"تفجيري كابول مجرد بداية".. فورين بوليسي تُحلل علاقة طالبان بداعش واستهداف الأمريكيين
كتب - محمد عطايا:
في هجوم كان متوقع حدوثه سلفًا، حصدت تفجيرات تنظيم داعش الإرهابي، أرواح عشرات المدنيين والعسكريين الأمريكيين، في العاصمة الأفغانية كابول.
ورغم نفي حركة طالبان، أي علاقة لها بالتخطيط أو تسهيل مهمة داعش لضرب محيط مطار كابول، إلا أن الشبهات تُشير إلى احتمالية تعاون الحركة الأفغانية مع التنظيم الإرهابي، وذلك بحسب ما ذكرته "فورين بوليسي".
وقالت المجلة الأمريكية إن فصيل طالبان الذي يسيطر على الأمن في كابول على مدار الأيام الماضية، وشبكة حقاني، أكثر الفصائل المتشددة ضمن حركة طالبان، وتعتبرهم الولايات المتحدة أهم الإرهابيين المطلوبين في العالم وعرضت مكافأة بالملايين لاعتقالهم، يجب أن يخضعوا جميعًا للتدقيق، لأن الهجوم يخدم الحركة، نظرًا لأنه من المرجح أن يسرع عمليات المغادرة الأجنبية ويمنع احتمال حدوث المزيد من عمليات الإجلاء.
أوضحت مجلة "فورين بوليسي"، أن الهجوم على مطار كابول لم يكن تلقائيًّا أو عشوائيًّا، ولكنه كان هجومًا منظمًا، ومخططًا له جيدًا، وتم باستخدام قنابل متعددة وأهداف محسوبة لتحقيق أهداف متعددة.
يحمل الهجوم الذي استهدف مطار كابول، جميع السمات المميزة لتنظيم داعش الإرهابي في خراسان، بما في ذلك تورط العديد من الانتحاريين، ولكن "بشكل مقلق"، على حد وصف "فورين بوليسي"، فالهجوم له بصمات مميزة لشبكة حقاني مع تركيزها على الفظائع الجماعية التي تُسفر عن خسائر بشرية كبيرة باستخدام أجهزة متفجرة قوية.
وذكرت "فورين بوليسي"، أنه رغم تأكيد طالبان في أكثر من مناسبة على العداء مع تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن ذلك لن يمنع تعاونهما مستقبلا لتحقيق مكاسب متبادلة.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن مقر تنظيم داعش الإرهابي في خراسان، يقع بولاية ننجرهار الأفغانية، وهي طريق عبور لتجارة المخدرات بالقرب من الحدود الباكستانية، لافتة إلى أن الحركة تعاونت مع شبكة حقاني في مشروع تجارة المخدرات.
ووفقًا للمجلة الأمريكية، فإن رئيس شبكة حقاني، هو سراج الدين حقاني، الإرهابي المحظور، وثاني رجل في قيادة طالبان، ولديه علاقات وثيقة جدًا مع تنظيم القاعدة.
وأوضحت أن حركة طالبان تتكون من عدة فصائل، لكل منها قيادتها وهيكلها سيطرتها على الأراضي الأفغانية، لافتة إلى أن شبكة حقاني، لها اتصالات وثيقة مع تنظيم داعش، كما أن عدوهما مشترك، وهما الحكومة الأفغانية السابقة لأشرف غني والغرب.
أشار تقرير "فورين بوليسي"، إلى ما حدث في 25 مارس 2020، عندما ألقت قوات الأمن الأفغانية، القبض على إرهابيًّا بتنظيم داعش يدعى أسلم فاروقي والمعروف أيضا باسم عبد الله أوراكزاي، متهما بتفجير أدى لقتل 25 شخصًا.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن الإرهابي المقبوض عليه اعترف بأن تنظيم داعش تعاون بشكل وثيق مع شبكة حقاني، وجماعات باكستانية متطرفة، مثل "جيش محمد"، و"عسكر طيبة".
وتابعت أن شبكة حقاني وفرت التنسيق والتخطيط اللوجستي لتنظيم داعش، جنبًا إلى جنب مع بعض التنظميات الإرهابية الأخرى في باكستان.
الطبيعة الغامضة لعلاقة تنظيم داعش خراسان، بشبكة حقاني، يقدم ترتيبًا معقدًا -وفقًا لفورين بوليسي- للتعاون الضمني بين العديد من التنظيمات الإرهابية في أفغانستان.
وذكرت "فورين بوليسي"، أن الهجمات على المطارات والفنادق ليست سوى بداية لكابوس أفغانستان، أن طالبان ستسغل الحادث لمواصلة قمع الحريات المدنية الأفغانية تحت ستار الأمن.
فيديو قد يعجبك: