لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مشاهد مفبركة.. كيف نكتشف زيف النصر العسكري في الحرب بأوكرانيا؟

10:18 م الثلاثاء 19 أبريل 2022

الغزو الروسي لأوكرانيا

(دويتشه فيله)

خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، انتشرت صور ومقاطع فيديو تزعم تحقيق أحد طرفي الصراع "انتصارا عسكريا". وفي هذا السياق، نٌشرت صور لطائرات مسيرة وقناصة لتأكيد النصر. لكن كيف يمكن التحقق من صحة هذه المزاعم؟ DW تقدم بعض النصائح.

خلال الحروب والنزاعات المسلحة، يقوم أنصار طرفي الصراع أو النزاع بنشر مقاطع ميدانية مصورة تزعم وتظهر تحقيق "نجاح أو نصرعسكري" في المعارك وغالبا ما يتم ضبطها عللى مقاطع موسيقية.

ورغم وجود قواعد أخلاقية تعارض نشر محتوى عنيف على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه المقاطع المصورة "المفبركة" غالبا لا تعود إلى الصراع المعني بالذكر وإنما لصراعات أخرى دارت رحاها في مناطق مختلفة.

وللوقوف على الأمر، قامت DW بالتحقق من مصداقية أحد المقاطع المصورة عن الحرب الروسية-الأوكرانية الأكثر انتشارا لتبيان الحقيقة. وستقوم DW بنشر الأساليب والأدوات التي جرى استخدامها للتحقق من اللقطات التي روج لها الحساب الذي نشر هذا المقطع المصور.

"مزاعم"

يدعم حساب غير رسمي على موقع تويتر يحمل اسم (@ArmedForcesUkr)، الجيش الأوكراني ويحظى بمتابعة أكثر من 450 ألفا. وقد ادعى هذا الحساب أن مقطعا مصورا مدته 42 ثانية يحتوي على أغنية ناجحة لقوات الدفاع الإقليمي الأوكرانية يعود للصراع الدائر حاليا في أوكرانيا.

وجرى الإشارة إلى الجنود الروسي "بالعفاريت" في هذا المقطع الذي يحتوي على 16 مشهدا منفصلا تُظهر انفجارات وأعمال قتل ودمار نُفِّذ معظمها عن طريق شن غارات بطائرات مسيرة وقنابل مزروعة على جوانب الطرق فضلا عن أعمال قتالية قام بها قناصة.

ويضم الفيديو موسيقى مبهجة بصوت طفل ينشد "لا لا لا ، اقتل الموسكال" وهي إهانة عرقية ضد الروس، لكن هل يتضمن هذا المقطع أي انتصار عسكري أحرزه الجيش الأوكراني؟

"مضل"

وفي محاولتها للتحقق من مصداقية هذا المقطع المصور، حددت DW المصادر الـ16 المستخدمة في المقطع ووجدت أن ستة مصادر لا تعود بالتأكيد إلى الحرب الروسية-الأوكرانية الدائرة حاليا. ويُظهر أحد المشاهد قناصة روس خلال عملهم فيما قد تكون المشاهد العشر المتبقية منطقية لكن لا يمكن التحقق في مصداقيتها بنسبة 100٪.

الحذر من مقاطع "مفبركة" على حسابات غير رسمية

ولا يحمل الحساب الذي نشر هذا المقطع "العلامة الزرقاء" التي تؤكد أنه حساب موثق من قبل تويتر وهو الأمر الذي يُجب أن يثير الريبة في البداية.

كذلك، فقد ظهر المشهدان الأول والأخير من هذا المقطع على منصات التواصل الاجتماعي في أكتوبر عام 2020 أثناء الحرب بين أذربيجان وأرمينيا حيث يعود أحدهما إلى لقطات عسكرية أذربيجانية رسمية لهجمات شنتها طائرات "بيرقدار" المسيرة تركية الصنع التي استخدمها جيش أذربيجان خلال الصراع ضد أرمينيا ويستخدمها الجيش الأوكراني في الصراع الدائر حاليا ضد القوات الروسية.

وتم قص اللقطات ما أدى إلى عدم وضوح حقيقتها وذلك إما لأنه جرى مشاركة المقطع الأصلي على نطاق كبير في السابق أو الشخص الذي قام بتحرير المقطع أراد إخفاء المصدر الحقيقي.

أما المشاهد الليلية في هذا المقطع والتي تبدأ عند الثانية الـ 26، فقد ظهرت لأول مرة في فبراير 2020 عبر حساب روسي يحمل اسم "milinfolive" على منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تليغرام و شبكة "فكونتاكتي VKontakte" الروسية للتواصل الاجتماعي حيث يصف هذا الحساب الروسي هذه المشاهد بأنها تعود لأعمال قامت بها القوات الخاصة الروسية في سوريا ونشرتها وزارة الدفاع الروسية ( انظر إلى الصورة رقم 3).

وتعد هذه المشاهد الوحيدة في هذا المقطع التي تظهر صورا لأشخاص يتم إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة بدلا من مشاهد استهدافهم عبر طائرات مسيرة.

ثلث المشاهد "مزيفة"

وخلال مشاهدة المقطع المصور الذي نشره حساب (@ArmedForcesUkr) الداعم للجيش الأوكراني، عند الثانية الـ 27 فقط تظهر لقطات تعود لمقطع مصور نُشر على منصات التواصل الاجتماعي فقط عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي حيث تحمل بعض اللقطات العلامة المائية لحساب @polkazov الخاص بالجناح الإعلامي لكتيبة "آزوف" الأوكرانية حيث يُقال إنها تُظهر هجمات أوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في منتصف مارس الماضي.

طرق اكتشاف "الصور المفبركة"

ويبدو أن بعض اللقطات في الفيديو تعود إلى مقاطع نُشرت على موقع "اليوتيوب" تظهر غارات أوكرانية بطائرات مسيرة قرب خيرسون في 18 من مارس الماضي فيما يعود مشهد آخر على ما يبدو لهجوم صاروخي مضاد للدبابات قام بنشره رئيس لجنة البرلمان الأوكراني للأمن القومي والدفاع والاستخبارات، يوري ميسياجين، على تطبيق تلغرام في 27 من مارس الماضي.

تتبع مصادر الفيديوهات الحقيقية

قامت DW بالتحقق من مصداقية الفيديو الذي نشره حساب (@ArmedForcesUkr) الداعم للجيش الأوكراني باستخدام تقنية وخاصية "البحث العكسي للصور" لكل لقطة في الفيديو لمعرفة متى تم تحميلها على شبكة الإنترنت لأول مرة.

وبعد ذلك، قام فريق DW بإجراء مقارنة بين اللقطات في هذا الفيديو المزعوم وبين اللقطات التي ظهرت لأول مرة لتحديد ما إذا كانت تسبق الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 أم لا.

وتعد تقنية "البحث العكسي عن الصور" من أسرع الطرق لمعرفة أصل الصورة إذ إنها تساعد في معرفة ما إذا كانت الصورة قد تم استخدامها من قبل وإذا حصل ذلك يمكن معرفة التوقيت والكيفية.

طرق اكتشاف "الأخبار الزائفة"

هناك العديد من مواقع مجانية خاصة بتقنية "البحث العكسي عن الصور"، لكن أشهرها محرك "غوغل" للبحث العكسي عن الصور وأيضا محركي البحث Yandex وTinEye وأيضا المكونات والأدوات الإضافية لمتصفح RevEye.

بيد أن اللافت في المقطع المصور الذي نشره حساب (@ArmedForcesUkr) الداعم للجيش الأوكراني قيام العديد من رواد ومستخدمي موقع تويتر بكتابة تعليقات عليه تؤكد أنه يحتوي على لقطات لا تعود للصراع الدائر في أوكرانيا.

ورغم ذلك، فقد حظي المقطع بمشاهدات تخطت حتى الآن أكثر من 160 ألفا مع احتفاء الكثير بهذا الفيديو.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان