ترجمة خاطئة أثارت ذعر العالم.. متحور كورونا الجديد لا يدعى "يوم القيامة"

مصراوي

خلال الأيام القليلة الماضية، تداولت العديد من المواقع ووكالات الأنباء العالمية أنباء تفيد بظهور متحور جديد من كورونا في الصين يدعى "يوم القيامة".

المتحور الجديد الذي ظهر في الصين وأطلق عليه "يوم القيامة"، جاء بعدما سجلت منظمة الصحة العالمية بالفعل ظهور متحور من سلالة أوميكرون، شديد العدوى والانتشار.

لكن المتحور الذي سجلته منظمة الصحة العالمية والذي ينتشر حاليا في الصين وتسبب في إصابة الآلاف وارتفاع نسبة الوفيات به، لا يدعى "يوم القيامة" وإنما أطلق عليه اسم "BF.7". ويعود سبب هذا الالتباس إلى ترجمة مغلوطة لإحدى المقالات التي نشرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في يوم 23 ديسمبر 2022.

أزمة بالنظام الصحي

في الثالث والعشرين من ديسمبر الحالي انتشرت العديد من الأنباء التي تفيد بظهور متحور جديد من أوميكرون أحد متحورات كورونا، في الصين وتسبب في إصابة الملايين ووفاة الآلاف إضافة إلى تسببه في أزمة في النظام الصحي بالبلاد كونه الأشد والأكثر انتشارا، هذا المتحور تم إطلاق اسم "يوم القيامة" عليه.

وفقا لوكالة فرانس 24 ، فإنّ كآفة الأنباء التي تمّ تداولها بشأن ظهور متحور يوم القيامة ليس لها أي دليل علمي، فلم تشير آية دراسات بشأن ظهور ما يسمى بمتحور يوم القيامة، والذي يعتبر حسبما تداولت الأنباء الأكثر فتكا، حتى أنّ منظمة الصحة العالمية في مؤتمرها الآخير يوم الثاني والعشرين من ديسمبر أعلنت عن ظهور نسخا جديدة من سلالة أوميكرون "شديدة العدوى"، نافية أن تكون هذه النسخ، بينها "BF7"، أشد فتكا.

ترجمة غير دقيقة

ويبدو أن الالتباس المتعلق بمتحور "يوم القيامة" مصدره ترجمة حرفية وغير دقيقة إلى العربية لعنوان مقالة نشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية، حسبما ذكرت وكالة فرانس 24، فالصحيفة البريطانية عنونت مقالها الذي يتناول ارتفاع أعداد المصابين بـ Covid19 بشكل حاد في الصين كالتالي "فوضى Covid في الصين قد تتسبب بانتشار متحور يوم القيامة والذي من شأنه أن يعيد العالم إلى المربع الأول في مكافحة الوباء، كما يحذر الخبراء".

إلا أن الصحيفة استخدمت تعبير "متحور يوم القيامة" مجازيا حيث يمكن أن يترجم أيضا إلى "متحورٍ أشد فتكاً" بسبب سرعة انتشاره.

ارتفاع حاد

وتشهد الصين حاليا ارتفاعا حادا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا مثيرة بذلك قلق ظهور متحورات أخرى فرعية جديدة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصينية الإثنين انتهاء الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى البلاد.

فبعد ثلاث سنوات من العزلة، أدخل قرار بكين إلغاء الحجر الصحي للوافدين من الخارج البهجة إلى قلوب الصينيين الذين تهافتوا الثلاثاء على حجز تذاكر السفر، لكن، وفي ظل التفشي الهائل للعدوى في البلاد، أثار هذا الإعلان قلقا كبيرا في العالم من جديد.

ونقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها صحيفة الفاينانشال تايمز، عن نائب مدير المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية قوله إن 250 مليون شخص أصيبوا في الصين منذ الأول من ديسمبر، أي ما يعادل 18٪ من إجمالي السكان.

ووفقا لفرانس 24 فإنّ العدد الذي ذكرته الفاينانشال تايمز غير مؤكد رسميا ويستحيل التحقق منه ، خاصة بعدما أوقفت السلطات الصحية المحلية اختبارات الفحص الإجباري ونشر أي إحصاءات بشأن الوباء، لكن هناك أيضا شهادات عديدة كشفت عن اكتظاظ المستشفيات و محارق الجثث وأكدت مدى تأثير موجة هذه العدوى في السكان.