لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مهندسان لبنانيان يزرعان "الذهب الأحمر" لمواجهة الأزمة بطريقة مختلفة

02:55 م الأربعاء 16 نوفمبر 2022

لبنان

بيروت- وكالات:

عندما ضربت الأزمات لبنان بشدة، اتجه المهندسان المعماريان كارل كرم وجهاد فرح إلى زراعة وإنتاج الزعفران لإيجاد سبب لبقائهما في البلد و"المواجهة بطريقة مختلفة".

يشرح كارل كرم، وهو مهندس معماري ومزارع زعفران، ذلك لتلفزيون رويترز، قائلا "بالألفين وعشرين قررنا مع كل اللي كان عم بيصير بالبلد، نلاقي شيء تانظل (حتى نبقى) فيه بلبنان نواجه بطريقة مختلفة، الزراعة كنا بنسمع كتير فيها بس ما كنا قراب عليها. وكان فيه فكرة الزعفران اللي هي بلشت بالألفين وسبعتاشر كحلم هيك، فكرة واسعة".

ويقف كرم بجانب حقل، مساحته هكتار واحد مربع(حوالي 2.5 فدان)، مزروع بأزهار أرجوانية صغيرة. من خيوطها الحمراء، التي تسمى مياسم، تُصنع توابل الزعفران الذي يوصف بأنه الذهب الأحمر.

وهذه الأرض خاصة بصديق لكرم وفرح أتاحها لهما تشجيعا لمشروعهما. وبدأ المهندسان المعماريان إنتاج أغلى التوابل في العالم عام 2020 وهما الآن في عامهما الثاني من الإنتاج.

وأضاف كرم "ما بنسمع إنه حدا بيزرع زعفران، بالتالي الفكرة كان فيه فكرة نمو كمان، ندخل زراعة جديدة، مش بس بديلة، فكرة المشروع أصلا إنه ندخل نحنا هادي الزراعة على كذا مجتمع. المجتمع بيصير شريكنا إذا بدك بزراعة الزعفران وبتحضيره. اليوم اللي عايزينه مش كتير، مش عايزين مي (مياه) عايزين بس أرض وناس قادرة تشتغل، والشغل ما إنه فلاحة وقاسية، والبنات فيها تشتغل بهدا الشغل وبسهولة أكتر".

وبمساعدة امرأة في سهل البقاع اللبناني، يجمع المهندسان الزعفران ويتم عد الزهور التي تم قطفها في سلال ثم فصلها وتجفيف الخيوط الحمراء يدويا، في عملية دقيقة تؤثر على الجودة.

وللحصول على 100 جرام فقط من الزعفران يحتاج المزارعان إلى عدد 50 ألفا من مياسم النبات. وهناك نحو ثلاثة مياسم في المتوسط في كل نبتة.

ويواصل كل من كرم وفرح عملهما كمهندسين معماريين، إضافة إلى مشروعهما كمنتجين للزعفران.

يقول كرم (35 عاما) إن ما جذبه لإنتاج الزعفران هو مدى تشابهه مع الهندسة المعمارية في دقة العملية ومدى حساسية وصبر المرء في كلتا الممارستين.

ومن جانبه يرى فرح أن الزراعة قد تكون أحد الحلول لأسوأ أزمة اقتصادية في لبنان، لا سيما في سهل البقاع الخصب، حيث أثر انهيار الليرة اللبنانية بشكل كبير على المزارعين وقوتهم الشرائية.

وبينما كان يجمع مياسم الزعفران، قال فرح لتلفزيون رويترز "بهادي المرحلة، الأزمة اللي جايين عليها أو اللي احنا صرنا بنصها هلأ، يمكن الزراعة تكون هي واحدة من الحلول، زراعة الزعفران ليش؟.

لأنه هاي الأرض بتطلع زعفران وهو يعني منتوج بالجودة اللي بنطلعها قادرين إن احنا نكون بننافس فيه عالميا، وهو منتوج جديد، تاريخيا كانوا بيقولوا إنه ما بيطلع الزعفران بلبنان واللي هو خطأ شائع إذا بدك، وشوية أبحاث عملناها طلع معنا إنه لا، فينا نطلع زعفران وفينا نطلع زعفران بجودة كتير عالية، وهيدا الموضوع مثبت بالمختبر، وهيدي تاني سنة نحنا عم ننتج".

وأضاف فرح "أنا كتير مسافر يعني إذا بدك على أكتر من 50 دولة حول العالم، ولا مرة كنت متخيل إنه حكون عم بزرع وأقطف وأفقي زعفران أو منتج تاني، كان نمط الحياة اللي كنا عايشينه كان كتير مليح، بس أنا كمان بحب هيدا البلد، بحب لبنان وحقيقة بدي أظل أعيش بلبنان".

ومعروف أن إيران هي المنتج الرئيسي للزعفران على مستوى العالم، تليها الهند.

ويستخدم الزعفران في الغالب كتوابل في بعض المأكولات، لكن يتم تضمينه أيضا في العلاجات العشبية ومنتجات التجميل. ونظرا لسعره الباهظ ولوجود العديد من الفوائد فيه يُعرف باسم "الذهب الأحمر".

ويوضح حسن مخلوف، وهو أستاذ جامعي ومتحمس لزراعة الزعفران، أن زراعته يمكن أن تساعد في توظيف ما بين أربعة آلاف و خمسة آلاف أُسرة بعائد اقتصادي يصل إلى عشرات الملايين من الدولارات سنويا لو تم توفير الأدوات اللازمة.

ويوصي مخلوف بشدة بزراعة الزعفران كبديل لزراعة القنب غير القانونية، والذي طالما زُرع علانية في منطقة البقاع اللبنانية.

ويوضح الأستاذ الجامعي أن زراعة الزعفران لا تحتاج إلى الماء مثل المحاصيل الأخرى.

لكن هذه الزراعة تحتاج إلى دقة ومتابعة جيدة في عملية قطف الإنتاج وتعبئته للحفاظ على جودته وقيمته.

وبخصوص ذلك يقول كرم بينما كان يقف عند آلة ضرورية في الحفاظ على قيمة الزعفران المنتج "اللي عم نعمله هلا إنه عم نحدد نسبة الرطوبة بالزعفران اللي هي لازم تكون بين 8 و 12 بالمية، إذا أكثر من 12 بالمئة فيه ضرر ع الزعفران بعد ما نعلبه، وإذا أقل من 8 بالمئة بيكون صار كتير رقيق وإذا بدك بيكسر، هادي المكنة اللي عم نشتغل عليها بتخلينا ندقق بالزبط قد إيه نسبة الرطوبة بالزعفران".

يشار إلى أن النظام المالي اللبناني انهار في 2019، مما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من السكان في براثن الفقر وإصابة البنوك بالشلل وإثارة أكبر موجة هجرة من البلاد منذ الحرب الأهلية 1975-1990.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان