حلفائه تخلوا عنه.. فلاديمير بوتين معزول بعد غزو أوكرانيا
كتبت- هدى الشيمي:
بات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر انعزالًا بعدما تخلى عنه عدد من حلفائه المقربين، وأعلن عدد من الدول الغربية تخطيطها لفرض عقوبات عسكرية واقتصادية قاسية على موسكو عقب غزو بلاده لأوكرانيا، واستمرار القتال لليوم الرابع، حسبما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية.
مع تبخر آماله بالانتصار السريع في وجه المقاومة الاوكرانية الشرسة، وجد الرئيس الروسي نفسه- وفق الجارديان- معزولا ووحيدا بعد تخلي عدد من حلفائه الأساسيين عنه مثل الصين، علاوة على تجاهل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انذاره الأخير بتسليم العاصمة كييف.
"تحالف غربي ضد بوتين"
وفي خطوة لمعاقبة موسكو، سيقوم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما بقطع عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي، سويفت. كما سيقومون بتجميد احتياطيات البنك المركزي الروسي.
غير أن التطور الأكثر لفتًا للنظر كان إعلان ألمانيا، أمس السبت، أنها ستزود القوات الأوكرانية بـ١٠٠٠ سلاح مضاد للدبابات بالإضافة ٥٠٠ صاروخ ستينجر من احتياطاتها العسكرية.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، خلال جلسة طارئة للبرلمان الألماني، اليوم الأحد، إن بلاده سترصد 100 مليار يورو إضافية إلى الميزانية العسكرية لبرلين لتحسين منظومتها الدفاعية، وبذلك تكون برلين قد أنفقت ما يعادل أكثر من 2 في المئة من الناتج المحلي السنوي على ميزانية الدفاع، لتتماشى مع مطالبات الحلفاء الغربيين في الناتو.
واعتبر شولتز أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يمثل نقطة تحول أدت إلى التغير الكبير للموقف العسكري في بلاده بعد الحرب.
دخل العالم حقبة جديدة بعد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، يقول شولتز:"من واجبنا دعم أوكرانيا بكل ما في وسعنا للدفاع ضد غزو جيش فلاديمير بوتين، تقف ألمانيا إلى جانب أوكرانيا".
وتابع:"لن نرفض الانخراط في محادثات مع روسيا، حتى في هذا الوضع الصعب للغاية، فمهمة الدبلوماسية تتمثل في إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة".
علاوة على ذلك، خصصت الولايات المتحدة الأمريكية 350 مليون دولار كمساعدات عسكرية إلى أوكرانيا وإذ أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن وزارة الخارجية بالإفراج عن المساعدات الإضافية من الأسلحة في مستودعات بلاده إلى كييف، في إطار مساندتها لمواجهة الغزو الروسي.
كذلك، أعلنت بريطانيا عزمها إرسال مساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا، وقال جيمس هيبي وزير القوات المسلحة البريطانية، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أمس السبت، إن بلاده اتفقت مع 25 دولة على إرسال مساعدات عسكرية وإنسانية إلى أوكرانيا، مشيرا إلى أن بريطانيا ستنسق مع هذه الدول سبل إيصال الأسلحة إلى الحكومة الأوكرانية.
"ضربة مؤلمة"
وفي ضربة مؤلمة أخرى لبوتين، تخلى الرئيس المجري فيكتور أوربان، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره صديق لموسكو، عن دعمه للرئيس الروسي، وقال إنه سيؤيد جميع عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا.
وفي محاولة للسيطرة على الأوضاع، قالت الجارديان إن الكرملين حظر الاحتجاجات في الشوارع، ووضع قيودًا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، بينما تزداد الأسماء في قائمة المشاهير والمؤثرين الروس الذين يدعمون الجهود العالمية لوقف الحرب.
وبعد صدها للقوات الروسية لمدة ليلتين، لا تزال الروح المعنوية مرتفعة بين الأوكرانيين في كييف، حيث اصطف المواطنون الذين حملوا الأسلحة للدفاع عن أرضهم، حسب الجارديان.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في أوكرانيا مقاطع فيديو لمدنيين عزل وهم يندفعون إلى الطرق لايقاف القوافل الروسية وتوبيخ الجنود الروس.
وحتى الآن، قالت الجارديان إنه لم يتم تأكيد سيطرة القوات الروسية على مدينة أوكرانية رئيسية واحدة، بينما يظل زيلينسكي في العاصمة كييف، وقال للأمريكيين الذين عرضوا إخلائه من بلده:"القتال يدرو هنا، أحتاج إلى ذخيرة وليس توصيلة".
فيديو قد يعجبك: