الانسحاب من خيرسون يظهر "معاناة روسيا من مشكلات حقيقية"
(بي بي سي):
شككت السلطات الأوكرانية بإعلان روسيا سحب قواتها من خيرسون، مشيرة إلى أنها تتوقع استمرار القتال للسيطرة على هذه المدينة الكبرى التي استولت عليها موسكو في بداية هجومها.
ويشكل انسحاب خيرسون انتكاسة كبيرة لموسكو التي كانت قد اضطرت للتخلي عن منطقة خاركيف في سبتمبر.
وجاءت هذه التطورات بينما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 21 سبتمبر بتعبئة حوالى 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز الخطوط الروسية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء إن بلاده تنظر "بحذر شديد" إلى إعلان الانسحاب الروسي. وأضاف في رسالته اليومية إلى الأوكرانيين "العدو لا يعطينا هدايا".
أما نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار فقالت إنه "من المستحيل تصديق كلام الروس. معهم يجب أن تكون دائما على استعداد لأي شيء".
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بـ"المضي قدما في سحب القوات"، خلال اجتماع مع قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين.
وتعد خيرسون المدينة الأوكرانية الرئيسية الوحيدة التي سقطت في أيدي القوات الروسية. وقال الجنرال سوروفيكين، إنه لم يعد من الممكن توفير إمداد للقوات في المدينة.
وأعلن سوروفيكين، الذي تسلم القيادة قبل أسابيع فقط، القرار برفقة كبار الضباط العسكريين عبر التلفزيون الرسمي الروسي. وأكد أن القوات الروسية ستنسحب بالكامل من الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
ويمثل الانسحاب ضربة كبيرة لطموحات روسيا العسكرية وهي تواجه هجوماً مضاداً أوكرانياً.
ومنطقة خيرسون استراتيجية لأن أراضيها تقع على حدود شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه كان يتوقع هذه الخطوة "في وقت ما"، وأنها ستسمح لكلا الجانبين "بإعادة ضبط مواقعهما" خلال الشتاء.
وجاء تعليق بايدن على الانسحاب الروسي بينما كان يتحدث من البيت الأبيض بعد انتخابات التجديد النصفي، التي تشير إلى أن حزبه الديمقراطي يفقد السيطرة على مجلس النواب لصالح الحزب الجمهوري المعارض.
وتعهد معارضو بايدن في وقت سابق بمراجعة المساعدات العسكرية والإنسانية الأمريكية التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا، ولاحظ بايدن أنه من "المثير للاهتمام" أن موسكو "انتظرت لما بعد الانتخابات" للإعلان عن الانسحاب.
وبعد إعلان الانسحاب الروسي، قال مدنيون داخل خيرسون إن القوات الشيشانية التابعة للجيش الروسي كانت في المدينة، في المقاهي وتتحرك في الشوارع.
وفي موقع أوكراني في محيط المدينة، قال جنود أوكرانيون إن "العدو ربما يحاول جرهم إلى فخ"، وكان التقدم بحذر.
ويرتدي الانسحاب من خيرسون أهمية أكبر لأن المدينة التي كان يسكنها 280 ألف نسمة قبل النزاع هي العاصمة الوحيدة للمنطقة التي احتلتها القوات الروسية في بداية هجومها على أوكرانيا.
وهي أيضاً واحدة من المناطق الأربع في أوكرانيا التي طالب بوتين بضمها إلى موسكو قبل ستة أسابيع. واحتفل الرئيس الروسي بعمليات الضم هذه خلال احتفال موسيقي في الساحة الحمراء تحت لافتات تعلن أن روسيا ستكون حاضرة هناك "إلى الأبد".
وأمر المقاتلون الروس بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو حيث تقع خيرسون لإنشاء خط دفاع على الضفة الشرقية لهذا النهر الذي يمثل عقبة طبيعية.
وأرجأ الكرملين هذا الانسحاب لأطول فترة ممكنة لكنّ الوضع أصبح أصعب مع استهداف الجيش الأوكراني خطوط الإمداد الروسية بأسلحة حديثة تسلّمها من الغرب.
ولم يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إعلان الانسحاب.
لكن اثنين من حلفائه الرئيسيين، الذين كانوا ينتقدون أداء القوات الروسية في السابق، رحبا بهذه الخطوة.
وقال يفغيني بريغوزين، مؤسس مجموعة مرتزقة فاغنر، إنه على الرغم من أن القرار "لم يكن خطوة تدل على الانتصار"، فمن المهم "ألا تتألم، وأن لا تصاب بجنون العظمة، ولكن من الضروري استخلاص النتائج والعمل على تصحيح الأخطاء".
وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف إن الجنرال سوروفكين تصرف "كجنرال عسكري حقيقي، لا يخشى النقد".
وعلى الرغم من تباطؤ التقدم الأوكراني في الأسابيع الأخيرة، أصبحت خطوط الإمداد الروسية عبر نهر دنيبرو صعبة بشكل متزايد بعد أن دمرت الصواريخ الأوكرانية الجسور القليلة عبر النهر.
وقبل الانسحاب، نقلت روسيا آلاف المدنيين إلى خارج المدينة عن طريق القوارب، فيما وصفته أوكرانيا بأنه عملية ترحيل.
فيديو قد يعجبك: