إعلان

فوضى الفيروس تدفع المزيد من المغتربين إلى مغادرة هونج كونج

12:50 م الإثنين 07 مارس 2022

هونج كونج

هونج كونج- (ا ف ب):

خلال السنوات الثماني الماضية، كانت ماتيلد وأفراد عائلتها يعتبرون هونج كونج موطنا لهم، لكن مع الانتشار الحاد لكوفيد في المدينة، قرروا الانضمام إلى قوافل العمال الأجانب الذين يبحثون عن سبيل للخروج منها بسبب قلقهم من طريقة إدارة الأزمة الصحية.

وقالت لوكالة فرانس برس من دون كشف اسمها الكامل وجنسيتها "نحن مغادرون وسنعود لإفراغ منزلنا عندما يكون ذلك ممكنا. كل أصدقائنا المقربين يغادرون".

وعجّل خطر الانفصال عن أطفالها الثلاثة المولودين في هونج كونج، في حال إصابتهم بالمرض، قرار مغادرة ماتيلد بعد عامين من القيود الصارمة التي فرضتها المدينة بموجب استراتجيتها "صفر كوفيد".

وأضافت "نريد إخراج أطفالنا من هنا قبل كل شيء".

وتبنّت هونغ كونغ استراتيجية "صفر كوفيد" السارية في البر الرئيسي للصين من أجل السيطرة على الفيروس، حتى ظهرت المتحوّرة أوميكرون الشديدة العدوى بداية العام.

وأصدرت الصين، الاقتصاد الرئيسي الوحيد الذي ما زال يسعى إلى تحقيق هدف "صفر كوفيد"، أوامر للمدينة بالحد من تفشي الوباء بأي ثمن.

سيخضع جميع السكان البالغ عددهم 7,4 ملايين شخص لفحوص كوفيد في وقت لاحق من الشهر الحالي، وتقوم السلطات حاليا ببناء شبكة من مراكز العزل لإيواء المصابين، ما يعمّق المخاوف من فصل العائلات خلال الأشهر المقبلة.

ونتيجة لذلك، ارتفع عدد المغادرين بشكل كبير وقد وصل إلى 71 ألف شخص، بينهم 63 ألف مقيم، في فبراير، وهو أعلى معدل منذ بدء الجائحة.

"لا مخطط"

كانت القيود المرتبطة بالوباء قاسية خصوصا على العمال الأجانب في هونج كونج الذين يشكلون نحو 10 في المئة من السكان.

فقد أغلقت الحدود أمام الوافدين من الخارج، وكان السكان العائدون، يمضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من الحجر الصحي الفندقي المكلف طوال فترة الوباء.

وقال هايكو وهو رجل أعمال ألماني يعمل في مجال الذكاء الاصطناعي "لو كان هناك مخطط واضح وعرفنا أن هناك ضوءا في نهاية النفق، لكنا بقينا".

وأضاف "بما أن الحال ليست كذلك... قررنا المغادرة".

احتفلت ابنة هايكو الصغرى أخيرا بعيد ميلادها الثاني.

وهو روى "كانت حياتها كلها عبارة عن سلسلة من عمليات الإغلاق وإقامات في فنادق الحجر الصحي ومتنزهات ورياض أطفال مغلقة. لم تر جدَّيها إلا مرة واحدة فقط".

من جانبها، قالت لوسي بورتر جوردان وهي عالمة اجتماع في جامعة هونغ كونغ، إنه قبل أوميكرون، كانت في المدينة "قيود لكن كان هناك أمان أيضا. إذا أخرجنا ذلك من المعادلة، سينتهي بنا الأمر مع هذا النوع من الفوضى".

وأضافت أن معظم الذين يغادرون البلاد هم أشخاص لديهم أطفال و"أشخاص لديهم الإمكانات" للقيام بذلك.

وخلال الأسبوعين الماضيين، بدت هونغ كونغ مثل نيويورك أو لندن في بداية الوباء، وليس كمدينة فرضت عامين من التدابير والقيود لكبح انتشار المرض.

أما الحكومة فلم تكن مستعدة للتعامل مع التفشي الحاد للوباء المدفوع بالمتحورة أوميكرون.

واكتظت المستشفيات والمشارح بسرعة، فيما يصل معدل الوفيات الحالي في المدينة أربع مرّات معدل الوفيات في سنغافورة، ومعظمها من المسنين غير الملقّحين.

كذلك، تسببت عمليات الشراء بدافع الذعر إلى إفراغ رفوف المتاجر فيما بقيت المدارس مغلقة وتم تقديم العطلة الصيفية من أجل التمكن من استخدام الصفوف الدراسية لإجراء الفحوص الجماعية.

- استنزاف المواهب -

وتحذّر الشركات والمجموعات الصناعية بشكل متزايد من استنزاف المواهب. ويقدر المكتب المحلي للاتحاد الأوروبي أن 10 في المئة من مواطنيه غادروا هونغ كونغ منذ بدء الوباء.

وأفادت شركات طيران عن زيادة في الحجوزات في الأسابيع الأخيرة، فيما تضاعفت أسعار الشحن بالحاويات في غضون سنة.

وقالت لين، وهي أم لطفلين رفضت الإفصاح عن جنسيتها "الجميع يبحث عن تذاكر للمغادرة، والناس يقاتلون من أجل حاويات الشحن".

وأوضحت لين التي تتطلع للانتقال إلى دبي بعد 12 عاما في هونغ كونغ أن الكثير من زملائها يقدمون على الامر نفسه.

وروت "لدي صديقة ستغادر الأسبوع المقبل كانت تملك سيارة بي إم دبليو عمرها ثلاث سنوات وقالت لي تعلمين، سأعطيها لجمعية خيرية لأن أحدا لن يشتريها على أي حال".

وتضاف هذه الهجرة الجماعية إلى موجة الهجرة الجارية أصلا لسكان هونج كونج المحليين والتي بدأت منذ شنت الصين حملة قمع على الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية العام 2019.

وبين يونيو 2020 يونيو 2021، شهدت هونغ كونغ أكبر انخفاض في عدد السكان منذ 60 عاما، وما من مؤشرات فعلية على أن الوضع سيتغيّر.

وقال تشونغ كيم-واه رئيس معهد "بابلك أوبينيين ريسيرتش" في هونج كونج "ما زلنا في بداية هذه الموجة" موضحا "سيختار الكثير من الشباب المغادرة إذا أتيحت لهم الفرصة".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان