بعد تصريحات بايدن.. انقسام حول مصطلح "الإبادة الجماعية" في أوكرانيا
(دويتشه فيله)
تحاشى أنطونيو جوتيريش استخدام وصف "إبادة جماعية" في الحديث عن الوضع في أوكرانيا، فيما استخدمه الرئيس جو بايدن وانضم إليه جاستن ترودو فيما نأى إيمانويل ماكرون بنفسه عن ذلك. روسيا ردت على الفور منددة باستخدام المصطلح.
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأربعاء في مؤتمر صحافي أن التوصل الى "وقف لإطلاق النار في أوكرانيا لا يبدو ممكنا حاليا"، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تنتظر ردا روسيا على مقترحات لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات.
وعندما سئل إن كان يعتقد أن روسيا ترتكب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، كان الأمين العام حذرا في تحاشي استخدام هذا التعبير.
وقال جوتيريش إن "الإبادة الجماعية معرّفة بدقة في القانون الدولي. وبالنسبة إلى الأمم المتحدة، نحن نعتمد على القرار القانوني النهائي الذي تتوصل اليه الهيئات القضائية المختصة"، مشيرا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي فتحت تحقيقًا بشأن الحرب في أوكرانيا.
ورد الكرملين إنه يختلف بشكل قاطع مع وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن لأفعال روسيا في أوكرانيا بأنها "إبادة جماعية".
وأمس الثلاثاء قال بايدن إن سلوك روسيا في أوكرانيا يصل لحد الإبادة الجماعية من وجهة نظره، مستخدما تلك الكلمة لأول مرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين "نعتبر هذا النوع من المساعي لتشويه الوضع غير مقبول". وأضاف "هذا شيء يصعب تقبله من رئيس للولايات المتحدة، الدولة التي ارتكبت جرائم معروفة في الآونة الأخيرة".
وقال الرئيس الأمريكي حينها "من الواضح أكثر فأكثر أنّ بوتين يحاول ببساطة إلغاء فكرة أن يكون بوسع المرء حتى أن يكون أوكرانياً". وتابع "سنترك للمحامين على المستوى الدولي أن يقرّروا" ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا، "لكن بالنسبة لي، الأمر يبدو كذلك".
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة بتصريحات بايدن، وقال إنها "كلمات حقيقية لقائد حقيقي" لأن "تسمية الأمور بأسمائها هو أمر أساسي لمواجهة الشرّ".
ترودو ينضم لبايدن وماكرون ينأى بنفسه
وانضم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى بايدن، وتحدث عن "إبادة جماعية" في أوكرانيا للمرة الأولى، بعدما كان يرفض استخدام المصطلح. وقال الأربعاء في كيبيك ردا على سؤال من صحافيين حول التعبير الذي استخدمه الرئيس الأميركي "يمكننا التحدث أكثر فأكثر عن إبادة جماعية".
من جانبه، لم يستخدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء عبارة "إبادة جماعية"، مشككاً في فائدة "التصعيد الكلامي" لإنهاء الحرب.
ورداً على سؤال عبر قناة فرانس 2 بشأن تصريحات بايدن، أجاب ماكرون بأنه يريد "توخي الحذر باستخدام المصطلحات". وأضاف "أقول إن روسيا شنت حرباً عنيفة من جانب واحد، وإنه ثبت حالياً أن الجيش الروسي ارتكب جرائم حرب، وعلينا حالياً العثور على المسؤولين".
وتابع "ما يحصل جنون، إنها وحشية لا تُصدق. لكن في الوقت عينه أنظر إلى الوقائع وأريد بذل أقصى ما يمكن ليبقى بالإمكان وقف الحرب وإعادة بناء السلام، لذلك لست متأكدا من ان تصعيد الكلام يخدم القضية".
وتعرّف اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1949 الإبادة الجماعية بأنها "محاولة متعمدة لتدمير جماعة على نحو كلي أو جزئي استنادا إلى جنسيتها أو عرقيتها أو عرقها أو دينها".
وحتى الآن انطبق هذا التعريف على ثلاث قضايا أمام المحاكم الدولية: مذبحة ارتكبها الخمير الحمر في كمبوديا في حق أقلية تشام والفيتناميين في السبعينيات ويقدر عدد ضحاياها بنحو 1.7 مليون شخص.
وهناك كذلك القتل الجماعي للتوتسي في رواندا في التسعينيات الذي أودى بحياة 800 ألف شخص، ومذبحة سربرنيتشا في 1995 حيث قُتل نحو ثمانية آلاف من الرجال والفتيان المسلمين في البوسنة.
وتشمل الأفعال الإجرامية للإبادة قتل أعضاء الجماعة وإحداث ضرر جسدي أو نفسي جسيم لهم وتهيئة الظروف لتدميرهم ومنع المواليد ونقل الأطفال قسرا إلى جماعات أخرى.
ولإثبات الإبادة الجماعية يتعين على ممثلي الادعاء أولاً إظهار أن الضحايا كانوا جزءا من جماعة قومية أو عرقية أو دينية مميزة. ويستبعد ذلك الجماعات المستهدفة بسبب أفكارها السياسية.
فيديو قد يعجبك: