الصين تغلق منطقة تضم أكبر مصنع لإنتاج "آيفون" في العالم بسبب كورونا
بكين - (بي بي سي)
أغلقت السلطات الصينية منطقة في مدينة تشنغتشو، التي تضم أكبر مصنع لأجهزة الآيفون في العالم، في ظل الإجراءات الصارمة التي تتخذها الدولة لمواجهة فيروس كورونا.
بدأ الإغلاق يوم الأربعاء، ومن المقرر أن يستمر لمدة سبعة أيام.
وقد يكون لهذه الخطوة تأثير على إنتاج جهاز "آيفون 14" الجديد، الذي يُصنع في مصنع فوكسكون بالمدينة.
وتستمر معاناة الشعب الصيني والشركات الصينية بسبب السياسة الصارمة التي يتبعها الرئيس شي جين بينغ لعدم انتشار الوباء.
ويوم الأربعاء، قالت السلطات المحلية إن إغلاق المنطقة الاقتصادية بمطار تشنغتشو سيبدأ على الفور وينتهي في منتصف النهار بالتوقيت المحلي في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني.
وعُلقت خدمات النقل العام ووُجهت نصائح للناس بالعمل من المنزل، وفقا لإشعار رسمي على منصة "وي تشات" للتواصل الاجتماعي.
وقال مسؤولون إنهم "سيقمعون بكل حزم جميع أنواع انتهاكات القوانين".
يذكر أن تشنغتشو هي عاصمة مقاطعة خنان في وسط الصين ويقطنها حوالي 10 ملايين نسمة.
وأبلغت المدينة عن 167 إصابة محلية بالفيروس في الأيام السبعة السابقة للسبت الماضي، مقابل 97 إصابة في الأسبوع السابق.
ويأتي هذا الإغلاق في وقت مهم بالنسبة لشركة آبل، بعد وقت قصير من إطلاق جهاز آيفون 14، وقبل مواسم التسوق الهامة في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة القمرية الجديدة (رأس السنة الصينية).
وينتج مصنع فوكسكون في تشنغتشو، والذي يعمل به نحو 200 ألف عامل، غالبية هواتف آبل الجديدة.
ويوم الثلاثاء، قال مصنع فوكسكون إنه ضاعف مكافآته اليومية أربع مرات في مركز التصنيع بعد انقطاع العمال عن الذهاب للعمل خلال فترة الإغلاق.
وقال المصنع إن مكافآت عمال خط التجميع سترتفع إلى 400 يوان (55.02 دولارا) في اليوم.
وقال المصنع أيضا إن الأشخاص الذين يعملون لأكثر من 25 يوما في الشهر في المصنع سيحصلون على مكافأة أقصاها 5,000 يوان، مقارنة بـ 1,500 يوان في السابق.
وأضاف أن أولئك الذين سيبذلون "جهودهم الكاملة" في نوفمبر/تشرين الثاني - دون الحصول على أي إجازة - يمكن أن يحصلوا على مكافأة إجمالية تزيد عن 15 ألف يوان عن هذا الشهر.
وقال المصنع إن هذه المكافآت هي جزء من جهد "لاستئناف الإنتاج المنظم تدريجيا" و"نشكر زملائنا الموظفين على المثابرة".
ولم يقدم المصنع حتى الآن أي إحصاء رسمي لعدد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا فيه.
ويوم الأربعاء الماضي، قال مصنع فوكسكون إن "عددا صغيرا من الموظفين" في مدينة تشنغتشو "تأثروا بالوباء" وجرى تزويدهم "بإمدادات مادية وراحة نفسية واستجابة سريعة".
وأضاف: "في الوقت الحالي، تتقدم أعمال الوقاية من الوباء في مدينة تشنغتشو بشكل مطرد، والتأثير على المجموعة يمكن السيطرة عليه. ولا تزال التوقعات التشغيلية لهذا الربع من العام دون تغيير".
ومع ذلك، أظهرت لقطات جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ومن قبل مراسل بي بي سي في الصين ستيفن ماكدونيل، عمالا يقطعون مسافات طويلة على أقدامهم للعودة إلى منازلهم، في محاولة لتجنب العدوى بالفيروس في وسائل النقل العام.
وقال عامل يبلغ من العمر 22 عاما، يُلقب بشيا، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن الأمر كان عبارة عن "فوضى تامة في المباني" التي كان يعيش فيها هو وزملاؤه.
كما زعم العمال أن المنطقة المحيطة بالمصنع قد أُغلقت لأيام، مع عزل العمال المصابين بالفيروس وخضوعهم لاختبار يومي في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس.
وقال مصنع فوكسكون يوم الأحد إنه لم يعد يطلب من العمال في المصنع تناول وجبات الطعام في غرفهم "لتحسين معدلات الراحة والرضا بين الموظفين".
وأضاف المصنع أنه يعمل مع الحكومة المحلية لتوفير "خدمة عودة منظمة من نقطة إلى نقطة" للعمال الذين يريدون العودة إلى ديارهم.
لكن من غير الواضح الآن كيف سيتمكن العمال من العودة إلى ديارهم بعد إغلاق المنطقة. ولم يرد فوكسكون وآبل على الفور على طلب بي بي سي للتعليق على الأمر.
وتضررت شركات أخرى في الصين من تفشي فيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أكدت شركة "نيو" الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية أنها علقت الإنتاج في اثنين من مصانعها في مدينة خفي شرقي البلاد.
وذكرت الشركة هذا الأسبوع أنها سلمت أكثر من 10,000 سيارة في أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت الشركة إن الأرقام "مقيدة بتحديات التشغيل في مصانعنا، وكذلك بتقلبات سلسلة التوريد بسبب حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق معينة في الصين".
فيديو قد يعجبك: