رمضان قديروف.. رئيس الشيشان جندي مشاه في جيش بوتين (بروفايل)
كتبت – إيمان محمود
"يمكنكم الاسترخاء؛ فلستم مضطرين للبحث عنا، نحن سنجدكم بأنفسنا".. بلهجة وعيد جندي مُتعطّش للقتال، ظهر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف بزيّ عسكري في مقطع فيديو على تليجرام ليؤكد وصوله لأوكرانيا، دفاعًا عن حليفه المُقرّب فلاديمير بوتين.
رمضان قديروف دعا الجيش الأوكراني إلى الاستسلام قبل فوات الأوان، قائلاً "قبل أيام كنا على بُعد نحو 20 كم منكم أيها النازيون في كييف والآن أصبحنا أقرب".
لم يكن موقف الزعيم الشيشاني مُستغربًا، فالرئيس الذي يصفه بوتين بأنه "ابنه الذي لم ينجبه"، يقف في مقدمة صفّ الموالين لروسيا منذ عام 1999.
من قتال الروس إلى"فتى بوتين المُدلل"
كان رمضان قديروف لم يتجاوز الخمسة عشر عامًا حين تفكك الاتحاد السوفيتي، وبدأ محاولات الاستقلال في الشيشان، فتوجهت القوات الروسية إليها فيما عرف بالحرب الشيشانية الأولى.
خلال تلك الحرب، أعلن أحمد قديروف الجهاد ضد القوات الروسية، وشارك فيها ابنه رمضان.
وعام 1993 تم تعيين أحمد مفتيًا للشيشان، ونجح مع الثوار لاحقًا بإجبار روسيا على توقيع اتفاقية وقف النار، واستعادوا عاصمة بلادهم وتم طيّ صفحة الحرب الأولى (1994-1996) باستقلال فعلي لا رسمي للشيشان عن الاتحاد الروسي.
لكن الروس لم يتركون الأمور تنته عند هذا الحدّ، فبدأت الحرب الثانية (1999 – 2009) تحت شعار "محاربة الإرهاب في القوقاز"، ونجح الرئيس الجديد لروسيا وقتذاك فلاديمير بوتين في قلب أحمد قديروف على أصدقائه المجاهدين.
ومع انتخاب قديروف الأب رئيسا للجمهورية الشيشانية عام 2003، انتهى صراع الشيشان مع روسيا، ووُضعَت الشيشان تحت وصاية الكرملين، لكن الصراعات الداخلية
وبعد اغتيال قديروف الأب في عام 2004، دعم بوتين وصول رمضان قديروف حتى وصل إلى رأس السُلطة في عام 2007، وأقسم باللغة الروسية على الدستور الشيشاني.
تولّى رمضان قديروف، الذي ولد في 30 أكتوبر 1976 بمدينة تسنتوروي شمال شرقي الشيشان، زمام السُلطة، وفي 3 أبريل 2009 قال إن الشيشان "لا تحتاج الاستقلال عن روسيا لأنها لا تستطيع تدبير شؤونها بمفردها"، وإنها "مَدينة كثيرا لبوتين الذي لولاه لما وجدت الشيشان.. بل إنه شخصيا مَدين لهذا الرجل بحياته".
وفي تصريحات عديدة، أكد قديروف الذي يميل إلى الظهور وهو يحمل الأسلحة بأنه "مجرد جندي مشاة يأتمر بأمر بوتين".
استطاع قديروف، إقامة علاقة مباشرة مع الكرملين متجاوزًا مؤسسات الدولة البيروقراطية في روسيا، وهو ترتيب مناسب لكلا الجانبين.
وأتت العلاقة ثمارها، حيث موّلت روسيا إعادة بناء البنية التحتية في الشيشان، مثل شبكة الطرق الجديدة والمسجد العملاق في العاصمة غروزني، بحسب "بي بي سي".
فيما تصف شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قديروف بأنه صاحب نفوذ قوي في روسيا الاتحادية، ويد الكرملين القوية في بسط الأمن والاستقرار في الجمهورية القفقاسية الشمالية منذ أكثر من عقد من الزمن.
وصل درجات ولاء قديروف لبوتين إلى دعمه خلال أحداث وقعت خارج الشيشان، مثل قتال قوات قديروف إلى جانب موسكو خلال حربها مع جورجيا 2008، حتى الأزمة الأوكرانية التي لعب دورًا فيها منذ سنوات، إذ اتهمته الحكومة الأوكرانية في عام 2014 بإرسال قوات شيشانية للقتال مع الانفصاليين في شرقي البلاد.
وفي موقف آخر، أثنى رجل بوتين في عام 2015 على رجل أمن من أصول شيشانية متهم بقتل المعارض الروسي بوريس نيمتسوف، أحد أبرز المعارضين لبوتين.
وقال قديروف إن زاور داداييف، الضابط بوزارة الداخلية الروسية "مخلص لروسيا وعلى استعداد للتضحية بحياته من أجل الوطن الأم"، بحسب ما نقلته "بي بي سي".
وبعد يوم واحد من إشادته بداداييف حصل قديروف على وسام رفيع من بوتين، إذ نال وسام الشرف عن "الإنجازات في مجال العمل والأنشطة الاجتماعية المضنية والخدمة الطويلة بإخلاص".
فيديو قد يعجبك: