إعلان

الحرب في أفغانستان: كيف حققت طالبان انتصارات بسرعة كبيرة؟

12:51 م الأحد 15 أغسطس 2021

حركة طالبان

كتبت- رنا أسامة:

بعد الاستيلاء على مساحات واسعة والعديد من النقاط الحيوية من أفغانستان خلال الأسابيع القليلة الماضية، يحيط مقاتلو حركة طالبان الآن العاصمة كابول.

أصدرت حركة طالبان بيانًا- قبل قليل- قالت فيه إنها أمرت مسلحيها بالوقوف على مشارف كابول.

وحمّل البيان مسؤولية حفظ الأمن للحكومة في الوقت الحالي.

وحثت الحركة الأفغان على البقاء في البلاد، موضحًا أنها ترغب في أن "يرى الناس من جميع الأطياف مستقبلهم في نظام حكم إسلامي، يشمل حكومة تتحمل مسؤولياتها، وتخدم الجميع وتكون مقبولة منهم".

من جانبه، تعهد وزير الدفاع الأفغاني بالحفاظ على أمن العاصمة حتى "التوصل إلى اتفاق"، وذلك وسط أنباء عن مفاوضات تجري في القصر الرئاسي لنقل السلطة لحركة طالبان.

وقال وزير الدفاع بسم الله خان محمدي، في مقطع فيديو تم نشره عبر موقع فيسبوك، إنه بصفته ممثلا للقوات المسلحة يضمن أمن كابول.

وقال إن الرئيس أشرف غني التقى سياسيين محليين وكلفهم بمهمة تشكيل وفد للسفر إلى الدوحة يوم غد للتوصل إلى اتفاق مع طالبان. وشدد بالقول :"أؤكد لكم جميعا أنه سيتم الحفاظ على أمن كابول حتى يتم التوصل إلى اتفاق".

في تلك الاثناء، نقلت وكالة "خاما برس" عن مصادر لم تسمها أن مفاوضات تجري في القصر الرئاسي لنقل السلطة لحركة طالبان.

ووفقا للوكالة فإن رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله يتوسط في العملية.

ونقلت عن المصادر القول إنه سيتم تعيين علي أحمد جلالي رئيسا للحكومة المؤقتة الجديدة.

"السيطرة على ٩٠ ٪ من أفغانستان"

وكانت مدينة جلال آباد- شرقي أفغانستان- آخر مدينة تسيطر عليها طالبان لتتمكن بذلك من السيطرة على حوالي ٩٠ ٪ من البلاد، لاسيما بعد سقوط مدينة مزار شريف شمالي البلاد في أيديهم.

وحسب وكالة رويترز فإن مقاتلي طالبان تمكنوا من السيطرة على جلال آباد دون قتال، ومن ثم آمنوا الطرق التي تربط بلادهم بباكستان.

وقال مسؤول أفغاني مقيم في جلال آباد "لا توجد اشتباكات في الوقت الحالي لأن الحاكم استسلم لطالبان". "السماح بمرور طالبان كان السبيل الوحيد لإنقاذ أرواح المدنيين".

كما أكد مسؤول أمني غربي سقوط المدينة، وهي واحدة من آخر المدن التي ظلت تحت سيطرة الحكومة إلى جانب العاصمة كابل.

وقال مسؤول أمني آخر في المدينة إن "طالبان" وافقت على منح ممر آمن لمسؤولي الحكومة وقوات الأمن أثناء مغادرتهم جلال آباد.

وأضاف أن قرار الاستسلام اتخذ لتفادي "سقوط ضحايا ودمار".

"سببين للتقدم السريع"

قال كارتر ملكاسيان، مستشار سابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة بالولايات المتحدة، إن هناك سببين للتقدم السريع للحركة المسلحة.

وحسب ملكاسيان ، مؤلف كتاب "الحرب الأمريكية في أفغانستان: تاريخ"، فإن المقاتلين الأفغان عانوا منذ فترة طويلة من العديد من المشاكل المعنوية، علاوة على ذلك لم يكونوا مستعدين لقتال طالبان.

أوضح ملكاسيان أن مقاتلي طالبان يصورون أنفسهم على إنهم الأشخاص الذين يقاومون ويحاربون الاحتلال، وهو شيء مُحبب للغاية لدى الأفغان.

"انهيار الروح المعنوية"

وقال المسؤول الأمريكي السابق إن نجاحات طالبان المتكررة في السيطرة على المدن والمقاطعات ستؤثر على ثقة قوات الأمن الأفغانية، وتابع:"لا يوجد أدنى شك في إن روح المقاتلين المعنوية أُصيبت في مقتل بعد تعرضهم لهزيمة تلو الأخرى".

على مدار الأشهر الثلاثة الماضي، اهتزت ثقة المقاتلين الأفغان وضعفت روحهم المعنوية وهم يتابعون سلسلة انتصارات ونجاحات حركة طالبان التي بدأت في مايو الماضي مع بدء انسحاب القوات الأمريكية من بلادهم.

فيديو قد يعجبك: