إعلان

الانتخابات الفرنسية.. هل تهزم اليمينية المتطرفة لوبان منافسها ماكرون؟

12:38 م الثلاثاء 19 أبريل 2022

ايمانويل ماكرون ومارين لوبان المنافسان في الرئاسة

كتبت- هدى الشيمي:

يتنافس الرئيس الفرنسي السابق إيمانويل ماكرون والسياسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان على رئاسة فرنسا، لتغدو المسألة تكرارًا للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٧.

وقبل خمسة أعوام، انتصر ماكرون، الوافد الجديد لعالم السياسة وقتذاك، على لوبان، السياسية المحنكة التي ولدت لعائلة تشتغل بالسياسة، بفارق ليس كبير.

لكن الآن، هل يتكرر سيناريو ٢٠١٧ مرة أخرى، حسب التقارير والمراقبين لعملية الاقتراع فإن السباق الانتخابي هذا العام مختلف لعدة أسباب..

وفيما يلي بعض المعلومات التي يجدر معرفتها قبل إجراء الجولة الثانية من الانتخابات.

1

كيف انتهت الجولة الأولى من الانتخابات؟

حصل ماكرون ولوبان على أغلبية الأصوات، ولكن لم يحصل كلاهما على أكثر من ٥٠ ٪ بما يؤهلهما للفوز بالحكم، لذلك من المقرر إقامة الجولة الثانية من الانتخابات الأحد ٢٤ إبريل الجاري، ولا يُسمح للمرشحين الرئاسيين بإقامة حملاتهم الانتخابية في اليوم نفسه، وستخضع وسائل الإعلام لقيود صارمة على التقارير الصحفية من اليوم السابق للانتخابات حتى إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة ٨ مساءً.

ستُعقد مناظرة بين ماكرون ولوبان مساء يوم ٢٠ أبريل وسيتم عرضها على القنوات التلفزيونية الفرنسية فرانس ٢ و TF1.

ولا تعد الانتخابات الرئاسية عملية الاقتراع الوطنية الوحيدة التي تشهدها فرنسا هذا العام، فمن المقرر إقامة انتخابات برلمانية في يونيو المقبل.

عما كشفت استطلاعات الرأي؟

حسب استطلاعات الرأي فإن الأوضاع متشابهة لما كانت عليه في ٢٠١٧.

أوضحت استطلاعات الرأي التي أجراها Ifop-Fiducial في ١٠ أبريل أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية ضد لوبان بنسبة ٥١٪ فقط.

ومن أجل إعادة انتخابه، سيحتاج ماكرون إلى اقناع مؤيدي مرشح أقصى اليسار جون لوك ميلانشون بمنحه أصواتهم. حل ميلانشون في المرتبة الثالثة بحصوله على ٢٢ ٪ من إجمالي عدد الأصوات. وفي يوم الأحد، حث المرشح اليساري مؤيديه إنهم على تجنب التصويت لصالح لوبان.

أغلب المرشحين الخاسرين يدعون مؤيديهم إلى دعم ومساندة ماكرون لمنع شخص من المعسكر اليميني المتطرف من الوصول إلى سدة الرئاسة.

2

ماذا تغير في فرنسا خلال السنوات الخمس الماضية؟

المشهد السياسي الفرنسي. تسبب انتخاب ماكرون في تفكير المركز التقليدي للسياسة الفرنسية بشكل واضح. في السنوات الماضية، كان العديد من ناخبيه قد يتوافدوا على أحزاب يسار الوسط ويمين الوسط التقليدية، الاشتراكيين والجمهوريين.

لكن عمدة باريس آن هيداليجو، المرشحة الاشتراكية، وفاليري بيكريس، المرشحة الجمهورية، اخفقا في إقناع الناخبين بالتخلي عن المرشح الوسطي الموجود بالفعل، وحصل كلاهما على أقل من ٥ ٪ من إجمالي أصوات الناخبين في الجولة الأولى.

ماذا نعرف عن المرشحين الرئاسيين؟

إيمانويل ماكرون، مصرفي سابق وتخرج من بعض أكثر المدارس النخبوية في فرنسا. كان جديدًا على عالم السياسة قبل أن يصبح رئيسًا، وتعد الانتخابات الحالية ثاني عملية اقتراع يخوضها في حياته على الإطلاق.

ولكن، حسب التقارير، لم يعد ماكرون مبتدئًا، واكتسب خبرة واسعة خلال السنوات الخمس الماضية. وضع ماكرون خطة طموحة لتعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي وثقله الجيوسياسي والتي أكسبته الاحترام والتقدير في الخارج والداخل، بالرغم من فشل محاولاته للفوز على دونالد ترامب، وفشل جهوده الدبلوماسية لتجنب اندلاع الحرب في أوكرانيا.

في الوقت نفسه، قوبلت بعض سياسات ماكرون المحلية بغضب شعبي، وحظت سياساته للتعامل مع حركة السترات الصفراء، حركة شعبية شنت أحد أطول الاحتجاجات في فرنسا منذ عقود، بانتقادات واسعة، وكذلك فشلت خطته للتعامل مع جائحة كوفيد-١٩.

ماريان لوبان هي الشخصية الأكثر شهرة لليمين المتطرف الفرنسي، وهي ابنة جان ماري لوبان، الذي أسس الجبهة الوطنية، الذي خرج منه حزب المرشحة الرئاسية الحالي.

حاولت لوبان الابنة إعادة تسمية الحزب، والذي كان يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه جبهة سياسية عنصرية ومعادية للسامية. وتعد هذه الانتخابات المحاولة الثالثة لها للوصول إلى قصر الرئاسة.

في ٢٠١٧، كانت حملة لوبان الانتخابية الشبيه الفرنسي للرئيس الأمريكي وقتذاك دونالد ترامب، السياسية اليمينية التي تتعهد بحماية الطبقة العاملة الفرنسية المنسية من المهاجرين والعولمة والتكنولوجيا التي سلبت وظائفهم أهميتها.

ومنذ ذلك الحين، تخلت لوبان عن بعض مقترحاتها السياسية الأكثر جدلاً من بينها دعواتها لمغادرة الاتحاد الأوروبي، ولكنها بشكل عام لم تغير موقفها الاقتصادي القومي، أو آرائها بشأن الهجرة، والتشكيك في أوروبا، وموقفها المتشدد من الإسلام في فرنسا، ولا تزال تدعو إلى جعل ارتداء الحجاب في الأماكن العامة غير قانوني، وتغريم النساء اللواتي يرتدينه وسط المواطنين. ويتصدر قائمة أولوياتها وقف الهجرة غير المنضبطة، استئصال الأيديولوجيات الإسلامية.

مع ذلك، تحاول لوبان التخفيف من حدة نبرتها، خاصة فيما يتعلق بالإسلام والاتحاد الأوروبي في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف باسم (بريكست).

ووعدت لوبان بحل العديد من المشاكل الاقتصادية التي تشغل بال المواطنين.

وعلى يبدو أن هذه الاستراتيجية حققت نجاحًا. كان أداء لوبان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٢ أفضل من المرات الثلاثة التي شاركت فيها بالانتخابات.

3

ما هي أهم القضايا التي تشغل بال الناخبين الفرنسيين؟

تعد تكلفة المعيشة من أهم القضايا التي تشغل بال الناخبين الفرنسيين هذا العام. يشعر الفرنسيون بالضيق مع مواجهتهم للتداعيات الاقتصادية للوباء وارتفاع أسعار البنزين وموارد الطاقة بالتزامن مع استمرار الحرب في أوكرانيا، بالرغم من الدعم الحكومي السخي.

ورغم سوء الأحوال الاقتصادية والضغوط المالية التي يواجهها الفرنسيون، ومع أنها لا تكفي لصرف بعض الناخبين عن تطرف بعض المرشحين، إلا أنها قد تدفع البعض للبحث عن إجابات غير تقليدية لمشاكلهم.

يبعد القتال في أوكرانيا عن الحانات والمقاهي الفرنسية، ولكن – حسب سي إن إن- يشغل الصراع أذهان الناخبين، وحسب الاستطلاعات فإن حوالي ٩٠ ٪ من الفرنسيين قلقين بشأن الحرب في الأسبوع الأخير من شهر مارس الماضي.

لم يتطرق أي من المرشحين للأزمة البيئية خلال مناظرات الجولة الأولى من الرئاسة، ورغم زيادة الاهتمام بتغير المناخ، ولكنها أقل أهمية في فرنسا، التي حصلت على ٧٥ ٪ من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية عام ٢٠٢٠، وفقًا لوزارة البيئة الفرنسية.

ومع ذلك، تنازع ماكرون ولوبان حول طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تقول المرشحة اليمينية المتطرفة إن الاثنين مكلفان وغير فعالين، كما لفتت إلى أن التوربينات الرياح أثرت سلبًا على جمال المناظر الطبيعية في الريف الفرنسي التقليدي، لذا تريد إلغاء الدعم لكليهما.

في المقابل، يريد ماكرون زيادة الاستثمار في كليهما.

تعد حملتا ماكرون ولوبان برؤيتين مختلفتين تمامًا لمستقبل فرنسا. يعد ماكرون بمواصلة العمل على أن تغدو بلاده أكثر عولمة، فيما تسعى لوبان إلى قلب الوضع الحالي تمامًا من خلال الاعتماد على السياسات الاقتصادية الحمائية وإصلاح علاقة باريس مع حلفائها وخصومها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان