إعلان

فضيحة فساد في البرلمان الأوروبي.. هل توقيت فتح التحقيق مصادفة؟

10:05 م الثلاثاء 20 ديسمبر 2022

البرلمان الأوروبي

كتب- سلمى سمير:

عقب إيقاف أعضاء في البرلمان الأوروبي بتهم فساد أبرزهم نائبة رئيس البرلمان إيفا كايلي، ومزاعم تلقيهم رشاوى من دولة خليجية لتسهيل اتخاذ قرارات تصب في صالحها، أشارت بعض أصابع الاتهام إلى قطر، ويمثل اليوم بعض المتهمين أمام المحكمة الإيطالية، في استئناف لمواجهة اتهامات بالفساد وغسيل أموال ورشاوى.

وكررت قطر رفضها للاتهامات الموجهة أو ربطها بها في حديث الدبلوماسي القطري الأحد الماضي في بيان لدى الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى تأثير التحقيق المزمع بالسلب على العلاقات الدولية، وهو التعليق الثاني بعد تنديده الخميس الماضي بقرار تعليق وصول ممثلي قطر إلى البرلمان الأوروبي لحين انتهاء التحقيق، حيث ترى الدوحة أنه يتم اختصاصها بانتقادات وهجمات حصرية.

ويواجه البلد الخليجي عدة عقبات عقب نجاحه في تنظيم المونديال، مع إثارة البرلمان الأوروبي لفضيحة تلقي رشاوى من دولة خليجية وُجهت فيها أصابع الاتهام إلى قطر، في وقت حرج قبيل انتهاء المونديال بأيام معدودة حيث أنظار العالم كله متجهة إليها.

وأعلن البرلمان الأوروبي، عن فتح التحقيق بعد تنفيذ الشرطة البلجيكية عمليات مداهمة في مناطق متفرقة، وعثورها على مبالغ مالية طائلة في منازل المتهمين حسب وصفهم قُدرت بنحو 1.5 مليون يورو حسب بي بي سي.

ومن أبرز الشخصيات التي يتم التحقيق معها إيفا كايلي، نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، ومبعوثة البرلمان إلى منطقة الشرق الأوسط، جذبت كايلي الأنظار منذ دفاعها عن قطر أثناء الحملة التي مورست قبل وأثناء المونديال التي تضمنت حقوق المثليين ومنع الدوحة لهم من رفع شعارهم داخل بلادها الأمر الذي استفز للغاية الدول الغربية، تلى ذلك الأمر مناقشة قضية حقوق العمال في قطر وبالتحديد عمال البناء المجهزين للمونديال.

وينفي محامي كايلي التهم الموجهة إلى موكلته التي جُردت من صلاحياتها كنائبة في البرلمان الأوروبي، وفصلت من حزب الحركة الاشتراكية اليونانية في يسار الوسط.

ويشار إلى أن التحقيقات حول شبهة فساد لم تكن وليدة اللحظة، مع إعلان المدعي العام أن الشرطة البلجيكية اشتبهت في تأثير إحدى دول الخليج على قرارات البرلمان الأوروبي السياسية والاقتصادية وفقاً لـ"سي إن إن".

هل توقيت فتح التحقيق مصادفة؟

قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق لمصراوي، إن توقيت فتح التحقيق والإعلان عنه خلال نهائيات كأس العالم واتهام قطر بدون دليل بتقديم رشوة لنائبة رئيس البرلمان التي كانت مبعوثة البرلمان للشرق الأوسط، يُعد "أمرًا مثيرًا" منوهًا في الوقت نفسه أنه لا يستبعد وجود فساد مع عثور الشرطة على مبالغ ضخمة في منزله نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، بالإضافة إلى آخرين، لكن الإعلان وتوجيه الاتهام لدولة معينة فيه جزء من التشويش على نجاح قطر في تنظيم المونديال، بشهادة رئيس اتحاد الكرة العالمي الذي قال إنه أكثر مونديال تنظيما شهده.

ونبه رخا أن الحادثة ليست الأولى فسبقها إثارة مسألة المثليين التي تم تناولها يوميًا في جميع نشرات الأخبار، وتخصيص برامج لمناقشة موضوع المثليين، في أمر وصفه بابتعاده عن المهنية، وذكر بالحملة الدعاية قبل المونديال بـ5 سنوات والتي ناقشت حقوق العمال في قطر التي طلبت منهم إرسال لجان من منظمة العمل الدولية للتحقيق في وضع العمال وكان الرد بعدم إرسال أحد، لافتا لسعي بريطانيا لاستضافة وتنظيم كأس العالم، التي نظمته قطر بالمقابل بطريقة غير مسبوقة الأمر الذي جعل دول أوروبا تشعر أن الدول العربية تستطيع فعل الكثير.

ويرى طارق فهمي، المحلل السياسي، أن هناك محاولة لتسييس الموقف، قائلاً إن هدف التحقيق في هذا التوقيت خلال نهائيات كأس العالم محاولة للتشويش على الحدث، مضيفاً أنه يوجد ضغوط على قطر لمراجعة موقفها وما سوف ينتهي إليه، منبهًا أنه ستطالها عقوبات.

وأضاف: "لم تكن تلك المرة الأولى التي تواجه فيها الدوحة انتقادات، فسبق أن حقق الفيفا في بعض الاتهامات الموجهة إلى قطر حتى انتهى الأمر بحفظها لكن دلالة التوقيت هو إثارة الأمر قبل أن يغلق المونديال أبوابه".

هل يوجد ضغوطات؟

استبعد رخا مسألة وجود ضغوطات للحصول على أي مكاسب من خلال التحقيق، مشيرًا إلى أن الأمر بدأ منذ تحدث النائبة بحماس عن قطر ودفاعها كأنها مندوبة الدوحة وكان هذا ما استشعروه فبدأوا يبحثوا وراءها، حتى اكتشفوا أنه يتم الدفع لها لتقوم بهذا الدور وفقًا للمعلومات المتاحة في وسائل الإعلام الغربي، لكن غير معلوم إن كان الدفع من جانب قطر أم من دولة أخرى، لكن الفساد موجود في البرلمان الأوروبي، فالاتهام موجود ويشار فيه إلى الأعضاء.

ولفت طارق إلى أن الملف كان رياضي بالأساس لكنهم حاولوا تسييسه، فسبق ذلك وجود بعض التجاوزات كالعمالة الآسيوية والتأكيد على عملية السخرة فيها للإعداد للبطولة، لكن اختلط عليهم الحابل بالنابل، فلجأوا لفتح التحقيق مع انتهاء البطولة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان