لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب أمريكي: لماذا ترغب تركيا في إدارة المطار الدولي الرئيسي في أفغانستان؟

11:48 ص الجمعة 10 سبتمبر 2021

مطار كابول

واشنطن- (د ب أ):

عرضت تركيا أكثر من مرة إدارة مطار كابول أثناء أزمة إجلاء الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، وهو ما أثار علامات استفهام حول مآرب أنقرة من وراء هذا العرض.

وقال الكاتب الأمريكي بوبي جوش، في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء أنه عندما قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد يوم الاثنين الماضي إن تركيا وقطر ستساعدان في استئناف العمليات في مطار كابول ، لقي ذلك آذانا صاغية في أنقرة. ورغم أن مجاهد لم يقل ما إذا كان دولة منهما أو كلتاهما ستتوليان إدارة المطار الدولي الرئيسي في أفغانستان، فإنه لم يستبعد ذلك أيضا.

ويضيف جوش أنه بالنسبة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، فإن السيطرة على المطار أمر بالغ الأهمية لحصول تركيا على موطئ قدم في أفغانستان التي تقودها طالبان. وعرضت أنقرة تأمين المحيط حول مهبط الطائرات حتى في الوقت الذي عجلت فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عملية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وكانت حركة طالبان أقل حرصا بالنسبة لهذا الأمر. ففي يوليو، حذر مجاهد من أن اقتراح تركيا "غير حكيم، وانتهاك لسيادتنا وسلامة أراضينا، وضد مصالحنا الوطنية".

واعترف المسؤولون الأتراك بأن ذلك كان نكسة، وفي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إن الشركات الخاصة، وليس القوات التركية، قد توفر الأمن للمطار. وسيكون ذلك على رأس جدول الأعمال إذا تابع أردوغان دعوة قيادة طالبان لإجراء محادثات في تركيا.

ويقول جوش إنه سواء كان ذلك بالملابس العسكرية أو بزي الشركات، فإن أردوغان حريص على أن يلعب الأتراك الدور القيادي في إدارة البوابة الرئيسية إلى أفغانستان غير الساحلية. وستكون هذه أضمن طريقة لبناء نفوذ مع الحكومة التي تقودها طالبان، والتي لن تخدم مصالح تركيا فحسب، بل أيضا طموحات أردوغان نفسه.

وفي حين تتنافس باكستان وقطر على أن تكونا الهامسون الجدد لطالبان ، فإن تركيا أيضا ترغب في أن تكون لها كلمة مسموعة لدى حكام كابول الجدد. والشاغل الأكثر إلحاحا لأنقرة هو احتمال نزوح جديد للأفغان الفارين من الاستبداد وعدم الاستقرار السياسي. وفي حين أن معظمهم سيتوجه إلى باكستان وإيران اللتين تضمان أكبر عدد من اللاجئين الأفغان من الصراعات السابقة، فإن نسبة كبيرة منهم ستتوجه نحو تركيا، ويأمل الكثيرون منهم في العبور إلى أوروبا.

وتركيا بالفعل موطن لأكبر تجمع للاجئين في العالم، حيث تستضيف أكثر من 7ر3 مليون لاجئ، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويشكل السوريون الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين، كما يشكل الأفغان، الذين يبلغ عددهم نحو 130 ألفا نسبة كبيرة. وقد سبق لأردوغان أن قال إنه لن يسمح لتركيا بأن تكون "غرفة انتظار" للمزيد.

وعلى الرغم من أن تركيا تتلقى مليارات الدولارات كمساعدات من أوروبا لإيواء اللاجئين، فإن تواجدها يثبت أنه مسؤولية سياسية للرئيس. ويتزايد الاستياء إزاء الأجانب بين الأتراك، مما أدى من حين لآخر إلى اندلاع أعمال عنف في أنقرة.

وعلى الرغم من أن السوريين هم من يتعرضون لأسوأ تعامل على أسوأ ما في الأمر، فإنه يمكن أن يتوقع الأفغان الذين يصلون إلى تركيا استقبالا عدائيا.

وبالنسبة لأردوغان، الذي تتراجع معدلات شعبيته وسط قلق اقتصادي واسع النطاق، قد تفوق التكلفة السياسية لموجة جديدة من اللاجئين الأفغان أي شرائح جديدة من المال من الاتحاد الأوروبي. ومن الأفضل كثيرا إقناع طالبان بضمان بقاء الأفغان في بلدهم، سواء بحكم أكثر اعتدالا أو بمراقبة حدودية أكثر فعالية.

واختتم جوش تقريره بأن النفوذ في كابول من شأنه أن يمنح تركيا رصيدا مهما في حلف شمال الأطلسي وبالنسبة للتعامل مع إدارة بايدن. فموقف أردوغان ضعيف مع بروكسل وواشنطن ليس فقط بسبب مواقفه المؤيدة لروسيا والغرب، ولكن أيضا بسبب سجل حكومته السيئ في مجال حقوق الإنسان.

وقد يخفف تحمل بعض المسؤوليات التي تخلت عنها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان من حدة بعض المشاعر المعادية لتركيا. وإذا تمكنت أنقرة من تنمية مساعيها الحميدة في كابول وإقناع طالبان بتخفيف بعض مواقفها ، تجاه المرأة على سبيل المثالي، فإن ذلك سيجنب الغرب بعض الإحراج، وسوف يكسب تركيا بعض الامتنان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان