لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب سياسي: الغرب لم يفهم أسباب بوتين الحقيقية وراء قرار الحرب في أوكرانيا

10:29 ص السبت 26 مارس 2022

أوكرانيا - أرشيفية

الولايات المتحدة - (أ ش أ)

أكد الكاتب الصحفي الأمريكي ديفيد فون دريل، أهمية أن يتفهم الغرب دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعوامل التي كان لها أكبر الأثر على اتخاذ قراره بشن حرب في أوكرانيا حتى تتمكن الدول الغربية من التعامل مع هذه الأزمة على النحو الأمثل.

وأشار دريل - في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية - إلى أن التحليل الذي طرحه المحللون في الغرب للخطاب الذي ألقاه بوتين عشية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والذي أنكر فيه ما يسمى بأوكرانيا وأنه لا وجود لشعب يدعى الشعب الأوكراني قد جانبه الصواب، فقد رأى المحللون الغربيون آنذاك أن خطاب بوتين غير مألوف وأنه مجرد هراء وكلام مرسل غير مفهوم.

ويضيف الكاتب أنه لكي نفهم مقصد بوتين من وراء خطابه يجب علينا أولاً أن نتناول بالدراسة التحليل الذي طرحه ألكسندر دوجين وهو أحد أهم الرجال الذين لهم تأثير على بوتين، حيث يوصف في روسيا بأنه "العقل المفكر" للرئيس بوتين، والذي أكد في تحليله لخطاب بوتين عشية العملية العسكرية في أوكرانيا أن بوتين يعني ما يقول حتى لو لم يفهمه الغرب.

ويقول الكاتب أن دوجين ينتمي بأفكاره إلى حقبة الإمبراطورية السوفيتية وأنه نتاج هذه المرحلة وأنه يعتقد اعتقاداً راسخاً في أهمية استعادة الأمجاد الإمبراطورية وأن مستقبل روسيا يتوقف على استعادة أمجاد الماضي.

ويوضح الكاتب أن دوجين يمثل الفكر الروسي الحالي والذي يرى أن المدنية الغربية دمرت كل شئ وأنه يجب على الشعب الروسي توحيد ما يسمى منطقة "أوراسيا" - أي المنطقة التي تضم أجزاء من قارة آسيا وقارة أوروبا - في امبراطورية متحدة تقودها روسيا.

ويرى دوجين، كما يقول الكاتب، أن إمبراطورية الفساد في الغرب والتي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أجهضت هذا الحلم الإمبراطوري الروسي وحالت دون إقامة إمبراطورية "أوراسيا".

وأوضح الكاتب أن دوجين أشار - في كتاب أصدره عام 1997 بعنوان "أسس الجغرافية السياسية ومستقبل روسيا السياسي" - إلى حتمية قيام عملاء روس بتأجيج الانقسامات العرقية والدينية والطائفية داخل المجتمع الأمريكي، كما أنه يجب عليهم التركيز داخل بريطانيا على النزعات الانفصالية عن أوروبا وفي نفس الوقت تشجيع الحركات الانفصالية في اسكتلندا وويلز وأيرلندا عن بريطانيا والعمل كذلك على إغراء أوروبا الغربية بالاعتماد على صادرات روسيا من الطاقة والمواد الغذائية وهو توجه سوف يؤدي في النهاية إلى انهيار حلف شمال الأطلسي من الداخل.

ويقول دريل أن بوتين تبنى هذه الأفكار بالكامل ولاسيما حين رأى أحداث العنف والشغب في مبنى الكونجرس الأمريكي وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وكذلك اعتماد ألمانيا بشكل متزايد على واردات روسيا من الغاز الطبيعي، وهى كلها حقائق تؤكد أن فكرة تدمير الغرب تسير في الاتجاه السليم.

وقد عبر بوتين نفسه عن هذه التوجهات بالحرف حين ذكر أن وجود دولة مستقلة تسمى أوكرانيا لها تطلعات إقليمية يمثل خطراً جسيماً على "أوراسيا".

ويتوقع دوجين، كما يقول الكاتب، انقسام أوروبا في المستقبل إلي أقاليم تقع تحت النفوذ الروسي والألماني وهو وضع تكون فيه الغلبة لروسيا بفضل اعتماد ألمانيا في توفير احتياجاتها الأساسية على الجانب الروسي.

ويختتم الكاتب مقاله مؤكداً أن سياسة بوتين في الشرق الأوسط تشير إلى مدى تأثره بأفكار دوجين "العقل المفكر لبوتين"؛ وهو ما يستلزم من صانعي القرار السياسي في الغرب أن يأخذوا أفكار دوجين على محمل الجد.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان