إعلان

في يوم الغزو المفترض.. رئيس بعثة أوكرانيا بالقاهرة: مستعدون للدفاع عن وطننا - حوار

10:31 ص الأربعاء 16 فبراير 2022

أرشيفية

حوار – هدى الشيمي:

بعد أشهر من التصعيد المستمر في الأزمة الأوكرانية وحشد روسيا لقواتها على الحدود وتبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو، والتهديد بفرض عقوبات وخيمة على الكرملين، توقع البيت الأبيض أن تنفذ روسيا تهديداتها وتشن غزوًا كاملاً على أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، مرجحين أنه ربما يحدث قبل اختتام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، والتي من المقرر انتهاؤها في ٢٠ فبراير.

وبينما يحاول زعماء الغرب على رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة، أكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أن بعض القوات في المناطق العسكرية المتاخمة لأوكرانيا بدأت في العودة إلى قواعدها بعد استكمال تدريبات، بينما قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرج إنه لم ير أي دليل يدعم الادعاءات الروسية التي تفيد بأنها سحبت بعض قواتها من الحدود الأوكرانية، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

دائما ما كان لأوكرانيا أهمية خاصة لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لعل ذلك يرجع إلى التصاق حدود البلدتين وقربهما من الناحيتين الجغرافية والثقافية، علاوة على ذلك فإن كييف ثاني أكبر البلاد من حيث المساحة بعد روسيا الاتحادية.

وفي الحوار التالي يجيب روسلان نيتشاي، رئيس البعثة الأوكرانية في القاهرة، على عدد من التساؤلات المطروحة على الساحة حاليًا فيما يتعلق بالأزمة التي وصفتها تقارير إعلامية غربية بـ" إعادة غير مرحب بها للحرب الباردة"..

١

· في ظل التطورات المتلاحقة.. هل تعتقد أن تقدم روسيا بالفعل على غزو أوكرانيا؟

حشدت روسيا عدد كبير من الأسلحة الهجومية بالقرب من حدودنا، وهذا التصعيد يعد تحديًا غير مسبوق ليس فقط لأوروبا ولكن للعالم بأسره. ونحن نتفهم جميع المخاطر الحالية ومستعدون لأي تطورات، تراقب القوات المسلحة الأوكرانية التطورات باستمرار، وهي على استعداد لصد أي اعتداء على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

في الوقت نفسه، نواصل العمل الجاد للحد من التوترات والحصول على دعم شركائنا الدوليين لضمان انخراط روسيا في الحوار الدبلوماسي، فنحن مستعدون للدفاع عن وطننا، لكننا نريد السلام وفرص للتطور بحرية.

· لماذا قررت روسيا التحرك نحو أوكرانيا الآن؟

هذا الأمر ليس جديدًا علينا. تعاني أوكرانيا منذ حوالي ٤ قرون من محاولات روسيا لاستعمارها واحتلاها، وكان آخر تلك المحاولات قبل ٨ أعوام، وهذا ليس مجرد ابتزاز عسكري، إنها حرب هجينة. في فبراير ٢٠١٤، احتلت القوات الروسية شبه جزيرة القرم، وأجرت استفتاءً زائفًا، أُجري تحت تهديد السلاح، على الانضمام إلى الاتحاد الروسي، ثم شنوا عدوانًا مسلحًا على بعض المناطق في شرق أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين قُتل أكثر من ١٤ ألف جندي وضابط أوكراني على أرض وطنهم.

ولا يتوقف العدوان الروسي عند هذا الحد إذ تعاني أوكرانيا باستمرار من هجمات اقتصادية ومعلوماتية وإرهابية ومحاولات قرصنة التي صممها ونفذها الكرملين.

1

· بماذا تفسر التحركات الروسية ضد أي دولة سوفيتية سابقة تحاول الانضمام إلى تحالفات سياسية؟ ؟

روسيا دولة معتدية استولت بالفعل على أراضي دولتين مستقلتين في مولدوفا وجورجيا، ولا توجد مؤشرات على أن موسكو ستوقف محاولاتها لفرض سيطرتها على الأراضي المستقلة في مناطق أخرى في أوروبا. وكما قال الرئيس زيليسنكي، مستقبل الهندسية الأمنية لأوروبا، يتم تحديده اليوم في أوكرانيا.

· سبق أن انضمت ٣ دول سوفيتية سابقة إلى الناتو.. لماذا تقاتل روسيا للحيلولة دون قيام أوكرانيا بذلك؟

لم تتغير الطموحات الإمبريالية والعسكرية للقيادة الروسية مع انهيار الاتحاد. واليوم نفاجأ بمطالب روسيا العبثية التي لا أساس لها من الصحة لسحب قوات الناتو من رومانيا وبلغاريا، ويتزامن ذلك مع محاولات البحرية الروسية لإغلاق الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود.

3

· ماذا يضر روسيا إذا انضمت أوكرانيا للناتو؟

يخشى الكرملين من أن تغدو أوكرانيا، جارتها المباشرة، ناجحة وديمقراطية، حينها ستفشل دعاية بوتين حول عظمة روسيا الزائفة في منع المواطنين الفقراء والمقموعين من الاحتجاج. لكن كل الأحوال، فإن انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أمر يقرره الشعب الأوكراني والدول الأعضاء، كذلك تجدر الإشارة إلى أن رغبتها في الانضمام إلى الحلف منصوص عليها في الدستور ولم تتغير.

علاوة على ذلك، إذا تذكرنا بداية العدوان في ٢٠١٤، فإن الأمر لم يكن متعلقًا بالناتو، ولكن بانضمام أوكرانيا إلى منطقة التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. لذلك أكرر، قبل كل شيء نحن نتحدث هنا عن المعايير الديمقراطية في السياسة والاقتصاد والأمن.

· تستمر الجهود الدبلوماسية لمنع التصعيد على قدم وساق.. هل تعتقد أنها تنجح في إنهاء الأزمة؟

موقف أوكرانيا الآن أقوى عما كان عليه في ٢٠١٤، من الناحية الاقتصادية، الدبلوماسية، العسكرية. بمبادرتنا ومن خلال عملنا انتهى شركائنا في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من وضع حزمة العقوبات. ومن المتوقع أن تكون العقوبات الجديدة مؤلمة للغاية بالنسبة لروسيا، وستلحق باقتصادها أضرارًا لا يمكن إصلاحها.

في الوقت نفسه، نواصل العمل على تخفيف التوترات وحشد الدعم من الشركاء الدوليين لإبقاء روسيا داخل الحوار الدبلوماسي. وندعو موسكو إلى اتخاذ موقف بنّاء لتحقيق التقدم في إطار المفاوضات الحالية.

4

· دعا الرئيس زيلينسكي الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة أوكرانيا.. هل تعتقد أن هذه الخطوة من شأنها خفض التصعيد؟

الولايات المتحدة شريك استراتيجي لأوكرانيا، وجو بايدن كان صديقًا وداعمًا لنا قبل فترة طويلة من توليه الرئاسة، ووصوله إلى كييف الأيام المقبلة، وهو أمر حاسم لتحقيق استقرار الوضع، إشارة قوية وسيساهم في خفض التصعيد.

· وفي ظل ترقب حدوث غزو في أي وقت.. كيف يتعامل الشعب الأوكراني مع الأزمة؟

إنهم هادئون ومتحدون وواثقون، ومستعدون للمقاومة الوطنية. سيقاوم جميع أبناء وبنات أوكرانيا أي معتدِ يحاول الوصول إلى وطنهم بالأسلحة، وحسب آخر الاحصائيات فإن ٥٧ ٪ من التعداد السكاني الأوكراني على استعداد لمقاومة العدوان الروسي (يبلغ عدد سكان أوكرانيا ٤٣ مليون نسمة)، فنحن جاهزون للدفاع عن وطننا ولكننا نريد السلام والتنمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان