نيويورك تايمز: الاحتجاجات الأولية لحكم طالبان تزيد من ضبابية مستقبل أفغانستان
نيويورك - (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الخميس أن بوادر المقاومة من قبل مدنيين أفغان ضد استيلاء حركة طالبان المسلحة على حكم البلاد وسيطرتها على جميع أراضيها، ربما تُزيد من ضبابية مستقبل أفغانستان.
وقالت الصحيفة في مستهل تقرير لها (نشرته على موقعها الالكتروني) بينما يبدو أن متشددي طالبان يسيطرون بقوة على مقاليد حكم أفغانستان، تعهدت بعض الشخصيات البارزة بمواصلة المقاومة في ضوء اندلاع احتجاجات في مدينتين، فيما بدأ ملايين الأفغان بتحليل القرائن حول نوايا طالبان.
وأضافت: أنه في الوقت الذي سعت فيه حركة طالبان إلى إحكام سيطرتها على أفغانستان يوم أمس الأربعاء، واجهت الحركة المسلحة أول تحديات أمام حكمها الجديد، مستخدمة القوة لتفريق الاحتجاجات التي اندلعت في مدينتين على الأقل، بينما تعهد فصيل معارض بالاستمرار في احتجاجاتهم في احدى مناطق البلاد.
وعلى الرغم من تأكيدات طالبان بأنها لن تقدم على أي أعمال انتقامية ضد خصومها، استمر آلاف الأشخاص في التجمع حول مطار العاصمة كابول، على أمل مغادرة البلاد. واندفعت الحشود نحو مداخل معينة، ليقابلها جنود طالبان الذين ردوا بضرب الناس وإطلاق النيران في الهواء. فيما قال مسئول في حلف شمال الأطلسي "الناتو" في مكان الحادث إن 17 شخصا أصيبوا.
كذلك، استخدم مقاتلو طالبان إطلاق النار لتفريق المتظاهرين في مدينة جلال آباد الشمالية الشرقية ومدينة بخوست جنوب شرق البلاد حيث رفع بعض المتظاهرين أعلام الحكومة الأفغانية الهاربة والتي سقطت قبل أيام قليلة على أيدي طالبان بينما أفادت تقارير إخبارية مقتل شخصين أو ثلاثة في جلال آباد.
أما في واشنطن، فقد أبرزت "نيويورك تايمز" تأكيدات الرئيس جو بايدن بإخراج كل أمريكي من أفغانستان، حتى لو كان ذلك يعني إبقاء القوات هناك بعد الموعد النهائي للانسحاب المقرر في 31 أغسطس الذي حدده بايدن، الذي قال "إذا بقي مواطنون أمريكيون هناك، فسنبقى لإخراجهم جميعًا".
وتابعت الصحيفة الأمريكية تقول إن طالبان حاولت حتى الآن توجيه رسالة إلى الأفغان ودول العالم بأن عودتها إلى السلطة لن تعني تكرارا لنظامها الدموي الذي اتسم به حكمها للبلاد خلال الفترة من 1996 إلى 2001 الذي قمع النساء والأقليات والمعارضين بوحشية، ووفر ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة الارهابي. غير أنه حتى الآن، كان الدليل على ما سيعنيه هذا النهج "الأكثر شمولا"، كما وصفه متحدث باسم طالبان يوم أمس الأول، ضعيفًا، مما جعل أفغانستان تعيش في دائرة مغلقة عنوانها الارتباك والضبابية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى الآن سمحت طالبان للنساء بالذهاب إلى العمل والتجول بحرية في بعض الأماكن دون غيرها. وتم إعادة فتح بعض المدارس، غير أن أجواء الهدوء والنظام الذي حاولت طالبان إظهاره تخللته أعمال عنف ونهب. كما يبدو أن قادة ومقاتلي طالبان المحليين غير متأكدين من القواعد التي يجب اتباعها في هذا البلد المضطرب، وفقًا لمراقبين دوليين.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: