ساحات المعركة، تقصف الولايات المتحدة مواقع المتمردين لمنع البلاد من الانهيار، بينما يستمر نجاح قوات حركة طالبان في الاستيلاء على العديد من المواقع الحيوية في أفغانستان، يتساءل المحللون والمراقبون- وكذلك الأفغان أنفسهم- عن الخطأ الذي حدث لقوات الدفاع الأفغانية؟

استثمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات من أجل تطوير وتسليح وتدريب الجيش والقوات الجوية والقوات الخاصة والشرطة في أفغانستان، لقد انفقت واشنطن بمفردها- حسبما نقلت مجلة فورين بوليسي- حوالي ٨٣ مليار دولار على قطاع الدفاع في أفغانستان منذ عام ٢٠٠١، عندما شنت حربًا على الحركة الإرهابية في أعقاب هجمات ١١ سبتمبر.

وقال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه تبرع بأكثر من ٧٠ مليون دولار من الامدادات لقوات الدفاع الأفغانية، بما في ذلك المعدات الطبية والدروع الواقية من الرصاص، حتى الآن.

حتى نهاية الأسبوع الماضي، تمكنت طالبان من الاستيلاء على ١٠ عواصم إقليمية في أفغانستان، وحسب مصادر أمنية وإقليمية، فإن أربعة من تلك العواصم سلمتها القوات الوطنية للمقاتلين بعدما رفضوا الانخراط في القتال.

يتوقع الخبراء، وفقًا لفورين بوليسي، تعرض العاصمة كابول للهجوم في أقرب وقت ممكن في الشهر المقبل.

كان هناك متسع من الوقت للقيادة السياسية والعسكرية التي تمولها الولايات المتحدة لتطوير استراتيجية للدفاع عن البلاد، لاسيما وأن العمليات والمهام القتالية الدولية انتهت في عام ٢٠١٤، بعدها قاد الأفغان الكثير من المعارك.

إلا أن سرعة وشراسة مقاتلي طالبان في السيطرة على نقاط حيوية تكشف عن عجز القوات الوطنية الأفغانية. قال خبراء لفورين بوليسي إن الخطأ لا يرتبط بالتدريب أو المعدات المقدمة لأفغانستان، موضحين أنه خلال السنوات الماضية كان هناك العديد من المقاتلين الجيدين والقوات الخاصة المُدربة ببراعة.

"هل حكومة غني السبب؟"

حسب الخبراء، فإن أهم أسباب الفشل الذريع في التصدي لطالبان تأتي من حكومة الرئيس الافغاني أشرف غني، هناك الكثير من الاتهامات لوزارتي الدفاع والداخلية بالفساد، علاوة على افتقار المسؤولين فيهما إلى القيادة والحكمة.

تقول مصادر إن الشرطة الأفغانية التي تم تسليحها وتدريبها على القتال في الخطوط الأمامية لم تحصل على رواتبها منذ شهور من قبل وزارتي الدفاع والداخلية، وفي العديد من المناطق لا يتم تزويد الجنود والشرطة بالطعام الكافي والماء والذخيرة والأسلحة.

وأوضحت مصادر أخرى، أنه تم سرقة خطوط الامداد وبيع الأسلحة والذخائر ومعدات أخرى في السوق السوداء، ووصلت كمية كبيرة منها إلى المتمردين.

كما تؤثر الحالة النفسية في الجنود، إذ ينتشر العديد منهم في مواقع بعيدة عن منازلهم وعائلاتهم.

ووفق مصادر مقربة من غني، فإن الرئيس الأفغاني يفتقر إلى فنون الإدارة ويعاني من جنون العظمة ما يقوده في أغلب الأحيان إلى اتخاذ قرارات ضعيفة، كما أن هدفه الأساسي يتمثل في تعزيز مكانته وسيطرته.

"غياب الإرادة"

قال جوناثان شرودن، محلل العمليات العسكرية، إن ما حدث حتى الآن يشير إلى افتقار المقاتلين للإرادة أو القدرة على القتال لفترة طويلة جدًا.

وأضاف- حسبما نقلت فورين بوليسي-: "إذا كانوا لا يؤمنون بما يطلب منهم القتال لأجله أو لا يريدون القتال، فإنهم لن يفعلوا أي شيء". وأشار المحلل العسكري إلى غياب عقوبة الفرار من الخدمة العسكرية في أفغانستان على عكس الولايات المتحدة.

"ضربة معنوية للقوات"

قالت ويدا مهران، المتخصصة في النزاعات بجامعة إكستر، إن رحيل القوات الأمريكية لاسيما اختفائها خلال الليل من قاعدة باجرام الجوية، كانت بمثابة ضربة كبيرة لمعنويات القوات الأفغانية.

وتابعت: "لقد كانت كابول غامضة إلى حد ما حول الكيفية التي تعتزم بها إدارة الحرب وهزيمة طالبان. وتسبب غياب الوضوح بالإضافة إلى التشتت السياسي في ظهور الكثير من التكهنات وغياب الإدارة السياسية لمحاربة المتمردين، خاصة في الشمال والغرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان