فون دير لاين: الوضع فى أفغانستان انتكاسة خطيرة للمجتمع الدولى
بروكسل - (د ب أ):
قالت أورزولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الوضع في أفغانستان برمته يمثل مأساة للشعب الأفغاني وانتكاسة خطيرة للمجتمع الدولي.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة ، والمسؤولة عن الوجود العسكري لألمانيا في أفغانستان،إنه وضع صعب، وإنه يمثل حالة مربكة للغاية، تتغير كل ساعة.
وقالت فون دير لاين: "ولكننا نجحنا بالفعل في إجلاء موظفي الاتحاد الأوروبي - وجلبنا أيضا إلى الاتحاد الأوروبي حتى الآن 160 من زملائنا الأفغان، بمن فيهم أسرهم. ولا يزال علينا جلب أكثر من 200 آخرين إلى أوروبا. وأود في هذا الصدد أن أشكر إسبانيا قبل كل شيء، التي وافقت على اقامة مركز لموظفي الاتحاد الأوروبي الأفغان. وسيساعد ذلك في إصدار التأشيرات اللازمة وتوزيع هؤلاء الأشخاص على مختلف الدول الأعضاء لإعادة توطينهم".
وفي معرض ردها على سؤال حول الدروس المستفادة من اعتماد أوروبا العسكري على الولايات المتحدة وضرورة حصولها على استقلال استراتيجي حقيقي، قالت فون دير لاين إن: "أساس الدفاع العسكري هو حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولا يزال كذلك. ولكن من الصحيح أن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء لابد وأن تمتلك الوسائل لمواجهة تحديات عالم اليوم. وقد أظهرت لنا جائحة كوفيد -19 ذلك أيضا. ويجب أن نتعلم دروسنا من هذه الأزمات".
وأضافت إن أحد الدروس المستفادة :"هو أننا بحاجة ماسة إلى المضي قدما في تنفيذ اتفاق ميثاق الهجرة واللجوء [حزمة الإصلاح التي اقترحتها المفوضية الأوروبية]. لأن هذا الاتفاق يعطينا الفرصة للتعامل مع إدارة حدودنا، وإقامة التضامن بين الدول الأعضاء والتعاون مع بلدان المنشأ والعبور. ويشمل الاستقلال الاستراتيجي دائما التعاون العالمي".
وأوضحت المسؤولة الأوروبية أنه من المهم أن توفر جميع الدول التي شاركت في مهمة أفغانستان حصصا كافية لإعادة التوطين وطرقا آمنة حتى يمكن استقبال المحتاجين إلى الحماية.
واستطردت قائلة :"وأشير أولا وقبل كل شيء إلى أولئك الذين يتعرضون لخطر مباشر في أفغانستان، أي الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ولا سيما النساء والفتيات، المعرضين بصورة كبيرة لخطر فقدان جميع الحقوق في ذلك البلد.
وقالت فون دير لاين:"في قمة مجموعة الدول السبع الأسبوع المقبل، سأتابع منتدى إعادة التوطين الذي نظمناه في يوليو الماضي مع كندا والولايات المتحدة ومع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث اتفقنا على تنسيق جهودنا لإيجاد الحلول المطلوبة على وجه السرعة للاجئين المحتاجين إلى الحماية".
وأضافت:" حان الوقت الآن لوضع هذه الالتزامات موضع التنفيذ. ويجب أن نمنع الناس من الوقوع في أيدي المهربين وتجار البشر. لأن ذلك يعرض الأفغان الذين يريدون الفرار من الصراع إلى نفس القدر من الخطر. وهذا يعني أن علينا أن نقدم بدائل - الطرق القانونية والآمنة التي ننظمها".
وأوضحت أن هناك شيئا واحدا واضحا للغاية:" لا ينبغي لنا أن ننتظر حتى يصل المهاجرون إلى الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وعلينا أن نتعامل مع الوضع مسبقا".
وحول إمكانية تواصل مجلس الاتحاد الأوروبي مع حركة طالبان لمنع أزمة لاجئين جديدة وكارثة إنسانية في أفغانستان، قالت فون دير لاين :" إنه لا يمكن دعم الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إلى المعونة الإنسانية إلا إذا كانت هناك اتصالات عملياتية مع السلطات، وبالتالي مع طالبان أيضا".
وأعربت عن اعتقادها بـ"أنه من الصواب أن نتواصل معهم وأن نفعل كل ما يمكن أن ينقذ أرواح البشر، حيث يوجد داخل أفغانستان نحو 5ر3 مليون مشرد داخليا. ومن بين هؤلاء، 80 % من النساء والأطفال. وهنا يتعين علينا أن ندعم المنظمات الدولية الناشطة على أرض الواقع وفي المنطقة".
وردا على سؤال عن مصير ميزانية الاتحاد الأوروبي طويلة الأجل التي تنص على تخصيص نحو مليار يورو (2ر1 مليار دولار) للتنمية في أفغانستان حتى عام 2027 ، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن هذه المعونة ترتبط بمعايير صارمة جدا – مثل احترام حقوق الإنسان، والمعاملة الجيدة للأقليات، واحترام حقوق النساء والفتيات، على سبيل المثال لا الحصر. وهذا يعني أنه لا يمكن أن يذهب يورو واحد من هذه الأموال إلى نظام يحرم النساء والفتيات من حرياتهن وحقوقهن الكاملة. ولذلك فإن مدفوعات التعاون الإنمائي تخضع حاليا للتدقيق. إننا نسمع كلمات طالبان، ولكننا سنقيسها قبل كل شيء بأفعالها.
فيديو قد يعجبك: