لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مراكز الإيواء في بريطانيا.. ظروف استقبال تشبه السجون

08:35 م الأحد 16 يناير 2022

جانب من مركز إيواء لاجئين في بريطانيا

(دويتشه فيله)

على الرغم من تصريحات السلطات البريطانية حيال الالتزام بإسكان طالبي اللجوء في ظروف جيدة، خرجت عدة تقارير مؤخرا تدحض تلك التصريحات، وتوثق حالات انهيار لبعض المنازل على رؤوس قاطنيها من طالبي اللجوء.

تقارير عدة نشرت مؤخرا حول أوضاع المساكن التي يتم إيداع طالبي اللجوء فيها في بريطانيا، لناحية عدم ملاءمتها أدنى شروط السلامة العامة، فضلا عن آثارها على نفسيات طالبي اللجوء.

هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" نشرت تقريرا على موقعها حول تلك المساكن، مستعينة بشهادات لطالبي لجوء عايشوا تجارب صعبة وخطيرة في بعض الأحيان. التقرير تناول أيضا الجدل المتصاعد في البلاد حول كيفية إدارة وزارة الداخلية لذلك الملف، في وقت تقول فيه إنها توفر إقامة "آمنة ومريحة" لطالبي اللجوء.

وكانت الداخلية البريطانية قد أعادت تنظيم عقود الإسكان في 2019، بعد سلسلة من الانتقادات الشديدة، وكلفت ثلاث شركات خاصة (Mears وSerco وClearspring Ready Homes) بإدارة تلك المساكن.

"انهار السقف"

تأوي بريطانيا حاليا نحو 65 ألف طالب لجوء، 41 ألفا منهم ضمن المخطط الرئيسي (شركات الإسكان) ونحو 19 ألفا في فنادق. مسؤولون في دوائر الهجرة الحكومية توقعوا أن يصل العدد إلى 80 ألفا بحلول الربيع القادم.

وعلى الرغم من الجهود الحكومية والمبالغ المالية التي تصرف على ذلك القطاع، إلا أن منظمات غير حكومية أعربت عن قلقها حيال إقامة طالبي اللجوء في مساكن متدنية الجودة وغير صالحة للسكن.

تقرير "بي بي سي" أورد شهادة لعائلة مهاجرة أفريقية تقيم في إحدى الشقق المخصصة لإيواء طالبي اللجوء في ويست يوركشاير (وسط)، مرت بتجربة مأساوية وكادت أن تتكبد خسارة فادحة. العائلة أبلغت المعنيين بحدوث تسرب ماء من الطابق الذي يعلوهم. جاء فريق للصيانة وأصلح المشكلة، إلا أنه بعد نحو أسبوعين، انهار سقف الطابق السفلي على الزوجة والطفلة، انحنت الأم بشكل تلقائي على ابنتها وحمتها من الحطام المتساقط.

المنزل وفرته إحدى الشركات الخاصة التي تعاقدت معها الداخلية مؤخرا. وقال ممثلو الشركة إنهم عندما كشفوا على المنزل، لم يعثروا على أي تسرب للمياه أو مشاكل بنيوية، وأن أطقمها استجابت بشكل عملي وسريع عند تلقي الشكوى.

نتيجة انحنائها لإنقاذ ابنتها، أصيبت الوالدة بارتجاج في الدماغ، وهي تخضع الآن للعلاج.

حوادث مشابهة

لا يوجد ما يشير إلى أن تلك الحادثة قد تشكل قاعدة يمكن تعميمها على مجمل أماكن إسكان طالبي اللجوء ، لكن وفقا للتقارير لم تكن تجربة منعزلة.

ففي برادفورد في خريف 2020، حدث انهيار مماثل لمنزل أصيب نتيجته طفل. وفي مايو الماضي، انهار منزل آخر في منطقة لندن، ولحسن الحظ لم تقع أي إصابات نتيجته.

تيم ناور هيلتون، الرئيس التنفيذي لمنظمة "ريفيوجي آكشن" غير الحكومية، قال "أنا أعمل في هذا المجال منذ 20 عاما تقريبا. لم أره يوما سيئا من حيث السكن والإقامة... يقوم شركاؤنا في جميع أنحاء البلاد بالإبلاغ عن حوادث مشابهة. نحن قلقون للغاية من وقوع بعض الحوادث الكارثية في مرحلة ما في مكان ما من البلاد".

شكاوى متعددة

دراسة استقصائية أجرتها وزارة الداخلية في سبتمبر 2021، أشارت إلى أن 40% من طالبي اللجوء كانوا غير سعداء وغير مطمئنين للمساكن التي تم إيداعهم فيها. معظم الشكاوى كانت حول النظافة وحاجة المنازل للصيانة وضعف الاستجابة لطلبات الصيانة.

الـ"بي بي سي" أوردت أن ثماني منظمات "أخبرتنا أنهم سمعوا مخاوف بشأن الإقامة. قال بعض طالبي اللجوء للجمعيات الخيرية إنهم شعروا أن منازلهم غير نظيفة بشكل عام، وكانت المشاكل الأكثر شيوعًا هي التقارير عن العفن أو نقص الماء الساخن".

المنظمات تحدثت أيضا عن جودة الخط الهاتفي الذي وضعته السلطات لتلقي شكاوى طالبي اللجوء، حيث قد يستغرق تسجيل شكوى واحدة ثلاث أو أربع مكالمات هاتفية. تحدثت إحدى المنظمات عن منزل في مانشستر الكبرى، قال سكانه إنهم أمضوا ستة أسابيع على الهاتف يشتكون من مشكلة في نظام الصرف الصحي في المنزل. في النهاية فاضت المياه من حوض المطبخ.

مراكز الاستقبال أشبه بالسجون

منظمة "شؤون اللجوء" (Asylum Matters) نشرت تقريرا الشهر الماضي قالت فيه إن أماكن الإقامة مثل الفنادق والنزل وثكنات الجيش السابقة، غير مناسبة لإيواء الأشخاص الذين يسعون إلى للحصول على الحق بالحماية، وتسبب أضرارا نفسية وجسدية.

وجاء في التقرير "ربما كان الأثر الأكثر ضررا للعيش في أماكن إقامة مؤسسية، هو عدم شعور الناس بالاستقلالية وقدرتهم على عيش حياتهم الخاصة. وقد اتسم استخدام هذا النوع من أماكن الإقامة بفرض قيود على الزوار ومراقبة تحركات السكان وحظر التجول. بالرغم من أن أماكن الإقامة تلك ليست رسميا مراكز احتجاز، إلا أن الأشخاص الذين تحدثنا إليهم شعروا أنهم محرومون من حرياتهم الأساسية أثناء إقامتهم في السكن".

ووفقا لشهادة طالب لجوء وردت في التقرير، "إنه مثل سجن، إنه سجن". وعلق آخر قائلا "تستيقظ، تتناول الطعام، الغداء والعشاء، تنام، تستيقظ، تتناول الفطور، الغداء والعشاء، ثم النوم، هذا كل شيء، ولا يوجد شيء آخر غير ذلك".

مفاعيل تلك الحياة أثرت أيضا على الأطفال، إذ قال أحد الذين وردت شهادتهم في التقرير "يعيش الأطفال باستمرار في ذلك المكان ويصابون بالإحباط، يبكون بلا سبب. ابني كان مستاء للغاية ولم يعرف حتى سبب بكائه...".

طالب لجوء آخر قال "أنت محاط بأسوار من حولك وحراس الأمن يراقبونك دائمًا. هناك عدة مبان.. إنه معسكر للجيش. يتشارك الناس المنطقة مع بعضهم البعض. أعني غرفة الطعام والمباني المشتركة، تشعر دائما أنك في مكان مثل السجن".

وعلى غرار النتائج التي توصلت إليها تقارير عدة لمنظمات أخرى، وجدت "شؤون اللجوء" أنه لم يسبق لطالبي اللجوء أن عانوا من الحرمان من حرياتهم في أي مكان كما يعانون في الثكنات العسكرية، خاصة في نابير في كينت وبنالي في ويلز.

ويخلص التقرير إلى أنه لا ينبغي "تخزين" الأشخاص في مواقع مؤسسية، ويدعو الحكومة إلى الالتزام بإسكان جميع طالبي اللجوء بأمان في المجتمعات المحلية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان