إعلان

تتشابه مع رحلة تشرشل.. هل تعمق زيارة زيلينسكي لواشنطن الصراع الأوكراني؟

07:00 م الأربعاء 21 ديسمبر 2022

الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي


كتب- محمد صفوت:

مع استمرار الحرب الأوكرانية التي دخلت شهرها العاشر ولا يوجد مؤشرات بعد على قرب انتهائها، قرر الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، زيارة الولايات المتحدة العدو اللدود لروسيا في أول رحلة خارجية له منذ بداية الحرب، وسط ترحيب دولي بالزيارة وتحذير روسي من خطورتها. إذ تتزامن الزيارة مع نية الإدارة الأمريكية إرسال حزمة مساعدات دفاعية جديدة للبلاد تشمل أنظمة صواريخ باتريوت، حسبما أفادت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية.

وأعلن البيت الأبيض، الأربعاء عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن "يتطلع إلى الترحيب بزيلينسكي في البيت الأبيض، وبعد ذلك سيلقي الرئيس الأوكراني كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، مما يظهر الدعم القوي من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي لأوكرانيا". بينما حذر الكرملين من أن زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن واعتبر أنها سوف "تؤدي فقط لتصعيد الصراع".

تشبه زيارة تشرشل

ويرى ستيفن كولينسون، مراسل "سي إن إن" والصحفي المختص بشؤون البيت الأبيض، أن زيارة زيلينسكي ستكون لها أصداءً مؤثرة كما كانت زيارة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى واشنطن، قبل 81 عامًا بعد أيام من الهجوم الياباني على بيرل هاربور، التي عززت التحالف الذي فاز بعد ذلك بالحرب العالمية الثانية وبنى العالم الديمقراطي بعد الحرب.

في خطاب سابق أمام البرلمان البريطاني ألقاه الرئيس الأوكراني عبر الفيديو، قارن خلاله بين مقاومة بلاده ضد روسيا وما فعلته بريطانيا ضد النازيين في الحرب العالمية الثانية. بزيارته الحالية لوشنطن ستزيد أوجه التشابه لقاء تشرشل والرئيس فرانكلين روزفلت.

ويرى الكاتب أن لزيارة زيلينسيكي العديد من المكاسب، حيث أنها ستعزز زمريًا دور الولايات المتحدة كمدافع قوي عن الديمقراطية وسط الحرب المريرة المندلعة في أوكرانيا، وستلقي الضوء على الدور التاريخي لبايدن في إحياء التحالف الغربي الذي أبقى الاتحاد السوفيتي في مأزق، ويتصدى حاليًا لتوسع موسكو، كما وستحمل توبيخًا علينًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

صواريخ "باتريوت" بعيدة المدى

ويؤكد الكاتب، أن استقبال بايدن لنظيره الأوكراني، ستكون دليلاً وعلامة واضحة على الدعم الأمريكي والغربي لمعركة أوكرانيا ضد الرئيس الروسي الذي يرى أن ليس لكييف الحق في الوجود. وصف النائب الديمقراطي عضو لجنة الدفاع روبين جاليجو، زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن بإنها "مهمة محددة" مضيفًا أن ما يحاول إحداثه هو رسم علاقة مباشرة بين دعم واشنطن والغرب وبقاء أوكرانيا.

وسائل الإعلام الأمريكية، تحدثت عن اعتزام بايدن الإعلان عن مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 1.8 مليار دولار تشمل أنظمة صواريخ "باتريوت" وقنابل دقيقة وتكنولوجيا تساهم في تحويل القنابل العادية إلى قنابل ذكية تساعدها في استهداف القوات الروسية بدقة.

ونقلت "سي إن إن" عن مصادر بوازرة الدفاع قولها، إن زيارة زيلينسكي تأتي في الوقت الذي يستعد فيه الكونجرس للتوقيع على 45 مليار دولار أخرى من المساعدات لأوكرانيا وحلفاء الناتو، مما يعمق التزام واشنطن لكييف.

وتمثل صواريخ باتريوت، أعمق نظام دعم مقدم لأوكرانيا منذ بداية الحرب، إذ اعتمدت واشنطن منذ اندلاع الحرب على تقييم شحنات الأسلحة والمساعدات المقدمة لكييف بهدف الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي، واتبعت معايير في المساعدات العسكرية مصممة بحذر بهدف تجنب صراع مباشر بين الناتو وروسيا، لكن صواريخ "باتريوت" (نظام دفاع جوي بعيد المدى) ما يعكس الاستراتيجية الأمريكية المتبعة منذ البداية، واعتبره الكاتب أنه "أعمق غوص أمريكي في الصراع حتى الآن".

ويقول ويسلي كلارك القائد الأعلى السابق للناتو في أوروبا، إن رحلة زيلينسكي تعكس لحظة حرجة عندما يمكن تقرير مصير الحرب التي لا يمكن لأوكرانيا الانتصار فيها دون دعم الولايات المتحدة المتقدم قبل أن تتمكن روسيا من إعادة تجميع صفوفها.

الكرملين يحذر من تصعيد الصراع

في تحذير الكرملين اليوم من الزيارة، أشار إلى أن تقديم منظومة "باتريوت" سيؤدي إلى تصعيد الصراع ولا يبشر بالخير، قائلاً، إن الدعم العسكري لأوكرانيا لا يزال مستمرًا ومدى الأسلحة يزداد توسعًا.

زيارة الرئيس الأوكراني لواشنطن تشمل إلقاء كلمة في الكونجرس، ويقول النائب الجمهوري كيفن مكارثي، إن على أوكرانيا ألا تتوقع "شيكًا على بياض" من مجلس النواب. إذ يرى بعض النواب أن مليارات الدولارات من الأموال النقدية التي تم إرسالها إلى أوكرانيا يجب أن تعزز الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع زيادة عدد المهاجرين.

ويرى الكاتب أن زيلينسكي سيحصل على الترحيب اللازم كما حدث مع تشرشل، ولكنه يأمل أن يعني الدعم الأمريكي الإضافي أن واشنطن "سحبت السيف من أجل الحرية وألقت الغمد بعيدًا"، كما قال تشرشل عن إدارة روزفلت في خطابه أمام الكونجرس.

يشار إلى أن صحيفة "فايننشال تايمز" منحت زيلينسكي لقب رجل العام 2022، "لأنه أثبت أن الشجاعة يمكن أن تكون معدية كالخوف" وقارنته الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل الذي قاد الحرب ضد النازيين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان