ترامب يستعد للإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة
واشنطن - (ا ف ب)
على الرغم من خروجه ضعيفا من انتخابات منتصف الولاية بسبب أداء مرشحي الحزب الجمهوري، إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يبدو مصمما على العودة إلى الساحة السياسية، مع ترقب إعلانه الثلاثاء ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية للعام 2024. وصل ترامب إلى البيت الأبيض سنة 2016، ما شكل مفاجأة سياسية، وقد تمرد على كافة الأعراف خلال عهده الرئاسي قبل أن يغادر واشنطن وسط فوضى عارمة لا يمكن تصورها إثر خسارته أمام الرئيس الحالي، الديمقراطي جو بايدن، وهو ما لم يعترف به أبدا.
يرتقب أن يعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسميا الثلاثاء ترشحه للانتخابات الرئاسية للعام 2024، على الرغم من نتائج غير مرضية لحزبه في انتخابات منتصف الولاية وآخرها خسارة المرشحة الجمهورية لمنصب حاكم ولاية أريزونا.
ودعا الملياردير الجمهوري الصحافة إلى مقره إقامته الفخم بمارالاغو في ولاية فلوريدا الثلاثاء عند الساعة التاسعة مساء (2,00 ت غ الأربعاء) للإدلاء بـ "إعلان كبير".
وترامب المعروف بتقلب مواقفه قد يغير رأيه في اللحظة الأخيرة، غير أنه لم يخف في الأشهر الأخيرة رغبته في أن يترشح للرئاسة مجددا في العام 2024.
وتأجيل الإعلان الآن، كما قيل إن بعض مستشاريه اقترحوا عليه، سيكون أمرا محرجا جدا نظرا إلى تفاخر ترامب بأن خطابه "سيكون ربما أهم خطاب في تاريخ الولايات المتحدة".
وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال ليلا "نأمل أن يكون هذا اليوم، أحد أهم الأيام في تاريخ بلدنا".
"موجة حمراء"
لكن في مؤشر جديد على أن ترامب وأنصاره لا يتحكمون بالآلة الانتخابية كما فعلوا في السابق، أفادت وسائل إعلام أن كاري ليك، المشككة في المؤسسات وفي نتائج الانتخابات السابقة، خسرت سباق الفوز بمنصب حاكم أريزونا.
أعطت النتائج هذه دفعا لمعارضي ترامب الجمهوريين واستنزفت معظم زخمه السياسي قبل الإطلاق المرتقب لحملته الانتخابية الثلاثاء.
في 2016 وصل ترامب والجمهوريون إلى السلطة وسيطروا على البيت الأبيض وحازوا على الأغلبية في مجلسي الكونجرس.
لكن الديمقراطيين استعادوا الأغلبية في مجلس النواب في العام 2018 بعد حملة واسعة ضد نهج ترامب المدمر. وحصلوا أيضا على الأغلبية في مجلس الشيوخ ورئاسة البيت الأبيض مع فوز جو بايدن بانتخابات العام 2020.
وكشف بايدن مؤخرا أنه ينوي الترشح لولاية ثانية، لكنه لفت إلى أنه سيتخذ قرارا نهائيا بهذا الصدد العام المقبل.
غادر ترامب واشنطن في حالة من الفوضى بعد أسبوعين من اقتحام أنصاره مقر الكونجرس الأمريكي. لكنه اختار البقاء في الساحة السياسية ومواصلة تجييش مناصريه وتنظيم تجمعات انتخابية في مختلف أنحاء البلاد.
وقبل انتخابات منتصف الولاية هذا الشهر والتي كان يتوّقع أن يهزم فيها الديمقراطيون، شكل إنكار فوز بايدن في انتخابات 2020 اختبارا أساسيا للمرشحين للفوز بتأييد ترامب السياسي.
لكن "الموجة الجمهورية" المتوقعة لم تتحقق وسيحافظ الديمقراطيون على سيطرتهم على مجلس الشيوخ.
وفي مجلس النواب الذي لم يحسم أمره بعد، يبدو أن الجمهوريين سيحصلون على أغلبية ضئيلة.
ووجه النائب السابق لترامب، مايك بنس انتقادات لاذعة في ساعة متأخرة الإثنين، وقال لشبكة إيه بي سي الإخبارية إن ترامب كان "متهورا" في السادس من يناير 2021 يوم أحداث الكابيتول وبأنه أبلغ الرئيس أن ليس لديه السلطة لمنع المصادقة على الانتخابات من جانب واحد، كما سعى ترامب.
لكن بنس رفض الإجابة مباشرة على مسألة تولي ترامب الرئاسة مرة أخرى. وقال في المقابلة "الأمر متروك للشعب الأمريكي لكنني أعتقد أنه سيكون لدينا خيارات أفضل في المستقبل".
شعبية لا يمكن إنكارها
يوجه جزء من المحافظين اهتمامهم حاليا إلى منافس آخر محتمل للانتخابات الرئاسية في 2024 هو حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس.
وظهر النجم الصاعد من اليمين المتشدد والبالغ من العمر 44 عاما بشكل قوي بعد فوزه المدوي حين أُعيد انتخابه على رأس الولاية الجنوبية الشرقية، ويبدو أنه مستعد لتحدي الرئيس السابق.
وينظر إلى إعلان الثلاثاء على أنه فرصة لترامب لتحطيم فرص أي من منافسيه المحتملين، بمن فيهم ديسانتيس وبنس الذي سينشر مذكراته في اليوم نفسه.
حتى اللحظة، يحتفظ ترامب بشعبية لا يمكن إنكارها مع قاعدة من المشجعين المتعصبين له الذين يرتدون قبعات البيسبول الحمراء ويتدفقون إلى تجمعاته الانتخابية. وتشير غالبية الاستطلاعات إلى أنه سيكون في طليعة نتائج انتخابات تمهيدية افتراضية للحزب الجمهوري.
يمكن أن يعيق طموح ترامب للعودة إلى البيت الأبيض عدد من التحقيقات في سلوكه قبل ولايته الأولى كرئيس وخلالها وبعدها، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى استبعاده.
وتشمل هذه التحقيقات اتهامات شركته العائلية بالاحتيال ودوره في الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021 وتعامله مع وثائق سرية في مقر إقامته الفخم في مارالاغو في ولاية فلوريدا والذي قام مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) بتفتيشه في أغسطس.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: