"لا للحرب".. اخر كلمات محطة تليفزيونية روسية مستقلة بعد اجبارها على إيقاف بثها
كتبت- هدى الشيمي:
أجبرت محطة "تي في راين" التليفزيونية الإخبارية المستقلة في روسيا على إيقاف بثها، اليوم الجمعة، وكانت أخر كلماتها "لا للحرب"، في إشارة للهجوم الروسي على أوكرانيا المستمر لليوم التاسع.
وقالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن القناة أُغلقت في ظل القمع الروسي لوسائل الإعلام المحلية بسبب التغطية التي تراها غير مناسبة للحرب في أوكرانيا.
وبعد إيقاف البث التليفزيوني استمر عملها على موقع يوتيوب، وقبل خروج طاقم موظفيها من موقع التصوير ظهروا وهم يقولون "لا للحرب".
ثم عرضت القناة باليه تشايكوفسكي بحيرة البجع، في إشارة إلى محاولة الانقلاب ضد حكومة الزعيم السوفيتي آنذاك ميخائيل جورباتشوف عام ١٩٩١، فأثناء وقوع تلك الأحداث عُرض الباليه مرارًا وتكرارًا على شاشات التليفزيون، لإخبار المشاهدين بإن هناك خطأ ما.
ويأتي هذا وسط ملاحظات مراقبين الإعلام المستقل والناقد للحكومة قد تعرض إلى ضغوط أدت إلى إغلاق العديد من محطات التلفزيون والإذاعة المستقلة.
وقد أقر مجلس الدوما الروسي قانونًا يجعل نشر المعلومات الزائفة عن القوات المسلحة الروسية جريمة جنائية، يعاقب عليها بأحكام سجن قد تصل إلى 15 عاماً، إضافة إلى غرامات باهظة وعقوبات تتضمن السجن مع الأشغال الشاقة.
ويشمل القانون فرض غرامات على المنشورات المزيفة التي تشوه سمعة الجيش الروسي وتدعو إلى فرض عقوبات على روسيا.
وقد صدرت تعليمات لوسائل الإعلام الروسية بوصف الغزو لأوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة في دونباس تهدف لحماية موسكو من التهديدات.
ومن جهة أخرى، لم تعد الخدمات الإلكترونية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية الإعلامية ووسائل إعلام غربية أخرى متاحة في روسيا.
وذكرت "دويتشه فيله" في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الجمعة استنادا إلى بيانات خبرائها في الأمن السيبراني أنه تم حظر موقعها الإلكتروني "dw.com" بجميع لغات البث في روسيا منذ الليل.
ووجه مدير "دويتشه فيله"، بيتر ليمبورج، رسالة إلى المستخدمين الروس، والتي من المقرر نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي. وتحدث في الرسالة عن الحجب قائلا: "أنا آسف جدا لذلك وأطلب منكم، إن أمكن، استخدام وسائل تجاوز حجب الإنترنت للوصول إلى برامجنا".
وتضمن الخطاب المنشور على الموقع الإلكتروني لـ(دويتشه فيله) مقالات حول الإمكانيات التكنولوجية المتاحة للتحايل على الحظر.
ولم تتأثر "دويتشه فيله" وحدها بالحظر، حيث أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أيضا أنه تم تقييد الوصول إلى موقعها الإخباري، بالإضافة إلى العديد من وسائل الإعلام الغربية الأخرى، وكذلك "فيسبوك" و"جوجل بلاي ستور" إما جزئيا أو كليا في روسيا. وتحدثت "بي بي سي" مؤخرا عن زيادة حادة في مشاهدات موقعها الإلكتروني في روسيا.
وبحسب وكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس"، بررت هيئة الرقابة على وسائل الإعلام الروسية "روسكومنادزور" الخطوة بنشر مزعوم لأخبار كاذبة عن "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وهكذا تُسمى في روسيا الحرب ضد الدولة المجاورة. وبدأ الهجوم قبل أكثر من أسبوع.
فيديو قد يعجبك: