٤ سيناريوهات مُحتملة.. كيف يمكن أن تنتهي الحرب الروسية في أوكرانيا؟
كتبت- هدى الشيمي:
تستمر الحرب الروسية في أوكرانيا وسط زيادة عدد الضحايا المدنيين وتفاقم أزمة المهاجرين الأوكرانيين، وهناك الكثير من الأسئلة العالقة التي يبحث الجميع عن إجابات لها مثل: كيف يمكن أن تبدو التسوية المرضية للطرفين؟ إلى متى تصمد المقاومة الأوكرانية في وجه الروس؟ ما حجم الألم الاقتصادي والعسكري الذي يمكن أن يتحمله بوتين؟ هل تتمكن المعاوضة الروسية من إحداث أي فرق؟ ولكن يبقى السؤال الأهم هو "كيف ستنتهي الحرب؟" فيما يلي٤ سيناريوهات مُحتملة لما يمكن أن يحدث خلال الفترة المُقبلة حسب موقع Grid الإخباري..
١/ انتصار روسي وتمرد أوكراني
رغم النكسات المبكرة إلا أن القوات الروسية تحقق تقدمًا بطيئًا ومستمرًا. تتواجد قافلة روسية كبيرة على بعد ٢٠ ميل من وسط العاصمة كييف. واستولى الروس على عدة مدن في الشرق، وتتواصل الاشتباكات بين الروس والاوكرانيين على جبهات متعددة، بما في ذلك ماريوبول المحاصرة في الجنوب، ومنطقة ميكولايف الاستراتيجية.
وتسعى القوات الروسية إلى التقدم في ميناء أوديسا الرئيسي في الشمال، وأفادت تقارير باستمرار القتال حول إيربين وهوستوميل عند العاصمة كييف إلى الشرق، كذلك تعرضت مدن تشيرنيهيف وخاركيف للهجوم مرة أخرى.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت في وقت مبكر من اليوم الأحد، أسلحة طويلة المدى وعالية الدقة لتعطيل قاعدة جوية أوكرانية رئيسية في ستاروكوستيانتينيف غرب البلاد. كما تحدثت تقارير محلية عن عدة انفجارات في المنطقة.
لا يزال المسؤولون الأمريكيون يعتقدون أن روسيا تسعى لقطع رأس الحكومة الأوكرانية. وبعد فشل الجولة الثانية من المفاوضات، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "بوتين يعتزم الضغط على قادة كييف حتى يسيطر على البلاد بأكملها".
لا يبدو أن خطة بوتين تتضمن ضمًا رسميًا لأوكرانيا، إذ قال أنه لا ينوي احتلال البلاد، ولكنه يسعى إلى تنصيب رئيس موالي له يحكم كييف تحت تأثير موسكو، على عكس الوضع الحالي.
وظهر دليل مثير للاهتمام على نوايا بوتين في مقال نُشر، ثم حُذف لاحقًا، على موقع نوفوستي الإخباري الروسي، على ما يبدو أنه كان من المفترض نشره بعد انتصار موسكو في الحرب، وقال: "عادت أوكرانيا إلى روسيا، هذا لا يعني أنه سيتم تصفيتها، ولكن سيعاد هيكلتها، وإعادة تأسيسها وإعادتها إلى حالتها الطبيعية كجزء من العالم الروسي".
ستكون إعادة الهيكلة عملية قاسية، حسب التقرير لاسيما وأن الروس يضعون أعينهم على كبار قادة أوكرانيا، ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن الحكومة الروسية لديها قائمة تضم أسماء المواطنين الأوكرانيين الذين تنوي قتلهم أو احتجازهم حال حدوث هذا السيناريو.
وفي هذه الأحوال، من المحتمل أن يستمر النزاع المسلح، وإذا هُزم الجيش الأوكراني، فإن عشرات الآلاف من الأوكرانيين قد حملوا السلاح بالفعل، ولذا ربما تستمر المعركة إلى فترة أطول ويتحول إلى تمرد، قد تدعمه القوى الخارجية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وحسب التوقعات، فإن أي تمرد سيكون دامي وطويل لكلا الجانبين.
٢/ تفكيك أوكرانيا
هناك قاعدة عامة تُدرس في الأكاديميات العسكرية تقول إن المدافع عن منطقة غالبًا ما يكون لديه مزايا أكبر من المهاجم. ما يعني أن المهاجم يحتاج إلى ثلاثة أضعاف عدد القوات التي يحتاجها المدافع للسيطرة على المنطقة.
في المناطق الحضرية، غالبًا ما ترتفع النسبة وتصل إلى ٥ إلى ١، نشرت روسيا حوالي ٢٠٠ ألف جندي من أجل هذه الحرب، وأوكرانيا لديها نفس العدد تقريبًا، وبالنظر إلى ما يحدث على الأرض يمكن ملاحظة أن روسيا لا تستطيع السيطرة على كل أوكرانيا، لاسيما المناطق الغريبة، التي تتعمق فيها المشاعر المعادية لموسكو.
يتوقع اللواء الأسترالي المتقاعد والمحلل الدفاعي ميك رايان أن تواجه الحكومة الأوكرانية قريبًا خيارًا يتمثل فيما إذا كان عليها سحب قواتها من الشرق لإنقاذهم أو التنازل فعليًا عن هذه المنطقة.
وحال حدوث ذلك، سيحدث انقسام في أوكرانيا، وسيكون هناك منطقتين على طول نهر دنيبر الذي يمر عبر كييف ويقسم البلاد إلى نصفين تقريبًا.
قالت فيونا هيل، المحللة الروسية والمستشارة السابقة للبيت الأبيض في مقابلة مع بوليتيكو، إن هدف بوتين من الحرب في أوكرانيا قد لا يكون حكم أوكرانيا بأكملها، ولكن تفكيكها، وربما ضم بعض الأجزاء منها، أو حتى تركها كدويلات صغيرة.
في هذه الحالة ستضطر حكومة الرئيس الأوكراني للعودة إلى لفيف في الغرب، حينها ستصبح أوكرانيا الشرقية، دويلة انفصالية ونسخة أكبر الحجم من دونيتسك ولوغانسك.
٣/ انقلاب في روسيا
أدت الحروب التي لا تحظى بشعبية كبيرة إلى سقوط سلالة رومانوف في روسيا القيصرية، ثم الشيوعيين في الحقبة السوفيتية، وإذا لم ينهِ بوتين الحرب، فهل ستقضي الحرب على بوتين؟
رغم أن خسائر روسيا في الحرب لا شيء مقارنة بما تعانيه أوكرانيا، ألا أن الحرب لها تأثير كبير على موسكو، حسب الموقع، الاقتصاد ينهار تحت وطأة العقوبات الجديدة، والشركات الغربية بما في ذلك آبل، بوينج، تنسحب. في الوقت نفسه، وصل القمع والرقابة إلى مستوى غير مسبوق تقريبًا.
رغم الشجاعة التي أظهرها المتظاهرون الروس المناهضون للحرب خلال الأيام الأخيرة الماضية، فمن غير المرجح أن يجبر الضغط العام بمفرده بوتين على التنحى عن السلطة، حسب الموقع، فعلى مدى الأعوام الماضي تمكنت الحكومة من تحييد المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة.
علاوة على ذلك، فإن أهم زعماء المعارضة في روسيا، أليكسي نافالني، يتواجد الآن في السجن.
وتعليقًا على ما يجري، قال المحلل السياسي الروسي الأمريكي دميتري ألبيروفيتش عبر تويتر:"لأول نرة منذ ٢٢ عامًا، يبدو أن قبضة بوتين على السلطة قد متزعزعة، هناك الآن فرصة ضئيلة ولكنها غير معدومة للانقلاب عليه".
الإطاحة ببوتين- وفق الموقع- محاولة طويلة لن تؤدي بالضرورة إلى تحسين العلاقات بين روسيا والغرب، خاصة وأن الرئيس الروسي تجمعه علاقات قوية مع زملائه القدامى في الأجهزة الأمنية.
٤/ حرب روسيا- الناتو
تواجه الحكومات الغربية توازنًا دقيقًا وخطيرًا، يتمثل في الرغبة في مساعدة أوكرانيا والخوف من اندلاع حرب عالمية مع قوة عظمى يقودها زعيم لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، هدد بالفعل باستخدام أسلحة نووية.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه في الناتو مرارًا وتكرارًا إرسال قوات إلى أوكرانيا، وتجلى ذلك بوضوح في خطاب بايدن عن حالة الاتحاد. ورفض المسؤولون الغربيون المطالب الأوكرانية بفرض منطقة حظر طيران فوق البلاد، مشيرين إلى أن إجراء كهذا قد يتطلب في إسقاط طائرات روسية.
وبعدن يومين من المناقشات المربكة، أوقف الاتحاد الأوروبي خطة لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، ويقول المحللون إن كل هذه المناقشات تقود إلى أنه لا يجب أن تلتقي القوات الروسية وقوات حلف الناتو.
قال صمويل شاراب، أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة راند، :"هناك مسارات تصعيد غير مقصودة، كأن يصيب صاروخ كروز روسي عن طريق الخطأ سفينة بحرية تركية في البحر الأسود، وهناك الأمور الانتقامية، كأن تتعرض خطوط الامداد فوق الأرض للقصف أو أن ترد روسيا مباشرة على العقوبات".
وقد أظهر التاريخ أن الحروب البشرية غالبًا ما تتحول الحروب الاقتصادية إلى حروب حقيقية، حسبما قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، عبر تويتر.
ومع تزايد مشاهد المذابح في أوكرانيا، سيتعاظم الضغط السياسي على واشنطن والغرب لتقديم المزيد من المساعدات لكييف.
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، فإن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يشعرون بالقلق ويتساءلون "من أين يحصل بوتين على معلوماته وكيف يفسر تعليقات وسائل الإعلام الغربية حول ارسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا أو فرض حظر طيران فوقها".
وحتى الآن، لا توجد أي مؤشرات على رغبة بوتين في التورط بحرب مع الناتو، ولكن الظروف الحالية تدعو إلى القلق من احتمال حدوث سوء تقدير أو سوء قراءة نوايا.
فيديو قد يعجبك: