لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحزام والطريق.. تفاصيل قمم الرياض المنتظرة بين الصين والعرب

04:40 م الخميس 08 ديسمبر 2022

الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الصيني

كتبت – إيمان محمود

في خطوة نحو تعزيز العلاقات العربية-الصينية، وترسيخ التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات شتى، تستضيف الأراضي السعودية ثلاث قمم تُعقد على مدى ثلاثة أيام متتالية، حيث يشارك فيها الرئيس الصيني شي جين بينج، وأكثر من 30 قائد دولة، من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصل اليوم إلى العاصمة الرياض.

وأكدت الصين أن القمم التي انطلقت أولى أيامها، أمس الأربعاء، فرصة لتكريس الصداقة التاريخية مع العالم العربي، ومواصلة إثراء وتعميق معادلة التعاون الشاملة الأبعاد المتعددة المستويات والواسعة النطاق بين الجانبين.

ما القمم الثلاث؟

- القمة السعودية-الصينية:

تُعقد بمشاركة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ومن المقرر أن تُوقّع على هامشها اتفاقات، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق.

كما سيُعلن عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين، بحسب ما نقلته "العربية".

- قمة الرياض الخليجية الصينية للتعاون والتنمية:

تُعقد بهدف التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين، وبحث مجالات التنمية بين الجانبين، حيث من المُنتظر أن تشهد القمة توقيع خطة العمل المشتركة للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي والصين بين عامي 2022- 2025.

- قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية:

ستواصل الصين والدول العربية التعاون في بناء (الحزام والطريق)، وتوسيع نطاق التعاون العملي باستمرار في مجالات الغذاء والطاقة والاستثمار والتمويل والطب وغيرها، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بجودة أعلى وفي بعد أعمق.

كما ستواصل الصين والدول العربية تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي يدا بيد، بما يضخ مزيدا من الاستقرار للمنطقة التي تشهد التحولات والاضطرابات، ويضيف مزيدا من الطاقة الإيجابية لقضية السلام والتنمية.

علاقات تاريخية ومستقبل مشترك

على هامش القمة، أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا تسرد فيه تاريخ علاقتها بالدول العربية، مشيرة إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع مصر التي بدأت عام 1956، هي التي أطلقت "الذروة الأولى" لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية بأكملها.

وأوضحت أنه في عام 1965، تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكل من سوريا واليمن والعراق والمغرب والجزائر والسودان والصومال وتونس وموريتانيا وغيرها من الدول، وفي عام 1971، تم استعادة المقعد الصيني الشرعي في الأمم المتحدة، مما أتى بـ "الذروة الثانية" لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية، حتى عام 1978، تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكل من الكويت ولبنان وجزر القمر والأردن وعمان وليبيا وغيرها من الدول.

أما الذروة الثالثة، بحسب تعبير الخارجية الصينية، كان في نهاية عام 1978، حيث بدأت الصين تنفذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وبالتالي إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية، وحتى عام 1990 تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكل من جيبوتي والإمارات وقطر وفلسطين والبحرين والسعودية وغيرها من الدول، إلى هنا تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وجميع الدول العربية.

وفي مقال نشره الرئيس الصيني في صحيفة "الرياض"، أكد أن بلاده "ستعمل مع الدول العربية على تكريس روح الصداقة فيما بينها وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وستواصل الصين والدول العربية رفع راية عدم التدخل في الشؤون الداخلية عاليا، وتتبادل الدعم الثابت لبعضها البعض في الحفاظ على السيادة وسلامة الأراضي، وتعمل معا على الدفاع عن الإنصاف والعدالة الدوليين".

وتابع "كما ستواصل الصين والدول العربية التعاون في بناء (الحزام والطريق)، وتوسيع نطاق التعاون العملي باستمرار في مجالات الغذاء والطاقة والاستثمار والتمويل والطب وغيرها، بما يحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بجودة أعلى وفي بعد أعمق، وستواصل الصين والدول العربية تنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي (يدا بيد)، بما يضخ مزيدا من الاستقرار للمنطقة التي تشهد التحولات والاضطرابات، ويضيف مزيدا من الطاقة الإيجابية لقضية السلام والتنمية، وستواصل الصين والدول العربية تكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، لتجاوز الفوارق الحضارية والصراع الحضاري بالتواصل والتنافع بين الحضارات، وتعزيز التعارف والتقارب بين الشعوب، بما يبني حديقة تزدهر فيها كافة الأنواع من زهور الحضارات".

وحول علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الخليجية.. اعتبر الرئيس الصيني مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من المنظمات الإقليمية الأكثر حيوية في العالم، وتعد دول مجلس التعاون الخليجي محورا جغرافيا يربط آسيا وإفريقيا وأوروبا لما لها من الميزة الجغرافية البارزة، وكنز الطاقة الذي يغذي الاقتصاد العالمي لما لها من موارد وطاقة غنية يشكل احتياطي النفط والغاز منها 20% و30% من احتياطيات العالم كل على حدة، وأرضا خصبة لتطوير صناعات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة؛ لما لها من روح الريادة والمبادرة، وعلى مدى أكثر من 4 عقود ماضية، يعمل المجلس على بناء "سوق موحدة واقتصاد موحد ومنظومة مالية موحدة"، ويلعب دورا متزايد الأهمية في الشؤون الدولية والإقليمية.

وقال: "تشهد العلاقات القائمة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي تطورا سليما ومستقرا منذ زمن طويل، ويتميز التعاون بين الجانبين في شتى المجالات بنطاق واسع وأبعاد عميقة ونتائج مثمرة، وتطورت العلاقات الصينية الخليجية بشكل مزدهر وحققت إنجازات مثمرة في العقد الماضي، على سبيل المثال تبقى الصين أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي وأكبر مستورد لمنتجاته البتروكيمياوية، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 230 مليار دولار أمريكي، وتجاوزت واردات النفط الخام من دول المجلس عتبة 200 مليون طن في عام 2021، وأجرى الجانبان تعاونا معمقا وواسع النطاق في المجالات التقليدية مثل الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية والاستثمار والمالية، ويشهد التعاون بينهما زخما متناميا في مجالات التكنولوجيا الحديثة والمتقدمة مثل الجيل الخامس للاتصالات والطاقة الجديدة والفضاء والاقتصاد الرقمي، وأن العلامات الجديدة مثل "الصناعة الذكية" وخارطة الطريق الجديدة للصناعات تبشر بأفق جديد للتنمية بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان