حوار| وزير دفاع الاحتلال: لا عودة لخطوط ٦٧ وهذا موقفنا من النووي الإيراني والمستوطنات
كتب - محمد صفوت:
أبدى وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي بيني جانتس، مرونة أكبر في قبول برنامج إيران النووي، لكنه حذر من فشل المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع طهران في هذا الشأن.
وقال جانتس -في حوار مع مجلة "فورين بوليسي" نشر الأربعاء- إن إسرائيل يمكنها التعايش مع اتفاق نووي جديد مع إيران، ولكن على واشنطن وضع خطة بديلة في حال عدم التزام طهران بالاتفاق الذي يلوح في الأفق.
توقع جانتس فشل المسار الدبلوماسي في تحجيم تطلعات إيران النووية، وألمح إلى أن إسرائيل لديها خطة بديلة، قد تنطوي على تنفيذ "الخطة ج" التي تشمل تنفيذ عمل عسكري، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يعد إجراءاته لوقف التقدم النووي الإيراني.
التصريحات الأخيرة لـ جانتس تعكس تحولاً في السياسة الإسرائيلية تجاه النووي الإيراني؛ إذ رفضته تل أبيب في عهد بنيامين نتنياهو وعملت على تقويضه ورحبت بانسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه.
اعتبر جانتس، أن محاولات إدارة بايدن لإعادة إحياء الاتفاق في ظل اقتراب إيران من تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع سلاح نووي، "حلاً أفضل وأن بلاده ستقبل به".
وقال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، إن إيران كانت على بعد شهرين إلى ٣ أشهر من امتلاك مواد وقدرات لازمة لإنتاج قنبلة نووية واحدة على الأقل، رغم حملة الضغط التي شنها ترامب ونتنياهو ضدها.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، انتقد في وقت سابق هذا الأسبوع تلك المرحلة، قائلاً: "ورثنا وضعًا كانت طهران في أكثر مراحلها تقدمًا في سباقها نحو امتلاك قنبلة نووية، وكانت هناك فجوة كبيرة بين تصريحات نتنياهو وأفعاله".
ويرى جانتس، أن الصين ودول آسيا التي تتعامل مع طهران، عليها دورًا في تحقيق الاتفاق الذي يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، محذرًا من امتلاك طهران قنبلة نووية، "سيفتح الباب" أمام دول أخرى. ما يخلق سباق تسلح نووي إقليمي.
وأشار جانتس، إلى أن دولاً بالمنطقة ربما تلجأ لشراء قنابل نووية من باكستان أو أي دولة تعرض ترسانتها النووية للبيع.
وعن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان؛ أعرب جانتس عن قلقه من أنه قد يشجع إيران ووكلائها بالمنطقة، قائلاً: "إن قرار واشنطن بالانسحاب مفهوم ولا يمكن البقاء فيها للأبد"، محذرًا من أن الانسحاب قد يجعل إيران تستنتج أن كل ما عليك فعله للمقاومة هو أن "تظل قويًّا ومصممًا لفترة طويلة، وأن الغرب سينهار.
وبشأن العلاقات مع دولة فلسطين؛ شدد جانتس على أن بلاده لا تعتزم إزالة أي مستوطنات من الضفة الغربية، مشيرًا إلى حاجة بلاده لكيانات سياسية هناك على المدى البعيد.
وأشار جانتس، الذي يتولى زمام الأمور فيما يتعلق بعلاقة بلاده بفلسطين، إلى ضرورة الإبقاء على العلاقات مع السلطة الفلسطينية، واعتبرها "أهمية قصوى" لبلاده.
وكان جانتس التقى الرئيس الفلسطيني أواخر أغسطس الماضي، في أول اجتماع رفيع المستوى منذ أكثر من عقد من الزمان، ووافقت تل أبيب على إجراءات اقتصادية ومدنية بهدف تعزيز سلطة عباس في الأراضي الفلسطينية.
ورأى جانتس أنه لا آفاق لمفاوضات حقيقية طالما ظل الفلسطينيين منقسمين بين الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تسيطر عليها حركة حماس، مشيرًا إلى فشل عباس في إظهار قدرته على اتخاذ قرارات تاريخية لحل الانقسام.
وشدد على أن الحلم الفلسطيني بالعودة لخطوط ١٩٦٧ "لن يحدث" وأن على الجميع أن يدرك ذلك حاليًّا.
وبشأن احتمالية وقوع حرب جديدة مع غزة بعد أحداث مايو الماضي؛ أعرب عن أمله أن تكون الردود العسكرية الإسرائيلية في الحرب الأخيرة وزيادة المساعدات الاقتصادية للقطاع، تضعف "شهية" حماس لخوض معارك جديدة.
فيديو قد يعجبك: