الصحة العالمية: حصار تيجراي يسبب جحيمًا لسكانه ويمثل "إهانة للإنسانية"
نيويورك - (ا ف ب)
قالت منظمة الصحة العالمية الأربعاء إن حصارًا يحول دون وصول الأدوية وغيرها من اللوازم المنقذة للأرواح إلى إقليم تيجراي يسبب "جحيما" في المنطقة التي تشهد حربا ويمثل "إهانة للإنسانية".
وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس للصحافيين "لم نشهد في أي مكان في العالم جحيما كالذي في تيجراي". وجيبرييسوس نفسه يتحدر من تيجراي.
وأضاف "إنه أمر مروع ولا يمكن تصوره في عصرنا، في القرن الحادي والعشرين، أن تحرم حكومة شعبها منذ أكثر من سنة من الحصول على الغذاء والدواء وكل ما يحتاجه للبقاء على قيد الحياة " مطالبا "بحل سياسي وسلمي" للنزاع.
أوقع النزاع في تيجراي آلاف القتلى في المنطقة التي تخضع بحسب الأمم المتحدة "لحصار بحكم الأمر الواقع" يمنع وصول المساعدة الانسانية والمواد الغذائية والأدوية.
ولم يُسمح لمنظمة الصحة العالمية بنقل أدوية ومعدات طبية الى تيجراي منذ منتصف يوليو السنة الماضية رغم المطالب المتكررة لا سيما لدى مكتب رئيس الوزراء الاثيوبي ووزارة الخارجية بحسب تيدروس.
الوضع خطير
وقال تيدروس "أنا من تلك المنطقة" مضيفًا "أقول ذلك من دون تحيّز. الوضع خطير".
وتابع "تخيّلوا حصارًا تامًا مفروضًا على سبعة ملايين شخص منذ أكثر من عام. ولا مواد غذائية. ليس هناك رعاية طبية ولا أدوية. لا كهرباء. لا اتصالات. لا وسائل إعلام".
وأشار إلى أن الغارات بطائرات مسيّرة باتت تنفّذ حاليًا بشكل شبه يومي في المنطقة.
وقال إن أطباء في المنطقة اضطروا لاستعمال أدوية منتهية الصلاحية، مشيرًا إلى أن حتى هذه الأدوية بدأت تنفد.
وشدد على "ضرورة السماح بدخول الإغاثة الإنسانية في أي وقت، حتى خلال النزاع. النزاع لا يمكن أن يشكل عذرًا".
وذكر تيدروس بانه حتى في أوج الحرب في سوريا واليمن، كانت منظمة الصحة العالمية تتمكن من إيصال المساعدة للسكان الذين يحتاجونها.
من جهته عبر مسؤول عمليات الطوارئ لدى منظمة الصحة مايكل راين الذي حضر الى جانب تيدروس، أيضا عن استهجانه. وقال إنه بسبب هذا الحصار "هناك أشخاص لا يحصلون على مواد أساسية تتيح انقاذ أرواح".
وأشار إلى أنه لم يسمح بدخول مادة الأنسولين وغيرها من العلاجات الأساسية لمرضى السكري إلى تيجراي منذ الصيف الماضي"، وحذّر من أن هذا الأمر جعل طواقم الرعاية الطبية غير قادرة على "التعامل مع المضاعفات الأكثر شدة" للمرض، وهذا الأمر قد تكون تداعياته "كارثية".
وأضاف "من وجهة نظري ، فإن السماح باستمرار مثل هذا الوضع، وعدم السماح بايصال شيء هو إهانة للإنسانية".
وتشهد منطقة تيجراي منذ 14 شهرًا نزاعًا مسلحًا بين الحكومة الفدرالية والسلطات المحلية السابقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الذي حكم إثيوبيا قرابة 30 عامًا إلى أن وصل رئيس الوزراء الحالي أبيي أحمد إلى السلطة.
وأرسل أبيي حائز جائزة نوبل للسلام 2019، في نوفمبر 2020 الجيش الفيدرالي إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم التي كانت تتحدى سلطته منذ أشهر واتهمها بمهاجمة ثكنات عسكرية.
وأعلن أبيي النصر سريعا بعد استيلاء القوات الإثيوبية نهاية 2020 على ميكيلي عاصمة الإقليم. لكن متمردي جبهة تحرير شعب تيجراي استعادوا السيطرة على كل تيجراي تقريبًا بعد هجوم مضاد في يونيو الماضي قبل التقدم إلى منطقتي أمهرة وعفر والاقتراب من أديس أبابا.
في ديسمبر أعلن المتمردون انسحابهم إلى تيجراي بعد هجوم شنته القوات الحكومية. ووفقا لمتمردي جبهة تحرير شعب تيجراي تواصل القوات الحكومية شن غارات على المنطقة رغم تراجعهم.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: