ما هي منطقة حظر الطيران؟ وهل تنقذ الأرواح في أوكرانيا؟
كتبت- هدى الشيمي:
حث عدد من الخبراء في السياسة الخارجية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وقالوا إن هذه الخطوة من شأنها منع حمام دم في الجارة الشرقية لموسكو مع استمرار الحرب، وعدم وجود طريقة دبلوماسية لإنهاء الأزمة التي تتفاقم مع مرور الوقت.
يقول الخبراء إن الأوكرانيين يتساءلون الآن عما إذا كان تعهد "لن يتكرر مُجددًا" الذي تم الإعراب عنه بعد الهولوكوست، وهو عبارة أو شعار مرتبط بمحرقة اليهود والإبادة الجماعية الأخرى، يشملهم أم لا.
يعتبر حظر الطيران أحد أشكال العقوبات التي يوقعها مجلس الأمن على الدول بتصويت أغلبية الأعضاء، إذا لم تستخدم أي من الدول الدائمة العضوية حق النقض (الفيتو)، وقد تم اللجوء إليه في أكثر من حالة، إذ أُعلن في الولايات المتحدة بعد أحداث ١١ سبتمبر، في يوغسلافيا الاتحادية بعد الحرب في البوسنة والهرسك في مايو 1992، وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا حظرا جويا داخل العراق بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991، بحجة حماية الأكراد والشيعة.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فقد كتب عدد من الخبراء العسكريين والدبلوماسيين رسالة مفتوحة، صدرت هذا الأسبوع، من بينهم الجنرال المتقاعد فيليب بريدلوف، وبولا دوبريانسكي ، وكيلة وزارة الخارجية السابقة للشؤون العالمية التي عملت لخمسة رؤساء في أيرلندا الشمالية، قالوا فيها إن قرار بوتين بغزو جارته الشرقية تسبب في حدوث دمار هائل وخسائر في أرواح الأوكرانيين، مشددين على أهمية فرض حظر الطيران.
وقالت الرسالة إن :"حرب بوتين العدوانية، المتعمدة، غير المبررة خلقت أكبر أزمة في القارة الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية".
وأضافت:"بالرغم من الجهود البطولية للجنود الأوكرانيين والمدنيين ومقاومتهم المستميتة للقوات الروسية، إلا أن جيش بوتين يستعد لشن المزيد من الهجمات على المدن الكبرى، بما في ذلك العاصمة الأوكرانية كييف".
وعلى مدار الفترة الماضية، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا وتكرارًا الولايات المتحدة ودول الناتو اتخاذ هذا الخطوة لحماية مواطنيه من القصف والهجمات الصاروخية الروسية، وتقدم طلب مرة أخرى، الثلاثاء الماضي، خلال حديثه مع البرلمان الأوروبي عبر رابط فيديو، وحث المشرعين على بذل المزيد من الجهود في هذا الصدد.
وقال زيلينسكي:"لن نستسلم ولن نخسر.. سنقاتل حتى النهاية، في البحر والجو، سنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".
ورغم دعوات الرئيس الأوكراني المستمرة لحلف الناتو بفرض منطقة حظر الطيران، غير أن الحلف يتوخى الحذر من أي خطوة قد تستدرجه إلى صراع مباشر مع روسيا.
وقال السفير البولندي لدى كييف، اليوم الخميس، إن فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا سيساعد على إنهاء الصراع بشكل أسرع وإنقاذ الأرواح، بينما واصلت روسيا القصف المتواصل على عدة مدن.
وقال السفير بارتوش سيتشوكي لقناة (تي.في.إن 24) الخاصة من كييف،:"كل يوم تأخير يودي بحياة مئات من الأشخاص، وهذا امتداد لصراع يمكن إنهاؤه بشكل أسرع عن طريق إغلاق المجال الجوي".
يرى الساسة الأوكرانيون أن فرض حظر الطيران مسألة ضرورية لنجاة الأوكرانيين، وقال سفياتوسلاف يوراش، أصغر عضو في البرلمان الأوكراني، لصحيفة الاندبندنت إن "حظر الطيران في السماء الأوكرانية أمرًا أساسيًا بالنسبة لنجاة الأوكران.
ورغم أنها لم توقع على الرسالة، إلا أن يوليا سابينا يوجا، مديرة برنامج مراقبة أفغانستان التابع لمعهد الشرق الأوسط والأستاذة في جامعة جورج تاون، أيدت هذه الخطوة.
قالت يوجا:"إنه من المفترض أن تسعى الدول إلى إنشاء منطقة آمنة في غرب أوكرانيا"، لكنها أقرت في الوقت نفسه بأن الدول المسلحة نوويًا وجدت نفسها في قتال تقليدي غير مسبوق.
وفرض منطقة حظر طيران، حسب يوجا، بغض النظر عن المساحة التي ستشغلها فوق أوكرانيا، سيعني أن هناك خطر بإسقاط الطائرات الروسية، مع ذلك، قالت إنه لأسباب إنسانية ولاعتقادها بأن بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا، فإن الغرب بحاجة للقيام بمثل هذا التحرك، مؤكدة أن "الشيء الوحيد الذي يفهمه بوتين هو الرد العسكري".
فيديو قد يعجبك: