لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دونباس: لماذا تحاول روسيا السيطرة على هذه المنطقة؟

12:50 م الجمعة 22 أبريل 2022

الجيش الروسي

كييف- (بي بي سي):

نقلت روسيا معظم جهدها الحربي إلى شرق أوكرانيا بعد سحب قواتها من قرب العاصمة الأوكرانية كييف.

وقال الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المعركة على المنطقة المعروفة باسم دونباس قد بدأت ويشارك فيها جزء كبير جدا من الجيش الروسي.

فما الذي سيحتاجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن يدعي النجاح في تحقيق هدفه المتمثل في "تحرير" القلب الصناعي القديم لأوكرانيا، وهل ذلك ممكن؟

لقد تم بالفعل نشر أفضل القوات المُدربة في أوكرانيا في الشرق بسبب حرب استمرت 8 سنوات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا. ويُعتقد أن القوات الأوكرانية هناك عانت من خسائر فادحة، لكنها ما زالت تمثل تحديا كبيرا للجيش الروسي الغازي.

وتسببت القوات الروسية بالفعل في كارثة إنسانية في الشرق، لكنها مازالت غير مسيطرة على ميناء ماريوبول.

وقال الرئيس الأوكراني "سنقاتل من أجل كل متر من أرضنا"، ويمكن أن ينذر الهجوم الروسي الجديد بصراع طويل الأمد.

ما هي منطقة دونباس الأوكرانية؟

عندما يتحدث الرئيس بوتين عن دونباس فإنه يشير إلى منطقة إنتاج الفحم والصلب القديمة في أوكرانيا. ما يعنيه حقا هو مجمل منطقتين شرقيتين كبيرتين هما لوهانسك ودونيتسك واللتين تمتدان من خارج ماريوبول في الجنوب وصولا إلى الحدود الشمالية.

ويقول سام كراني إيفانز، من رويال يونايتد سيرفسيس إنستيتيوت: "المفتاح في الأمر أن الكرملين قد حدد الجزء الناطق بالروسية من أوكرانيا باعتباره روسيا أكثر منه أوكرانيا".

وقد تكون هذه المناطق ناطقة باللغة الروسية على نطاق واسع لكنها لم تعد موالية لروسيا. ويقول كونراد موزيكا المتخصص في الدفاع ورئيس شركة روشان للاستشارات: "كانت ماريوبول واحدة من أكثر المدن الموالية لروسيا في أوكرانيا، وبالتالي فإن تدميرها أمر يتجاوز فهمي".

وزعمت روسيا، بعد شهر من الحرب، أنها سيطرت على 93 في المئة من منطقة لوهانسك و 54 في المئة من دونيتسك.

ولا يزال أمام الرئيس الروسي طريق طويل لإخضاع المنطقة بأكملها، ولكن حتى لو كان قادرا على إعلان النصر، فما زالت هناك منطقة كبيرة جدا يجب السيطرة عليها.

لماذا يريد بوتين السيطرة على دونباس؟

وجه الزعيم الروسي مرارا الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة بأن أوكرانيا ارتكبت إبادة جماعية في الشرق.

وعندما بدأت الحرب، كان ما يقرب من ثلثي المناطق الشرقية في أيدي الأوكرانيين. أما الباقي، فقد كان يديره وكلاء روسيا والذين أقاموا دويلات مدعومة من موسكو خلال حرب بدأت قبل 8 سنوات.

وقبل اندلاع الحرب بقليل، اعترف الرئيس الروسي بوتين باستقلال المنطقتين الشرقيتين عن أوكرانيا.

وإذا احتلت روسيا كلتا المنطقتين الكبيرتين سيحقق فلاديمير بوتين نوعا من الإنجاز في هذه الحرب، وستكون الخطوة التالية بعد ذلك هي إلحاق دونباس بروسيا، تماما كما فعل مع شبه جزيرة القرم بعد استفتاء يفتقد إلى المصداقية في عام 2014.

وإذا حدث ذلك قبل 9 مايو المقبل، فسيكون قادرا على الاحتفال بيوم النصر حيث مازال الجيش الروسي يحيي ذكرى هزيمة ألمانيا النازية في عام 1945.

لقد تحدث الزعيم الدمية التابع لروسيا في لوهانسك بالفعل عن إجراء استفتاء في "المستقبل القريب"، على الرغم من أن فكرة التصويت الوهمي في منطقة حرب تبدو سخيفة.

ما هي استراتيجية بوتين؟

يعتقد الجيش الأوكراني أن بوتين يريد السيطرة الكاملة ليس فقط على دونباس ولكن أيضا على منطقة خيرسون الجنوبية والتي تقع في شمال وغرب شبه جزيرة القرم فمن شأن ذلك أن يمنحه جسرا بريا على طول الساحل الجنوبي إلى الحدود الروسية والسيطرة على إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم.

ولا يزال الكثير من أراضي دونيتسك والمناطق الرئيسية في لوهانسك في أيدي الأوكرانيين لذلك تحاول القوات الروسية تطويق الجيش الأوكراني في الشرق، وتتحرك من الشمال والشرق والجنوب.

وتقول تريسي غيرمان، أستاذة الصراع والأمن في كينجز كوليدج بلندن: "هذه منطقة كبيرة يجب السيطرة عليها، وأعتقد أنه لا ينبغي التقليل من شأن التعقيدات الجغرافية لهذه المنطقة".

لقد فشل الروس حتى الآن في الاستيلاء على مدينة خاركيف ثانية كبريات المدن في أوكرانيا جنوب الحدود الروسية، لكنهم سيطروا على إيزيوم ، وهي بلدة إستراتيجية تقع على الطريق السريع الرئيسي المتجه إلى الشرق الذي يسيطر عليه الانفصاليون.

وتقول البروفيسور غيرمان: "إذا نظرت إلى ما يفعلونه حول إيزيوم ستجدهم يتبعون الخطوط الرئيسية للطرق السريعة وهو أمر منطقي نظرا لأنهم ينقلون معظم معداتهم عن طريق البر والسكك الحديدية".

وقد شهدت البلدات الموجودة الآن في الأفق الروسي بالفعل سنوات من الحرب منذ أن استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على أجزاء كبيرة من دونباس.

وتُعد سلوفيانسك هي الهدف الكبير التالي أسفل طريق إم 03، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 125 ألف شخص وقد استولت عليها القوات المدعومة من روسيا في عام 2014 قبل أن تستعيد القوات الأوكرانية السيطرة عليها. كما يعتبر الاستيلاء على كراماتورسك، إلى الجنوب من سلوفيانسك، هدفا كبيرا أيضا.

ويقول معهد دراسة الحرب (آي إس دابليو) ومقره الولايات المتحدة إنه إذا احتفظت أوكرانيا بسلوفيانسك فإن حملة روسيا للاستيلاء على المنطقتين "ستفشل على الأرجح".

وقد هاجمت القوات الروسية سلسلة من البلدات التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية في لوهانسك أثناء تقدمها من الشمال والشرق حيث دخلت تلك القوات كريمينا، إلى الشمال الغربي من سيفيرودونتسك وقصفت بلدات بما في ذلك روبيغني وبوباسنا وليسيتشانسك.

ويقول معهد دراسة الحرب (آي إس دابليو) إن هذه البلدات تُعد مهمة لأن السيطرة عليها ستمكن روسيا من التقدم غربا والاتصال بالقوات الروسية التي تندفع جنوب شرق إيزيوم، وهذا هو السبب في أن الجيش الأوكراني يركز هجماته المضادة في تلك المنطقة خارج إيزيوم.

ويحتاج الروس إلى السيطرة على خطوط الإمداد عن طريق البر ومنع وصول الأوكرانيين إلى طرق السكك الحديدية من الغرب. وتُعد السكك الحديدية هي وسيلة النقل الأكثر فعالية للقوات الأوكرانية والأسلحة الثقيلة وهي أسرع طريق لخروج المدنيين الفارين.

كما أن السيطرة على أجزاء من شبكة السكك الحديدية ستمكن القوات الروسية من تحريك قواتها وإمداداتها.

ماذا يريد بوتين؟

كيف يمكن لغزو روسي لأوكرانيا أن يمتد إلى أوروبا؟

ويعتقد سيرهي هايداي رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية أن هدف الروس هو تدمير كل شيء يعترض طريقهم من أجل تحقيق هدف فلاديمير بوتين المتمثل في الوصول إلى الحدود الإقليمية الغربية لمنطقة لوهانسك.

وكانت مارينا أغافونوفا، البالغة من العمر 27 سنة، قد فرت من منزل عائلتها في ليسيتشانسك، تاركة والديها وراءها مع استمرار سقوط القذائف الروسية.

وتقول: "لقد هاجموا المستشفيات والمباني السكنية، ولا يوجد تدفئة ولا كهرباء".

ويتم نقل المدنيين قبل التقدم الروسي. وحذر هايداي من أن "البقاء والحرق أثناء نومك من قذيفة روسية مخيف أكثر بكثير من عملية النقل".

وقد قطعت خطوط السكك الحديدية إلى إيزيوم في الشمال وإلى ماريوبول وميليتوبول في الجنوب. وتعطلت الخدمات من سولفيانسك ولم تنطلق قطارات من مركز كراماتورسك القريب منذ هجوم صاروخي قتل 57 شخصا أثناء انتظارهم لركوب القطارات.

هل تستطيع القوات الأوكرانية الصمود؟

في بداية الحرب، اعتُبرت الألوية العشرة التي شكلت هيئة القوات المشتركة الأوكرانية (جي إف أو) في الشرق أفضل الجنود تجهيزا والأفضل تدريبا في أوكرانيا.

وقال سام كراني إيفانز، من رويال يوناتد سيرفسيس إنستيتيوت، إنه يعتقد أنه سيتم تعزيز القوات الأوكرانية من قبل المتطوعين في الأسابيع الأخيرة، مشيرا إلى أنه "لا نعرف حقا مدى قوة القوات الأوكرانية الآن".

ويقول كونراد موزيكا: "إن الهدف الرئيسي للأوكرانيين هو إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالجانب الروسي، ويستخدم الأوكرانيون تكتيكات تستهدف تجنب المعارك الكبيرة".

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن روسيا لديها الآن 76 كتيبة في الشرق بعد أن أضافت 11 كتيبة إلى المنطقة في الأيام الأخيرة ، كما تم نشر المزيد من القوات شمال الحدود. وقوام كل كتيبة يتراوح ما بين 700 إلى 900 رجل.

وعلى الرغم من تعزيزاتهم، فإن هناك شك واسع النطاق في أن القوات الروسية ستحقق أي اختراق سريع. ويعتقد معهد دراسة الحرب (آي إس دابليو) أنها قد تكون قادرة على إضعاف المواقع الأوكرانية ولكن بتكلفة عالية على الأرجح ، بينما يعتقد الخبراء العسكريون الأوكرانيون أن العديد من الكتائب الروسية في حالة سيئة.

ولقد تكبدت القوات الروسية بالفعل خسائر كبيرة بعد 7 أسابيع من الصراع ويُعتقد أن الروح المعنوية منخفضة، وتتكون وحداتهم من رجال مجندين من المناطق الانفصالية المحلية، والعديد منهم تم تجنيده بالإكراه، وكذلك من الجيش الروسي.

الحياة "مخيفة" في لوهانسك الانفصالية

أصبحت الحياة تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا أكثر هدوءا، على الرغم من أن السلطات الانفصالية اتهمت القوات الأوكرانية بقصف المباني السكنية وقتل المدنيين.

ويقول مسؤولون في دويلة دونيتسك إن 72 مدنيا قتلوا منذ منتصف فبراير الماضي. وقُتل عدد أكبر بكثير في الهجمات الروسية على الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا.

وقالت امرأة في لوهانسك لبي بي سي، شريطة عدم الكشف عن هويتها، إنها شاهدت الكثير من العربات المدرعة العسكرية الروسية في المدينة، وباتت الأجواء الآن مليئة بالخوف والحذر.

وأضافت قائلة: "أنا خائفة، إن حالة من الذعر تسود المنطقة".

وأوضحت قائلة: "إن الرجال في سن التجنيد مطالبون بالانضمام إلى الميليشيا الروسية المحلية التي تحارب بالوكالة، لذلك فإن أي شخص يتجنب التجنيد يسعى للاختباء، إنهم يحشدون الرجال في الشوارع ، ويمسكون بهم، ولا يوجد رجال في المتاجر في المدينة أو في الشوارع، و نتيجة لذلك تم إغلاق جميع الأعمال التي يهيمن عليها الرجال".

وتابعت قائلة:"نحن روس بالفعل، على الرغم من أن ذلك غير رسمي، فكل شخص هنا لديه جواز سفر روسي".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان