لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحرب الروسية الأوكرانية.. لماذا تلوح موسكو إلى اتفاق سلام؟

10:38 م الثلاثاء 27 ديسمبر 2022

الجيش الروسي

كتبت- سلمى سمير:

منذ أن استيقظ العالم صباح 24 من فبراير، على خبر اكتساح القوات الروسية للأراضي الأوكرانية، مر الصراع بين الجانبين بعدة مراحل أخطرها التلويح بالأسلحة النووية، حتى دعت موسكو منذ أيام قليلة لاتفاق سلام يجمع كل الأطراف، الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، للترحيب بالأمر اليوم، حيث أعرب عن استعداده للوساطة في المفاوضات.

واشترط جوتيريش، موافقة كل الأطراف على وساطته في قمة السلام بما فيهم روسيا، الأمر الذي وافقت عليه كييف حيث قال وزير الخارجية الأوكراني، ديمتري كوليبا، إن بلاده ترغب في عقد مفاوضات سلام بنهاية فبراير، تزامناً مع مرور عام على اندلاع الحرب، بوساطة الأمم المتحدة.

واتهمت كييف جارتها موسكو بأنها ليست شريكة سلام، وأن الدعوة للمفاوضات فقط للمماطلة وكسب الوقت من أجل إعادة بناء وتجميع قواتهم العسكرية، حيث قال المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، ألكساندر رودنييانسكي، إنه لا يمكن أبداً الوثوق بروسيا، لافتاً إلى أن موسكو تحاول إقناع العالم بالتوقف عن إرسال الدعم العسكري لكييف قائلاً "يجب عدم الوقوع في الفخ".

روسيا وأوكرانيا  أنطونيو جوتيريش يدعم إجراء تحقيق شامل في جرائم الحرب العبثية

وبينما التصريحات متلاحقة بشأن مبادرة السلام، شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن بلاده لم تتبع شروط أحد، في تأكيد على حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حين دعا للمفاوضات في ظل ظروف مقبولة، مع العلم أن بوتين حين تحدث سابقاً في سبتمبر الماضي عن مبادرة السلام استبعد انسحاب قواته من الأراضي التي ضمتها، في حين يدعو الجانب الآخر لضرورة انسحاب القوات الروسية كضمانة لأي بادرة سلام.

ودعا كوليبا، لحرمان روسيا من مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي، قائلاً إن كييف تدعو بوجوب استبعاد روسيا من مجلس الأمن والأمم المتحدة، مشيراً إلى أن الأمر موضع نقاش في الأوساط الدبلوماسية، سبقه في الرأي رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، والذي دعا لضرورة، تعليق عضوية روسيا في المجلس، وقال ميشيل، إنه لا يدعو إلى استبعاد روسيا لكن على الأقل تعليق عضويتها.

ويبدو أنه من الصعب قليلاً استبعاد روسيا من مجلس الأمن، فيرى نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، أن تنفيذ مقترح كوليبا يتطلب إجراء تعديلات جذرية في قوانين وأحكام الأمم المتحدة، والتي تتطلب بدورها موافقة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وثلثي الدول الأعضاء، مشيرا إلى أن قرارا كهذا لن يمر ببساطة، وفقاً لروسيا اليوم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ومع فشل كلا الجانبين في تحجيم تبعات الحرب على كل منهما، سواء روسيا التي لم تستطع تلافي تبعات الحزمات المتتالية من العقوبات، أو الغرب الذي يواجه مشكلات وضجر داخلي بسبب الصعوبة في توجيه الاقتصاد العالمي، ظهرت الحاجة للحديث على مفاوضات سلام، لكن هل حققت روسيا خسائر فادحة على أرض الواقع حتى دعت للسلام؟

فرغم رفضه الانسحاب، أقر بوتين بوجود صعوبات تواجه القوات الروسية في أوكرانيا، معترفاً بوجود مشكلات تواجه التعبئة الجزئية، قائلاً إن العملية العسكرية ستستغرق وقتاً أطول من الوقت المتوقع، وذكرت صحيفة فوكس نيوز الأمريكية، أن بوتين قال إن العملية العسكرية لن تسير وفقاً للمخطط الروسي، قائلاً في تصريحات متلفزة، بوجود مشاكل في الإمدادات والجنود الفارين ومعالجة الجرحى، وفق صحيفة بي بي إس الأمريكية.

خسائر الدب الروسي

على الرغم من أن موسكو لم تعلن صراحة خسائرها في العملية العسكرية على أوكرانيا حتى الآن، لكن تواردت التقارير عن الخسائر الروسية والتي لم تؤكدها موسكو أو تنفيها حتى الآن، فتجاوزت خسائر روسيا من الجنود 100 ألف جندي وفقاً لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، سبق هذا تقييم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بأن عدد القتلى الروس بلغ 80 ألف جندي في أغسطس الماضي.

وأشار بيان هيئة الأركان العامة، إلى أن روسيا تكبدت أكبر الخسائر على جبهات باخموت، وأفدييفكا وكوبيانسك، مضيفاً أن القوات لاقت خسائر فادحة في العتاد العسكري.

وقالت صحيفة فوكس نيوز الأمريكية، إن الخسائر الروسية يمكنها أن تغطي على الخسائر الأوكرانية مشيرة إلى تجنيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 300 ألف جندي في سبتمبر الماضي، ليضاعف عدد القوات المتواجدة على حدود الجارة الأوكرانية.

الحرب الروسية في أوكرانيا

ولم تستطع روسيا تفادي تأثير العقوبات الغربية على الاقتصاد، فوفقاً لتحليل أجراه البنك الدولي وصندوق النقد ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يعد عام 2022 عاماً سيئاً على الاقتصاد الروسي، ويتوقع التحليل انخفاض الناتج المحلي بنسبة 3.4 % في أفضل الحالات أو 4.5 في أسوأ الأحوال، ومن المتوقع استمرار الاقتصاد الروسي في الانكماش في عام 2023 بنسبة 5.6 في أسوأ التوقعات، وتشير التقديرات إلى ارتفاع معدل التضخم بشكل حاد نهاية

العام الجاري ليصل إلى 14 %، إضافة لانخفاض المؤشر الرئيسي لبورصة موسكو بأكثر من الثلث.

وليست تلك المرة الأولى التي تبدي فيها موسكو استعدادها لخوض اتفاق سلام مع جارتها الأوكرانية فسبقه مبادرة في مايو الماضي توسطت فيه تركيا وباء بالفشل تلاه إعلان روسيا استعدادها لمفاوضات في سبتمبر الماضي، لكنها كانت دون جدوى.

أقرا ايضا ..

ما هي السيناريوهات المحتملة للحرب الأوكرانية خلال 2023؟

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان