"أسوشيتيد برس": بعد 14 عاماً.. الناتو يجدد تعهده لأوكرانيا
واشنطن - أ ش أ
سلطت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية الضوء على اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ينطلق غداً الثلاثاء ولمدة يومين في العاصمة الرومانية بوخارست، وأبرزت تحديداً اعتزام الحلف تجديد التعهد الذي قطعه لأوكرانيا، في المكان نفسه قبل 14 عاماً، بأن تنضم إليه .
وافتتحت الوكالة تقرير لها اليوم الاثنين قائلة إن الناتو يعود إلى مسرح أحد أكثر قراراته إثارة للجدل، عازماً على تكرار تعهده بأن أوكرانيا - التي تعاني الآن في الشهر العاشر من الحرب - ستنضم يوماً ما إلى أكبر تحالف عسكري في العالم.
وأوضحت أن اجتماع وزراء الخارجية سيعقد في قصر البرلمان في بوخارست، وهو المكان الذي أقنع فيه الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش، في أبريل 2008، حلفاءه بفتح باب الناتو أمام أوكرانيا وجورجيا، على الرغم من الاعتراضات الروسية الشديدة.
وجاء في بيان صدر عن الزعماء آنذاك "الناتو يرحب بتطلعات أوكرانيا وجورجيا الأوروبية الأطلسية للحصول على عضوية الناتو. وقد اتفقنا اليوم على أن هاتين الدولتين ستصبحان عضوين في الناتو"، وهو ما وصفه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي كان حاضراً القمة، بأنه "تهديد مباشر" لأمن روسيا.
ويشير التقرير إلى أنه "بعد حوالي أربعة أشهر، غزت القوات الروسية جورجيا".
ويصف بعض الخبراء القرار الذي اتخذ في بوخارست بأنه خطأ فادح جعل روسيا تشعر بأن الناتو محاصرة من جانب الناتو الذي يبدو أنه يتوسع باستمرار. ويرد حلف الناتو بأنه لا يضغط على الدول للانضمام، وأن البعض طلب العضوية للحصول على الحماية من روسيا - كما تفعل فنلندا والسويد الآن، بحسب التقرير.
ويمضي التقرير قائلاً "بعد أكثر من 14 عامًا، سيتعهد حلف الناتو هذا الأسبوع بدعم أوكرانيا على المدى الطويل في الوقت الذي تدافع فيه عن نفسها ضد الهجمات الجوية والصاروخية والبرية الروسية - التي أصاب العديد منها شبكات الطاقة والبنية التحتية المدنية الأخرى، مما حرم الملايين من الكهرباء والتدفئة " .
وكما تعهد الأمين العام، ينس شتولتنبرج، الأسبوع الماضي، سيستمر الناتو في الوقوف مع أوكرانيا لأطول فترة ممكنة.
وانضمت مقدونيا الشمالية والجبل الأسود إلى المنظمة التي تتزعمها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. وقال شتولتنبرج في هذا الصدد: "لقد أظهرنا أن باب الناتو مفتوح وأن قرار العضوية يعود إلى حلفاء الناتو والدول المتطلعة للانضمام. وهذه هي الرسالة أيضاً إلى أوكرانيا".
ومن المرجح أن يشهد هذا التجمع في بوخارست تقديم حلف شمال الأطلسي تعهدات جديدة بتقديم دعم بمعدات غير فتاكة لأوكرانيا: الوقود ومولدات الكهرباء والإمدادات الطبية والمعدات الشتوية وأجهزة التشويش على الطائرات المسيرة، بحسب التقرير.
ومن المرجح أيضاً أن تعلن دول في الحلف عن إمدادات جديدة من المعدات العسكرية لأوكرانيا - وخاصة أنظمة الدفاع الجوي التي تطلبها كييف بشدة لحماية أجوائها، أما الناتو كمنظمة فلن يقدم مثل هذه الإمدادات، لتجنب الانجرار إلى حرب أوسع مع روسيا المسلحة نووياً.
لكن وزراء خارجية الناتو، إلى جانب نظيرهم الأوكراني، دميترو كوليبا، سيبحثون ما هو أبعد من ذلك. وصرح شتولتنبرج قائلاً "على المدى الطويل، سنساعد أوكرانيا على الانتقال من معدات الحقبة السوفيتية إلى معايير الناتو وعقيدته وتدريباته الحديثة".
ولن يؤدي ذلك إلى تحسين قدرات القوات المسلحة الأوكرانية ومساعدتها على الاندماج بشكل أفضل فحسب، بل سيلبي أيضًا بعض شروط العضوية.
ويرى التقرير أنه رغم ذلك لن تنضم أوكرانيا إلى الناتو في أي وقت قريب. فمع ضم شبه جزيرة القرم وسيطرة القوات الروسية والانفصاليين الموالين لموسكو على أجزاء من جنوب أوكرانيا وشرقها، ليس من الواضح كيف ستبدو حدود البلاد. ويعتقد العديد من حلفاء الناتو الثلاثين أن التركيز الآن يجب أن ينصب بشكل خاص على هزيمة روسيا.
وحتى مع تصاعد الضغوط الاقتصادية على العديد من الحلفاء - من ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، بالإضافة إلى التضخم، وجميعها تفاقم بسبب الحرب - لم يضغط شتولتنبرج على أوكرانيا للدخول في محادثات سلام، وفي الواقع يقول دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي وأوروبا إن بوتين لا يبدو مستعداً للجلوس على طاولة المفاوضات.
وقال أمين عام الناتو "معظم الحروب تنتهي بالمفاوضات"، "لكن ما يحدث على طاولة المفاوضات يعتمد على ما يحدث في ساحة المعركة. لذلك، فإن أفضل طريقة لزيادة فرص التوصل إلى حل سلمي هي دعم أوكرانيا".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: