محلل سياسي: اشتباكات الميليشيات الإرهابية في طرابلس تهدد استقرار سكانها
اندلعت اشتباكات عنيفة بين تشكيلات أمنية وعسكرية في مدينة طرابلس صباح الجمعة وامتدت لساعات طويلة.
ومن جانبه قال محمد الزبيدي، المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي: إن الاشتباكات اندلعت بين جهاز دعم الاستقرار الذي يتزعمه عبد الغني الككلي من جهة واللواء 444 الذي يقوده محمود حمزة من جهة أخرى حيث تركزت المواجهات في منطقة صلاح الدين ومحيط معسكر التكبالي الذي يعد مقر لما يسمي منطقة طرابلس العسكرية.
وأضاف أن الاشتباكات ترجع إلى محاولة عناصر من جهاز دعم الاستقرار اقتحام معسكر التكبالي مستغلين خروج قوات اللواء 444 إلى مدينة ترهونة قبل أن يتمكن الأخير من أسر بعض منهم في عملية التفافية ويعيد السيطرة على المعسكر.
وأشار إلى استمرار المناوشات المتقطعة بين المليشيات وسط مناشدات من العائلات للهلال الأحمر الليبي للتدخل لأجل إخلائها بعد امتداد المعارك لمحيط الأحياء السكنية بمنطقتي الهضبة وصلاح الدين.
وتشهد مدينة طرابلس توتر كبير بين التشكيلات المسلحة التي تتعدد ولاءاتها وتبعيتها على خلفية صراع على النفوذ وأماكن الانتشار حيث يظل الترقب سيد الموقف وسط مخاوف من وصول امدادات لهذه التشكيلات من جماعات مسلحة خارج طرابلس وتكرار مشهد العنف الذي يحصد ثمنه الأبرياء.
وأكد المحلل السياسي، أن طرابلس تعاني من اشتباكات مسلحة عنيفة تحدث بين الحينة والأخرى بسبب صراع الميليشيات الإرهابية على مناطق النفوذ وبسبب خلافات بين قياداتها المتعددة الولاءات والأهداف، ولطالما عانى سكان مناطق الغرب الليبي من انعدام الأمن والاستقرار وسطوة السلاح على مدار سنين الأزمة، إلى أن قرر الجيش الوطني الليبي بقيادة، المشير خليفة حفتر، إطلاق عملية "طوفان الكرامة" عام، 2019، لاستعادة السيطرة على العاصمة وإنفاذ القانون في الغرب الليبي، والتي قوبلت بحرب إعلامية لتجريمها، وأدت بنهاية المطاف إلى عودته إلى خط (سرت – الجفرة).
جدير بالذكر أنه عند انتخاب حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، ارتفعت مطالب سياسيين ونشطاء مدنيين بضرورة نقل السلطة إلى مناطق سيطرة الجيش الوطني الليبي، وكانت إحدى أفضل الحلول نقل السلطة إلى مدينة "سرت"، مقر اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" التي أوصلت البلاد إلى نوع من التهدئة، ولكن دون أي تجاوب من قبل الحكومة نفسها.
وأوضح أن العديد من المراقبين يرون أن الجيش الوطني الليبي هو الضامن الوحيد لاستقرار وأمن البلاد، لخضوعه لأحكام واعراف عسكرية منظمة، وإخلاصه للدفاع عن البلاد ضد أي تهديدات وأجندات خارجية تحاول التوغل بها، على عكس الواقع المرير في طرابلس ومناطق غرب ليبيا، التي تعيش في ظل سطوة الميليشيات المسلحة التي هدفها الأول والأخير الاستمرارية، وسير عمليات التهريب وتجارة السلاح التي تؤمن لها مرتبات مقاتليها.
فيديو قد يعجبك: