عشية الانسحاب الأمريكي.. البنتاجون: التهديد لمطار كابول "مرتفعًا جدًا"
كابول - (ا ف ب)
عشية انسحاب آخر جنودها من أفغانستان، أكدت واشنطن الإثنين أن التهديد لمطار كابول لا يزال "حقيقيا" و"محددا"، بينما غادر الدبلوماسيون الأمريكيون الأساسيون البلاد. وكان الجيش الأمريكي أعلن أنه أحبط الأحد هجوما بسيارة مفخخة وتصدى الاثنين لإطلاق صواريخ على مطار كابول. من جانبها، ترى حركة طالبان أن هجمات تنظيم "داعش خرسان" ستتوقف مع رحيل القوات الأمريكية وإلا فإن الحكومة الجديدة ستقوم بقمعه.
فيما لا تزال واشنطن متخوفة من حدوث هجوم جديد على مطار كابول، غادر معظم موظفيها الدبلوماسيين عشية استكمال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. فيما ترى حركة طالبان أن هجمات تنظيم "داعش خراسان" ستتوقف مع رحيل القوات الأمريكية.
وقال مسؤول أمريكي غادر العاصمة الأفغانية كابول في وقت سابق الاثنين لرويترز إن الولايات المتحدة تواصل الانسحاب النهائي من مطار كابول وإن "الموظفين الدبلوماسيين الأساسيين" غادروا.
وأكد مسؤول ثان مغادرة معظم الدبلوماسيين. ولم يذكر المسؤولان ما إذا كان من بينهم المبعوث الكبير روس ويلسون الذي من المتوقع أن يكون من بين آخر المغادرين.
ومن المتوقع أن تسحب واشنطن جميع دبلوماسييها من كابول قبل إتمام سحب القوات بحلول موعد نهائي الثلاثاء.
تهديد "حقيقي ومحدد"
عسكريا، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع جون كيربي الاثنين أن التهديد لمطار كابول لا يزال "حقيقيا" و"محددا".
وقال كيربي للصحفيين "لطالما كانت هذه العملية خطيرة، لكننا الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة" مضيفا "التهديد لا يزال حقيقيا وناشطا وفي العديد من الحالات لا يزال محددا".
وأضاف "نحن على اتصال مع طالبان للتأكد من عدم حصول أخطاء أو سوء تفاهم"، رافضا الكشف عن موعد الانسحاب الأمريكي الكامل المقرر الثلاثاء.
منذ الهجوم الذي وقع الخميس قرب المطار وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية-ولاية خراسان" وأودى بحياة أكثر من مئة بينهم 13 جنديا أمريكيا، أعلن الجيش الأمريكي أنه أحبط الأحد هجوما بسيارة مفخخة وتصدى الاثنين لإطلاق صواريخ على مطار كابول.
وفتح البنتاجون تحقيقا في الضربة الجوية الأمريكية الأحد التي أسفرت بحسب صحيفة "واشنطن بوست" عن مقتل 10 مدنيين بينهم عدة أطفال جميعهم من عائلة واحدة.
وقال جون كيربي في هذا الصدد "نحن نحقق إذا كانت لدينا معلومات يمكن التثبت منها بأننا أودينا بحياة أبرياء، فسنكون شفافين".
وتابع المتحدث باسم البنتاجون "لا أحد يريد هذا النوع من الأمور، لكن كان هناك تهديد حقيقي جدا ومحدد جدا ووشيك جدا للمطار وقواتنا في هذا المطار والمدنيين حول المطار".
من جهته، قال الميجور جنرال في الجيش الأمريكي هانك تايلور إنه تم إجلاء أكثر من 122 ألف شخص من كابول منذ يوليو من بينهم 5400 أمريكي.
هجمات "داعش" ستتوقف مع رحيل القوات
يقدر متحدث باسم حركة طالبان أن الهجمات التي ينفذها تنظيم "داعش" في أفغانستان يفترض أن تتوقف مع رحيل القوات الأمريكية من البلد، وإلا فإن الحكومة الجديدة ستقمع التنظيم.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية في نهاية الأسبوع "نأمل أن يتخلى الأفغان الواقعون تحت تأثير تنظيم داعش عن عملياتهم عندما يروا قيام حكومة إسلامية في غياب أي قوى أجنبية".
وحذر المتحدث الذي تعهدت حركته بإحلال السلام عند توليها السلطة بعد عقدين على الإطاحة بنظامها من أنه "إذا أثاروا حالة حرب وواصلوا عملياتهم، فإن الحكومة الإسلامية ستتولى أمرهم".
ونفذ تنظيم "داعش" في السنوات الأخيرة سلسلة من الاعتداءات الدامية في أفغانستان وباكستان ولم يتردد في استهداف المدنيين منفذا مجازر في مساجد ومدارس ومستشفيات.
يختلف التنظيم عن حركة طالبان في العقيدة والاستراتيجية. وفي دليل على العداء بينهما، اتهم التنظيم الحركة في عدة بيانات بـ"الكفر" ولم يهنئها بعد سيطرتها على كابول في 15 أغسطس.
ومع تقدمها العسكري خلال هجومها في الصيف، عمدت طالبان إلى فتح أبواب السجون وتحرير مقاتليها إنما كذلك ناشطين مقربين من تنظيم "داعش"، في خطوة يتبين بشكل متزايد أنها كانت خطأ فادحا.
وتعهدت طالبان التي تسعى للظهور في صورة اعتدال وانفتاح، بتشكيل حكومة "شاملة" إنما بعد انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد. ولا تزال المفاوضات جارية لتشكيل السلطة التنفيذية الجديدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: