بعد إغلاق مدارسهم.. بنجلاديش تهدم آلاف المتاجر لمسلمي الروهينجا
كتب - محمد صفوت:
هدمت السلطات في بنجلاديش، التي تأوي نحو مليون لاجئ من مسلمي الروهينجا، آلاف المتاجر للأقلية المسلمة التي هربت من التطهير العرقي في عام 2017، من ميانمار لتستقر في مراكز إيواء في بنجلاديش.
دمرت السلطات نحو 3 آلاف متجر التي تخدم مسلمو الروهينجا، تاركة تلك الأقلية في حالة يأس، مما أثار انتقادات دولية ومحلية.
وذكر مسؤول حكومي، لـ"الجارديان" البريطانية، أن سلطات بنجلاديش هدمت أكثر من 3 آلاف متجر يديرها سكان الروهينجا بالجرافات منذ ديسمبر الماضي.
بعد الحملة العسكرية التي شنتها سلطات ميانمار، ضد أقلية الروهينجا المسلمة، وصل نحو مليون شخص إلى بنجلاديش هربًا من "التطهير العرقي" و"الإبادة الجماعية" التي دفعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق دولي في تلك الجرائم، في عام 2017.
تكتظ مخيمات اللاجئين بمسلمي الروهينجا في بنجلاديش، ونقل بعضهم إلى جزيرة غير مأهولة في نوفمبر الماضي، فيما يعيشون في خوف منذ مقتل مهيب الله (50 عامًا) رئيس "جمعية أراكان للروهينجا من أجل السلام وحقوق الإنسان"، في سبتمبر الماضي، على يد مسلحون مجهولون.
رغم الإشادة التي حظت بها بنجلاديش لاستقبالها اللاجئين، إلا أن المنظمات الحقوقية تنتقد القيود المفروضة على الروهينجا، والتعنت الذي يعانونه في مخيمات مكتظة باللاجئين، وآخر تلك الانتقادات محاولة السلطان في بنجلاديش إغلاق المتاجر المؤقتة التي تخدم مجتمعات الروهينجا.
وأكد شمسود دوزا، نائب مفوضية شؤون اللاجئين في البلاد، لوكالة "فرانس برس" هدم المتاجر لكنه أضاف: "أنها متاجر غير قانونية".
وتابع أن منظمات الإغاثة تضمن باستمرار حصول لاجئي الروهينجا على الاحتياجات اليومية، مواصلاً حديثة أن عددهم بدأ في الازدياد وهم بحاجة إلى ملاجئ جديدة، فيما تحاول المنظمات بناء الأكواخ لهم.
يشار إلى أن عددًا من الروهينجا اضطروا إلى بناء ملاجئهم الهشة المصنوعة من الخيزران والقماش، بأنفسهم بعدما دمرتها الفيضانات في أغسطس الماضي، وقتلت عددًا منهم، ويسكن لاجئو الروهينجا في 34 مخيمًا في منطقة كوكس بازار، نصفهم تقريبًا من الأطفال، وفقًا لـ"يونيسيف".
بدوره كشف أحد زعماء الروهينجا جين ماونج، عن أن الحصص الغذائية الممنوحة لسكان المخيمات تتناقص بشكل مستمر، ويضيف أن هدم المتاجر أضر بعشرات الآلاف من مسلمي الروهينجا، الذين يعتمدون عليها في كسب لقمة العيش.
واعتبر أحد أصحاب المتاجر ويدعى سليم الله، أن متجره الذي هدم كان أمله الأخير وأعرب عن شعوره بالعجز، مضيفًا: "أنه يكافح لإطعام أسرته المكونة من 8 أفراد" وتساءل كيف أعيل عائلتي؟ لا مخرج إلا الموت.
من جانبها، اعتبرت منظمة العفو الدولية، أن خطوة السلطات في بنجلاديش بهدم المتاجر، تجعل اللاجئين من الروهينجا عرضة للاستغلال وتسبب تدهورًا للأوضاع في المخيمات. وحثت السلطات على حماية حقوق وكرامة الروهينجا عبر إشراكهم في القرارات بما في ذلك حقهم في كسب لقمة العيش.
وقال مسؤول بالمنظمة الحقوقية سعد حمادي، إن هدم المتاجر وإغلاق مدارس الروهينجا يفاقم التوتر والإحباط بين تلك الأقلية.
وكانت السلطات في بنجلاديش، قررت في ديسمبر الماضي، إغلاق مدارس مخيمات الروهينجا ما يعني حرمان الآلاف من أطفال الروهينجا من فرصة التعليم. ولاقى القرار تنديدًا دوليًا وأعربت الأمم المتحدة وقتها عن قلقها، واعتبرته تهديدًا لجيل كامل بحرمانه من التعليم.
وكانت "يونيسيف" اعتبرت في تقرير لها في أكتوبر الماضي، أن الأطفال والمراهقون المحرمون من فرص التعلم وكسب العيش، معرضون لخطر حقيقي أن يصبحوا "جيلاً ضائعًا" وفريسة سهلة لجرائم الاتجار بالبشر والاستغلال، كما تعاني النساء من خطر العنف الجسدي.
فيديو قد يعجبك: