مونديال قطر: هل اشترت الدوحة دعم فرنسا مقابل الحصول على مقاتلات رافال؟
وكالات٬
كشف تحقيق صحافي قادته وسائل إعلام فرنسية نشر الخميس عن شبهات فساد أدت إلى منح قطر تنظيم كأس العالم 2022 بدعم من الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي مقابل شراء الإمارة الغنية مقاتلات رافال، حسبما نقلت إذاعة مونت كارلو الدولية.
في ديسمبر 2010، أعلنت الفيفا أن قطر ستستضيف المونديال وسط دهشة الجميع بعد تقديم الدوحة ملفاً غير مؤات من وجهة نظر تاريخ البلاد الرياضي وظروفه المناخية غير المناسبة. في عام 2019، تم فتح تحقيق قضائي في فرنسا اهتم بشكل خاص بمأدبة غداء أقيمت في قصر الإليزيه في 23 نوفمبر 2010 قبل أيام قليلة من منح قطر تنظيم المنافسة.
في ذلك اليوم، استقبل الرئيس نيكولا ساركوزي وفداً حكومياً قطرياً يرأسه ولي العهد حينها تميم بن حمد آل ثاني إلى جانب ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونائب رئيس الفيفا.
ويتساءل القضاء الفرنسي عن طبيعة "الصفقة" التي أبرمت يومذاك والتي تقول معلومات صحفية إن دعم فرنسا لملف قطر ربط بالاستحواذ على باريس سان جيرمان والاستثمار في حقوق البث التلفزيوني لكأس العالم والشراكة بين قطر وجامعة السوربون بالإضافة إلى بيع مقاتلات رافال.
في التحقيق الصحافي الذي تم إجراؤه بين راديو فرنسا قناة فرنسا 2 التلفزيونية، يظهر أيضاً أن بعض الموظفين الذين كانوا مسؤولين عن أمن الفندق الذي سيقيم فيه فريق كرة القدم الفرنسي في الدوحة يعيشون في ظروف يرثى لها.
وقالت مذكرة موجزة لمكتب المدعي المالي الوطني الفرنسي إن "الغداء الذي أقيم في قصر الإليزيه كان نقطة تحول حاسمة (...) من خلال تفضيل منح كأس العالم لقطر". وشارك سبعة أفراد في غداء الإليزيه هم رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي والأمين العام للإليزيه كلود غيّان ومستشارة الرئيس للشؤون الرياضية صوفي ديون ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ونائب رئيس الفيفا ميشال بلاتيني وولي عهد قطر تميم بن حمد آل ثاني وكذلك رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية حينها حمد بن جاسم آل ثاني يرافقهما مترجم.
في عام 2021، نشر موقع Blast الفرنسي مذكرة حول المناقشات بين ساركوزي والقطريين وقال إنها ركزت على تمويل الحرب في ليبيا للإطاحة بالقذافي والتي ستحدث بعد ثلاثة أشهر. تمت إضافة هذا التقرير مثل الوثائق الأخرى التي نشرها الموقع إلى ملف المحكمة.
كما أن الروابط المالية المحتملة بين حملة ساركوزي الرئاسية عام 2007 وقطر تثير اهتمام المحققين. فبحسب تقرير لشرطة مكافحة الفساد الذي كشفت عنه "ميديابارت" بعد سبعة أشهر من غداء الإليزيه، يُزعم أن الرئيس الأسبق تلقى أموالاً من قطر لم يعلن عنها في حساب حملته الرئاسية.
في وقت مبكر من 2010 (قبل ثمانية أشهر من الغداء)، كان الإليزيه بالفعل مهتماً للغاية بالدور الذي يمكن أن يلعبه بلاتيني في الترويج لترشيح قطر. وكتبت صوفي ديون في إحدى ملاحظاتها التحضيرية للغداء إن بلاتيني "له تأثير كبير على تصويت أعضاء الفيفا. يأمل الوفد القطري في الحصول على دعم فرنسا ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم"، لكن هذا الأخير يبدو متحفظاً حول هذا الأمر.
من جهته، قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق سيب بلاتر للمحققين في أبريل 2017 إن الغداء "كان تدخلاً سياسياً". وتابع في شهادته للتحقيق الصحافي إن بلاتيني اتصل به بعد الغداء مباشرة وقال إن ساركوزي أوصاه بالتصويت لقطر.
ومع ذلك، يدعي بلاتيني أنه فوجئ باكتشاف وجود القطريين حول الطاولة لكنه أكد أن ساركوزي لا يخفي دعمه لترشيح قطر. وقال كلود غيّان من جهته إنه "قرر لأسباب جيوسياسية دعم ترشيح قطر"، وأضاف أن غداء الإليزيه "يجب أن يكون فرصة لقطر لعرض مزايا ترشحها لشخصية مؤثرة في الاتحاد الدولي لكرة القدم"، أي ميشال بلاتيني.
ويتابع التحقيق وصف مواقف العناصر المختلفة التي ساهمت في منح قطر كأس العالم في قضية تشوبها شبهات فساد قوية وفي وقت تعاني منه الدوحة من انتقادات شديدة بسبب سجلها الحقوقي الموصوف بـ"السيء" ومعاملتها للعمال المهاجرين بالإضافة إلى رغبتها غير المعلنة فرض قواعد سلوك وثياب مثيرة للجدل على مئات آلاف المشجعين القادمين للاستمتاع بالحدث الكروي.
فيديو قد يعجبك: