كل ما نعرفه انتخابات التجديد النصفي.. وما تأثيرها على بايدن وترامب؟
كتبت- هدى الشيمي:
هل يتمكن الرئيس الأمريكي جو بايدن من النجاة من لعنة انتخابات التجديد النصفي؟ حتى الآن تتنبأ استطلاعات الرأي والاحصائيات أن الجمهوريين لديهم حظ أوفر، وآمال كبيرة في استعادة مجلس النواب.
يصوت ملايين الأمريكيين في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس لاختيار أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
وإذا تمكن الحزب الجمهوري من السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، فإنهم سيكونوا قادرين على قتل جدول الأعمال التشريعي المحلي الخاص بالرئيس الديمقراطي، وستتعثر قدرة الأخير على تمرير القوانين في مجلس النواب، حسبما ذكرت سي إن إن الإخبارية.
وبالنظر إلى الوضع الحالي، فمن المتوقع أن يشهد العامان المقبلان إدارة أمريكية تسيطر عليها حكومة منقسمة، ومواجهات غاضبة، وتحقيقات حزبية، وخلافات مالية.
ما هي انتخابات التجديد النصفي؟
الانتخابات النصفية أو انتخابات التجديد النصفي، تشمل سلسلة من عمليات الاقتراع على المستويين الوطني والمحلي، وتنظم كل عامين بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، ويتم بموجبها تجديد جميع المقاعد في مجلس النواب البالغ عددها ٤٣٥ مقعدًا، بالإضافة إلى 35 مقعدًا من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها ١٠٠، وحكام ٣٦ ولاية.
ما المتوقع حدوثه اليوم؟
جميع المقاعد الـ٤٣٥ مطروحة في مجلس النواب، حيث يقوم المشروعون بعملهم لمدة عامين، يسيطر الديمقراطيون حاليًا على المجلس بفارق ضئيل، في المقابل يحتاج الجمهوريون إلى خمسة مقاعد فقط للحصول على الأغلبية.
ولا يوجد مجال للديمقراطيين مجال للخطأ في سباقهم للسيطرة على مجلس الشيوخ، لا سيما مع محاولات الحزب الجمهوري المستميتة للسيطرة على مجلس النواب.
يتنافس المشروعون على ٣٥ مقعدًا من بين ١٠٠ يتألف منها مجلس الشيوخ، حيث يشغل فيها السياسيون مناصبهم لمدة ستة أعوام، منقسمة 50-50، وحاليًا يسيطر الديمقراطيون عليها منذ حصول نائبة الرئيس كامالا هاريس على تصويت معادل.
ولكن الجمهوريون لا يحتاجون إلا مقعد واحد فقط لتولي زمام الأمور.
ماذا يحدث في حالة فوز الجمهوريين؟
منذ فترة، يقول السياسيون في الحزب الجمهوري إنهم سيحولون حياة بايدن إلى مأساة في حالة فوزهم في الانتخابات، ولا يوجد أدنى شك في أنهم سيحاولون القضاء على آماله في إعادة ترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة.
وفي مقابلة مع شبكة (سي إن إن) قال السياسي الجمهوري كيفين مكارثي، أنه يخطط لإجراء جولة عنيفة من التحقيقات حول كل شيء حدث الفترة الماضية بداية من أسباب ظهور كوفيد-١٩، وصولاً إلى الانسحاب من أفغانستان.
ويخطط الجمهوريون إلى استهداف تعاملات هانتر بايدن التجارية، نجل الرئيس الأمريكي، وسيسعون إلى تشويه سمعته، وتعطيل التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووزارة العدل في الاتهامات الموجهة لترامب بتحريضه على العنف والشغب في أحداث الكايبتول في يناير ٢٠٢١.
ماذا تعني الانتخابات لبايدن؟
يُنظر إلى الانتخابات النصفية باعتبارها استفتاء على شعبية الرئيس. وأظهر وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز/إبسوس، أمس الاثنين، تراجع شعبية الرئيس الديمقراطي إلى 39٪.
إذا خالفت النتائج التوقعات وتمكن الديمقراطيين من الحفاظ على سيطرتهم على مجلسي الشيوخ والنواب، فإن بايدن سيحصل على دفعة قوية إلى الأمام، لاسيما فيما يتعلق بترشح الرئيس الديمقراطي- الذي يبلغ عامه الثمانين في غضون أسابيع قليلة- للانتخابات الرئاسية المقبلة.
حذّر بايدن الأمريكيين عشية الانتخابات من أن الديمقراطية على المحك في انتخابات التجديد النصفي التي تجري اليوم، و"هذه فرصتكم للدفاع عنها".
وقال بايدن أمام حشد من أنصار الحزب الديمقراطي في مهرجان انتخابي، الاثنين، في بوي بولاية مريلاند "نستشعر في داخلنا أن ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أن هذه اللحظة هي فرصتكم للدفاع عنها"، مضيفا "سنحقق ذلك".
ماذا تعني هذه الانتخابات بالنسبة لترامب؟
يتعامل الرئيس السابق مع الانتخابات باعتبارها اختبار لولاء الجمهوريين، الذين دفعوا ثمن تأييده بعد مزاعمه بتزوير الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠٢٠. ووفق سي إن إن، فإن قادة الحزب الجمهوري كانوا يفضلون إبقاء ترامب خارج السباق تمامًا، ولكنه لم يفعل ذلك.
لعب ترامب دورًا رئيسيًا في خسارة حزبه الأزرق لمجلس النواب في عام ٢٠١٨، ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض في عام ٢٠٢٠، وحسب (سي إن إن) فإنه إذا كان أداء الجمهوريين جيدًا اليوم، فسينسب الفضل للرئيس السابق، وفي حالة الخسارة سيلوم الجميع.
في كلتا الحالتين، على ما يبدو أن الرئيس السابق قرر العودة مرة أخرى في انتخابات الرئاسة ٢٠٢٤، وتقول (سي إن إن) إن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي يعني عودة ترامب مرة أخرى إلى السلطة.
فيديو قد يعجبك: