بالترهيب ونقص الوقود.. هل تعرقل إثيوبيا استمرار دخول المساعدات إلى تيجراي؟
كتب- محمد صفوت:
تتفاقم الأزمة الإنسانية يوميًا بعد يوم في إقليم تيجراي، مع دخول المعارك شهرها الحادي عشر وحصار القوات الإثيوبية للإقليم والتحكم في معابر دخول المساعدات الغذائية لسكانه.
مع استمرار أزمة الغذاء بالإقليم يواجه سكانه شبح الجوع ونقص المساعدات الإنسانية الأساسية لهم، وتحاول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تقديم العون لسكانه، وسط عراقيل تضعها حكومة آبي أحمد.
كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن توقف شاحنات المساعدات وتقطع السبل بها بعد دخولها تيجراي، ونقلت عن الأمم المتحدة، قولها إن مئات الشاحنات التي قطعت رحلتها إلى تيجراي منذ منتصف يوليو الماضي حتى منتصف سبتمبر لم تعد بعد، موضحة أن ذلك يعيق استمرار تقديم المساعدات لسكان تيجراي.
أوضحت "بي بي سي" أن الطريقة الرئيسية لإدخال المساعدات إلى تيجراي، عبر البر من منطقة عفار الإثيوبية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تؤكد حاجة الإقليم لنحو ١٠٠ شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا.
ونقلت عن الأمم المتحدة قولها في تغريدة عبر "تويتر"، إنه حتى ١٦ سبتمبر دخلت 466 شاحنة إلر تيجراي عبر عفار، ولم يعد منها إلا 38 شاحنة فقط.
وأكد متحدث باسم برنامج الغذاء العالمي، عدم قدرتهم على استمرار إمداد الإقليم بالمساعدات بسبب النقص في عدد الشاحنات، موضحًا أن هذا هو العائق الأساسي أمام نقل المساعدات الإنسانية إلى تيجراي حاليًا.
رغم عدم عودة الشاحنات من الإقليم لم تقدم الأمم المتحدة توضيحًا أو تفسيرًا حول مكانها بعد، فيما ألقت قوات تيجراي باللوم على الحكومة الإثيوبية وحلفائها لعدم عودة الشاحنات من الإقليم واستمرار نقل المساعدات.
وقالت قوات تيجراي، إن الحكومة الإثيوبية تمد الشاحنات بالوقود الكافي لرحلة واحدة نحو تيجراي، ولا تزودهم بما يكفي للعودة، وتضيف أن عددًا من سائقي الشاحنات من عرقية تيجراي، ويتعرضون للعنف والترهيب في نقاط التفتيش الإثيوبية قبل دخولهم إلى الإقليم.
وأشارت قوات الإقليم إلى أن العنف والترهيب يجعل أغلب السائقين لا يرغبون في القيام بالعودة بسبب تلك الممارسات، فضلاً عن القيود المفروضة على مقدار النقد الذي يمكن حمله فلا يوفر للسائقين أموالاً تمكنهم من رحلة العودة.
اعترفت الحكومة الإثيوبية بعدم عودة الشاحنات من تيجراي ما يؤكد إعاقة إمدادات المساعدات الغذائية، لكنها رفضت مبرر نقص الوقود لعدم عودة الشاحنات.
ذهب مسؤولون إثيوبيون إلى أبعد من هذا، واتهموا جبهة تحرير شعب تيجراي بالاستيلاء على الشاحنات.
لكن مفوض إثيوبيا لإدارة مخاطر الكوارث الوطنية ، ميتيكو كاسا ، رفض الإيحاء بأن نقص الوقود يوقف الشاحنات.
بدوره أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن الأسباب التي ذكرها السائقون لعدم رغبتهم في العودة "هي نقص الوقود للعودة، وخوفهم على أمنهم".
وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من أزمة نقص الوقود في تيطراؤ، ومنع ناقلات الوقود من المرور إلى المنطقة، وذكرت أن سلطات عفار التي يمر عبرها المساعدات رفضت السماح بحركة ناقلات الوقود إلى تيجراي.
وخلال اجتماع للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية في أغسطس الماضي، أشار إلى أن نقص الوقود والأموال يؤثر على عودة الشاحنات من تيجراي.
وتقدر الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى 200 ألف لتر من الوقود أسبوعيًا، وتقول إنه منذ 12 يوليو الماضي، وصل 300 ألف لتر فقط إلى تيجراي.
وذكرت الأمم المتحدة أن آخر ناقلة وقود دخلت إلى الإقليم الإثيوبي في 29 يوليو الماضي، كما نفذ مخز ن الوقود المتوفر في تيجراي في 17 سبتمبر الجاري.
وأكد مسؤول إنساني، تعرض السائقين من عرقية تيجراي للمضايقات عند نقاط التفتيش. وأكدت الأمم المتحدة تلك الأسباب موضحة أن عددًا من السائقين تعرضوا للضرب والسرقة قبل دخول تيجراي.
وفي أغسطس الماضي، أبلغت الأمم المتحدة عن حادثة مضايقة وإساءة لإحدى بعثاتها إلى تيجراي لتقييم وضع النقل البري، وألقت باللوم في تلك الحادثة على شرطة عفار.
وزعمت الحكومة الإثيوبية بعدنا أنها خفضت عدد نقاط التفتيش على طول الطريق من عفار إلى تيجراي من 7 نقاط إلى 2 فقط، بهدف تحسين حركة المساعدات.
فيديو قد يعجبك: