لماذا يثير تحرك يخت بوتين الخاص الخوف أكثر من تحركات الجيش الروسي؟
كتبت- هدى الشيمي:
بينما يتابع العالم تطورات الأزمة الروسية- الأوكرانية التي بلغت أشدها مع التوقع بغزو موسكو لجارتها الأصغر في أي وقت هذا الشهر، أثار التحرك المريب لليخت الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكثير من التساؤلات، واعتبرته بعض الصحف العالمية أمرًا يثير الخوف أكثر من تحركات الجيوش الروسية.
حشدت روسيا مئات الآلاف من القوات الروسية على حدود الجمهورية السوفيتية السابقة، وزادت حدة الخطاب الروسي عن عدوان أمريكا ودول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في الشهور الأخيرة الماضية.
وفي خطوة زادت من الشعور بالقلق واقتراب حدوث الغزو، بدأت عدة دول من بينها الولايات المتحدة وأستراليا إجلاء الموظفين من قنصلياتها، فيما دعت دول أخرى رعاياها للرحيل أو تجنب السفر إلى الأراضي الأوكرانية لحين انتهاء الأزمة أو على الأقل معرفة إلى أين ستؤول الأوضاع.
وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن اليخت الشخصي الخاص بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين "Graceful" (جريسفول) تحرك بشكل مُريب وسريع من حوض بناء السفن في شمال ألمانيا، حيث كان يخضع للصيانة وبعض التحديثات، ما يضع العالم أمام تساؤل هام، حسب موقع Dmarge الأسترالي، وهو: "هل يعني تحرك اليخت الخاص ببوتين أنه على وشك الضغط على الزناد لغزو أوكرانيا ويريد التأكد من إفلاته من العقوبات؟".
ووفقًا، لموقع تتبع السفن Marine Traffic، فإن اليخت الذي تبلغ تكلفته ١٤٠ مليون دولار أبحر من حوض بناء السفن بلوم وفوس في هامبروج، الاثنين الماضي ووصل إلى كالينينغراد، موقع روسي بين ليتوانيا وبولندا، العضوين في الاتحاد الأوروبي والناتو، بعد يومين.
ترجح صحيفة بيلد الألمانية أن بوتين نقل اليخت تحسبًا لفرض عقوبات وخيمة عليه إذا ما أعطى جيشه شارة الانطلاق وغزو أوكرانيا.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا هددت بفرض عقوبات على روسيا في حال إقدامها على التعدي على أوكرانيا.
وفي محاولة للتهدئة من حدة الموقف، أعلنت موسكو، اليوم الثلاثاء، سحب بعض قواتها من الحدود الأوكرانية، وكتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تيليجرام :"اليوم سيدخل التاريخ إذ فشلت فيه الدعاية الغربية في قرع طبول الحرب. ولم تطلق رصاصة واحدة".
كان مسؤولون أمريكيون صرحوا بأن الغزو الروسي بات وشيكا. وقد يحدث في أقرب وقت اليوم. وحشدت روسيا قواتها بالقرب من حدود أوكرانيا منذ شهور، لكنها أكدت مرارا أن بإمكانها نقل قواتها المسلحة إلى أي مكان تريده على أراضيها.
وتزامن الإعلان الروسي بالانسحاب مع زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى موسكو، وكان قد طلب من بوتين مؤشرات واضحة على نية روسيا حل الأزمة دبلوماسيا.
فيديو قد يعجبك: