لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحقيق يكشف تعقب فريق اغتيالات لأحد خصوم بوتين السياسيين قبل مقتله

10:13 ص الثلاثاء 29 مارس 2022

بوريس نيمتسوف

لندن- (بي بي سي):

توصل تحقيق إلى أن عميلا ذا صلة بفريق اغتيالات سياسية ظل يتتبع السياسي الروسي المعارض، بوريس نيمتسوف، سرا على مدى قرابة العام قبل تعرضه لإطلاق نار أودى بحياته.

كان نيمتسوف خصما شرسا للرئيس فلاديمير بوتين. وكانت جريمة قتله في عام 2015 هي حادث القتل السياسي الأشهر منذ اعتلاء بوتين سدة الحكم.

وتنفي السلطات الروسية ضلوعها بأي شكل من الأشكال في قتل نيمتسوف.

وحصلت كل من بي بي سي، وموقعي "بيلينغكات" و"ذي إنسايدر"على دليل يفيد بأن نيمتسوف تم تعقبه سرا خلال 13 رحلة قام بها قبل مقتله.

صعد نجم بوريس نيمتسوف في التسعينيات، حيث شغل منصب نائب رئيس الوزراء في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين، وكان يُعتقد على نحو واسع أنه سيصبح خليفة يلتسين.

لكن بدلا من ذلك، تولى بوتين السلطة، ودُفع نيمتسوف إلى هامش السياسية الروسية. وقد تزعّم نيمتسوف حملات فعالة كانت تهدف إلى كشف الفساد، كما أدان الهجوم الذي شنته روسيا عام 2014 على شرق أوكرانيا.

في 27 فبراير عام 2015، تعرض نيمتسوف لإطلاق نار أسفر عن مصرعه على مسافة أمتار فقط من الكرملين، وقبل أيام فقط من مظاهرة كان ينوي أن يتزعمها للاحتجاج على الحرب.

وسرعان ما اعتقل خمسة أشخاص من أصل شيشاني، وحوكموا لاحقا بتهمة قتله. لكن التحقيقات الرسمية لم تجب عن السؤالين الأكثر إلحاحا: من أمر بقتله ولماذا؟

بعد مرور سبعة أعوام، تستطيع بي بي سي، بالتعاون مع موقعي الصحافة الاستقصائية بيلينغكات وذي إنسايدر، أن تشكف عن دليل على أن عميلا حكوميا ذا صلة بفريق اغتيالات سري كان يتتبع نيمتسوف عبر أنحاء روسيا في الأشهر التي سبقت مقتله.

وباستخدام بيانات مسربة لحجز رحلات قطارات وطيران، يوضح التحقيق أن العميل تعقب السيد نيمتسوف خلال ما لا يقل عن 13 رحلة.

المرة الأخيرة التي تم فيها تعقب السيد نيمتسوف كانت في 17 فبراير عام 2015، أي قبل أيام فقط من عملية الاغتيال.

في 10 ديسمبر عام 2011، شارك بوريس نيمتسوف في مسيرة في موسكو للاحتجاج على عمليات تزوير مزعومة للأصوات خلال الانتخابات البرلمانية الروسية

وفقا لوثائق هويته، اسم العميل هو فاليري سوخاريف. كل الأدلة تشير إلى أنه في ذلك الوقت كان يعمل مع وكالة الأمن الروسية الرئيسية المعروفة اختصارا ب "إف إس بي". من بين اختصاصات الوكالة التعامل مع التهديدات السياسية نيابة عن الكرملين، بما في ذلك مراقبة تحركات الناس داخل البلاد.

ويتم تخزين كافة بيانات رحلات الطيران والقطارات ضمن قاعدة بيانات إف إس بي التي تعرف باسم ماجيسترال. ولكن قاعدة البيانات لا تسجل تحركات الأشخاص الذين قد يرغب العملاء الروس في تعقبهم فحسب، ولكن باستطاعتها كذلك كشف تحركات العملاء أنفسهم - أي أشخاص من أمثال سوخاريف.

هذا النوع من المعلومات يتم تسريبه عادة في السوق السوداء، ويجد طريقه في نهاية المطاف إلى أيدي الصحفيين.

يقول كريستو غورزيف المدير التنفيذي لموقع بيلينغكات: "في مجتمع فاسد مثل روسيا، تعتبر [الماجيسترال] سلاحا ذا حدين".

"فهي تسمح لأشخاص مثلنا أن نذهب ونقتفي أثر هؤلاء الجواسيس أنفسهم، ضباط إف إس بي هؤلاء".

قامت بيلينغكات بشراء بعض البيانات الأصلية التي استخدمها هذا التحقيق عن طريق وسطاء داخل روسيا. هؤلاء الوسطاء حصلوا على البيانات من مسؤولين فاسدين مطلعين على ماجيسترال. كما استخدمت بي بي سي بيانات أعطيت لها بدون مقابل من قبل مصادر مصرح لها بالاطلاع على نسخ من ماجيسترال.

كانت بيلينغكات قد استخدمت في السابق بيانات من ماجيسترال للتحقيق في محاولات اغتيال في روسيا. كشفت التحقيقات أدلة على وجود فرقة اغتيالات سرية داخل إف إس بي استهدفت معارضين للكرملين. ولطالما نفت الحكومة الروسية صحة تلك المزاعم.

ما قصة الجاسوس الروسي الذي وضع له السم "في الشاي" وتتهم روسيا بقتله؟

وفي إطار هذا التحقيق، حصلنا على تفاصيل عمليات حجز رحلات طيران وقطارات قام بها سوخاريف، وعندما قارناها بالتحركات المعروفة لبوريس نيمتسوف، ظهر نمط واضح لا لبس فيه.

غالبية رحلات نيمتسوف كانت من موسكو، حيث كان يعيش، إلى ياروسلافل الواقعة على بعد 272 كيلومترا شمال شرق العاصمة، وهي مقر البرلمان الإقليمي الذي كان عضوا فيه.

يبدو أن سوخاريف كان علم مسبق بخطط نيمتسوف لأنه عادة ما كان يصل إلى نفس المدينة قبل دقائق أو ساعات من وصول نيمتسوف.

وتظهر رحلة واحدة على وجه الخصوص كيف كان يتم تتبع نيمتسوف عن كثب. في صيف عام 2014، سافر نيمتسوف إلى سيبيريا. حجز رحلته في الثاني من يوليو بعد منتصف الليل بقليل. بعد ذلك بعشر دقائق تماما، اشترى سوخاريف تذكرة إلى وجهة السفر ذاتها، وهي نوفوسيبيريسك، ووصل في نفس اليوم الذي وصل في نيمتسوف.

ووفقا لغورزيف، بإمكان عملاء إف إس بي استخدام ماجيسترال لتعقب هدف ما بهذا القدر من الدقة.

يقول غورزيف في تصريحات لبي بي سي: "إذا كنت ضابطا بوكالة إف إس بي، سيكون باستطاعتك الدخول إلى قاعدة البيانات تلك، ورؤية كافة التذاكر التي يشتريها شخص ما - التذاكر التي اشتراها في الماضي وتلك التي يشتريها في نفس اللحظة".

فرقة السم

ليس أمرا غير معتاد أن تقوم وكالات الأمن الروسي بتعقب زعماء المعارضة البارزين.

لكن سوخاريف لم يكن مجرد عميل صغير يقوم بعمل روتيني. فقد ربط موقع بيلينغكات خلال تحقيق سابق بينه وبين ما بدا محاولتي اغتيال استهدفت كلتاهما نقادا بارزين لبوتين.

الهدف الأول كان صديق نيمتسوف وتلميذه فلاديمير كارا-مورزا، وهو سياسي معارض وجه أصابع الاتهام صوب الكرملين خلال الأسابيع التي تلت عملية قتل نيمتسوف.

في مايو عام 2015، كان سوخاروف عضوا في فريق ذهب إلى مدينة كازان الروسية في نفس الوقت الذي ذهب فيه كارا-مورزا. بعد يومين من عودة كارا-مورزا إلى موسكو، سقط مغشيا عليه ولم يستطع التنفس. دخل في غيبوبة وأصيبت بعض أعضاء جسمه بالفشل، لكنه تعافى فيما بعد.

تعرض للتسميم للمرة الثانية في عام 2017، وتعافى مرة ثانية. وترفض الحكومة الروسية مزاعم ضلوع عملائها في واقعتي التسميم.

الهدف الثاني كان أليكساي نافالني، الزعيم المعارض القابع في السجن في الوقت الحالي، والذي وصلت مقاطعه المصورة المناهضة للفساد إلى ملايين الروس.

في عام 2020، تعرض نافالني للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" الذي تم تطويره في الاتحاد السوفيتي، وهو غاز محظور بموجب القانون الدولي. توصل موقع بيلينغكات إلى أن فريق إف إس بي تتبع نافالني إلى مدينة تومسك في الشرق قبل عملية التسميم مباشرة.

وجد الموقع أن سوخاريف لم يكن جزءا من الفريق الذي قام فعليا بتتبع نافالني على الأرض. ولكن تسجيلات لأرقام هاتفية تظهر أنه في الأشهر التي سبقت تسميم نافالني، تبادل سوخاريف 145 مكالمة هاتفية أو رسالة نصية مع ما لا يقل عن أربعة من أعضاء ذلك الفريق، فضلا عن ضابط رفيع المستوى في وكالة إف إس بي.

أربعة من هؤلاء الرجال كانوا من بين سبعة عملاء بالوكالة فُرضت عليهم عقوبات لاحقا من قبل حكومتي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لتورطهم في محاولة الاغتيال.

ولطالما نفت الحكومة الروسية القيام بأي دور في تسميم نافالني.

طلبت بي بي سي من الحكومة الروسية ووكالة إف إس بي التعليق على الدليل الذي يظهر أن عميلا ذا صلة بفرقة اغتيال كان يتعقب نيمتسوف.

رد ديميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين قائلا: "كل ذلك لا علاقة له بالحكومة الروسية. إنه افتراء جديد على ما يبدو". أما وكالة إف إس بي فرفضت التعليق.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان